الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس كوريا الشمالية

عبد القادر الحوت

2009 / 12 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هي ليست المرة الأولى التي تتأهل فيها كوريا الشمالية لكأس العالم لكرة القدم، فهي كانت قد تأهلت عام 1966، و لكن تأهلها اليوم له نكهة أخرى.
ففي ظل حصار دولي كبير، و بعد عقد من المجاعات و المشاكل الإقتصادية الخانقة، ها هو فريق كرة القدم في كوريا الشمالية يحقق ما عجزت عنه منتخبات البترودولار : التأهل إلى كأس العالم.
لا تملك كوريا فرصة كبيرة في الفوز بمبارياتها في الدور الأول، حيث أنها ستواجه البرازيل و ساحل العاج و البرتغال في المجموعة التي أصبحت تُعرف بمجموعة الموت!

كوريا الشمالية دولة شيوعية و هي من آخر الدول الشيوعية الـ"100%"، على عكس الصين التي تخلت عن الإشتراكية و ركضت وراء الرأسمالية.
على الرغم من أنها ليست نموذجًا لا إقتصادي و لا بخصوص الحريات السياسية و الشخصية و لكن علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا كوريا الشيوعية نجحت في كرة القدم بينما الحزب الشيوعي اللبناني فشل في الإنتخابات؟

الحزب الشيوعي اللبناني هو الحزب العلماني "الحقيقي" في لبنان. بإستثناء الأقمار اليسارية التي تدور حوله، فجميع الأحزاب الأخرى هي طائفية (و إن إدعت العكس).
أي أنه يستطيع، على الأقل، الحصول على أصوات العلمانيين اليساريين و حتى اليمينيين نظرًا لأن لا خيار علماني آخر غيره.
لماذا إذن فشل الحزب الشيوعي في الحصول على أكثر من 1 أو 2 % من أصوات الناخبين؟ لماذا لم يقدّم سوى 4 مرشحين من أصل 128 مقعد؟
و إذا إفترضنا أن مرشحيه نجحوا، هل يعتقد أنه يستطيع تغيير النظام الطائفي بأقل من 4% من مقاعد البرلمان؟

المأساة في الإنتخابات النيابية الأخيرة، و حتى الإنتخابات الاخرى التي سبقتها، أن الحزب الشيوعي لا يحصل سوى على جزء صغير من أصوات اليساريين العلمانيين، هذا ناهيك عن اليمين العلماني.
هناك حتمًا أسبابًا خارجية للهزائم الإنتخابية، من البترودولار الانتخابي إلى فتاوى التصويت و التزوير و غيرها.. و لكن فشل الحزب الشيوعي لا يقتصر على الإنتخابات بل يتعداه إلى كل نشاط سياسي يقوم به : تفتت، تشرذم، إنقسام.
عام 2005، حينما كانت الأحزاب الطائفية تجمع مئات الآلاف في ساحات بيروت، قرر الحزب الشيوعي الخوض في مغامرة الشارع و جمع في 13 آذار 2005 بضعة آلاف متظاهر! الأحول لم تتحسن منذ ذلك الوقت، فما زالت تظاهرات الحزب الشيوعي تجمع القليل من المتظاهرين و أثرها السياسي أو الإجتماعي شبه معدوم.

المشكلة ليست في إنعدام التأييد لليسار العلماني أو للعلمانية في لبنان، فالإنفجار العددي للحركات اليسارية دليل على حضور لأفكارها.
المشكلة تكمن في إنقسام هذا اليسار و إنقسام الأحزاب العلمانية بشكل عام. تفتت كبير و إختلاف أكبر، لا في الأفكار الكبرى و المبادئ العامة من علمانية و حرية و ديمقراطية، بل إختلافات شخصية و نقاشات عقيمة حول تفاصيل الامور.
من الضروري أن ينهض اليسار العلماني في لبنان و أن ينهض قويًا، متحدًا واحدًا، في تحالف متين، لاّن لا خيار آخر لهم للوصول إلى السلطة و تغيير الواقع الطائفي سوى في الوحدة.

17 طائفة في لبنان، كلّ منها تتوحد إنعزاليا في أحزابها لتدفاع عن مصالحها الذاتية، في المقابل اليسار العلماني مفتت، مشرذم، يحارب نفسه أو طواحين الهواء، و يضيع أكثر و أكثر مع مرور الوقت.
كوريا الشمالية نجحت في الوصول إلى النهائيات، فمتى سينجح الحزب الشيوعي اللبناني في الوصول إلى مجلس النواب؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم