الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 12 / 6
الادب والفن


ومن قال أنّ زمن الأوثان قد ولّى !!


دخلت "عليا" المستشفى منهارة تماما ، مزرقة العينين ، مكدمة الوجه ، تحمل في يدها صور زفافها ، و إطارا ذهبيا فيه ورقة ظننتها شهادة جامعية أو ما شابه ...

عندما بدأت الحديث معها للمرة الأولى ، أخذت تصرخ و تبكي و تضرب نفسها ، و أشارت إلى الورقة في الإطار الذهبي :
-هذا هو شرفي ، شرف العرب بين فخذي يا دكتورة ...

أمسكت الإطار لأقرأ تقريرا من طبيبة نسائية بكون "عليا " تملك غشاء بكارة (مطاطي) الطبيعة ، و هو ما يتسبب في عدم نزف الليلة الأولى بشكل طبيعي .

أعطيتها حقنة مهدئة و غادرت غرفتها على أن أعود لاحقا .

قبل أن أكمل لكم قصة "عليا " اعتدت في كل حالة مشابهة أن أتذكر و أحكي عن "بهارات "...


المرة الأولى التي دخلت فيها "بهيرة "عيادتي ،كانت تصنع بوالينا (بعلكة ) في فمها .وجهها ملوّن بالمساحيق بطريقة ملفتة لمعظم الرجال ، و مضحكة لغالبية الأطفال .

كان لحضورها الفوضوي تأثير كسر روتين عيادة حكوميّة من عيادات مستشفى الأمراض الجلدية و الزهريّة التخصصي في دمشق .

مع (طقطقة اللبانة) مضت " بهيرة " تحكي لي عن شكوتها مستعينة بضمير الغائب :
-اسمي "بهيرة " و ينادونني "بهارات" ، جئت إلى هنا بسببه ، يا لطيف ..يالطيف..
هو يؤلم ، يحرق ..مثل النار يا دكتورة ، (شو صار) بالدنيا ، أمشي (جنب الحيط) ،من أين أتى .. لا أعرف .

-ما هي المشكلة بالضبط ؟

نفخت بالونا كبيرا و تابعت :
-ما فهمت عليّ دكتورة ، (من تحت ..من تحت )يؤلمني ، يحرقني ، و الله أخجل من الشرح ...

- مفهوم ..مفهوم ، لو سمحت ممكن أن ترمي هذه اللبانة من فمك، و تخبريني منذ متى بدأت المشكلة ؟

بحركة أولى رمت "بهيرة" اللبانة باتجاه سلة المهملات ، و بحركة بهلوانية أخرى لحقت بها لترفعها عن الأرض و تضعها في داخل السلة ، ثم ضحكت بصوت عال :
-أعلك كثيرا لأنني عاملة (ريجيم) ...ماذا سألتك الدكتورة يا "بهارات"؟ نعم تذكرت ..بدأت مشكلتي منذ يومين ، لكنهما مرا عليّ كشهرين من شدة الألم ...
يا لطيف ..يا لطيف..

أخذت ما نسميه طبيا القصة المرضيّة ، مريضتي غير متزوجة ، عمرها ستة و عشرون عاما ،لا تعمل ، لا تشكو من أية أمراض ، و هذه هي المرة الأولى التي تراجع فيها طبيبا في حياتها .

بعد فحصها ، وجدت حويصلات مملوءة بسائل و تحتها جلد محمر ، عرفت فيها الحلأ التناسلي ، و هو مرض جلدي تناسلي مؤلم و شائع ينتقل عن طريق الجنس في الغالبية المطلقة من الحالات ، أعدت سؤالها من جديد لكن بصيغة أخرى :

-هل لديك أية علاقات جنسية؟

تلعثمت ثم أجابت :
-يا لطيف ..يا لطيف ..ما هذا الكلام يا دكتورة ، أنا بنت بنوت ...

-على أية حال حياتك تخصك ، و أنا هنا لأعالجك و ليس لأحاسبك ، الموضوع برمته أنه يجب فحص الشريك الجنسي ، ومعالجته أيضا.

صمتت ثم قالت :
-عندك للسر (مطرح )؟!

-مهنتي تحتم عليّ ذلك ، اعتبري نفسك لوحدك تماما و تتكلمين بصوت عال .

-كنت على علاقة بريئة مع ابن جيراننا الطيب الأمير ، و لكن الشيطان شاطر ، ضحك عليّ و أغواني ...

-من ابن الجيران ؟!

-لا يا دكتورة الشيطان ..الشيطان أغواني و رحت مع صاحب محل الملابس الذي اشتري من عنده ...يلعنه (شو)حلو يشبه عبد الحليم ، و لسانه حلو ..

قبل أن تكمل قاطعتها و تابعت سؤالها عن علاقاتها الجنسية ، ليتبين أنها متعددة العلاقات الجنسية ، كما أن عرسها على ابن الجيران بعد شهر ، دهشت و سألتها :
-ماذا ستقولين له ؟!

-لن أقول له شيئا ، عمليات( ترقيع غشاء البكارة) تملأ البلد ، و لن يعلم أبدا .

بينما أنا أطلب تحاليل دمويّة لنفي وجود أمراض أخرى منقولة بالجنس كأنواع من التهابات الكبد ، و مرض الايدز ، كانت "بهارات " تخرج من حقيبتها (علكة )جديدة، و تبتسم :
يالطيف يا دكتورة ،يا لطيف (شو ارتحت) بعد ما حكيت لك ...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عرض للواقع دون رتوش لعدم وجود حجاب النفس
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 12 / 6 - 10:57 )
ارق التحايا الى الدكنورة لمى المبدعة في نزع السلفنة من الواقع المعاش..ارى ان تكون للتربية جانبها العلمي والنفسي لنحقق الحجاب النفسي ونترك الضجيج عن النقاب والحجاب اولئك الذين يكسرون اللؤلؤ
إحترامي الكبير لقلمك


2 - شكراً لك على الجرأة المتجددة دائما
لؤي عجيب ( 2009 / 12 / 6 - 14:00 )
واقع مؤسف أن يتحول الشرف إلى سلعة تصدر من الصين - بـ15 دولار فقط لا غير - إلى جميع البلدان التي وضعت الشرف في موضع مأساوي يندى له جبين الشرفاء الحقيقيين من نساء ورجال تلك البلدان .
سلامي لك د. لمى


3 - العرب والجنس
شكرا ( 2009 / 12 / 6 - 23:18 )
شكرا دكتورة.. الموضوع واقعي، العربي عقله وشرفه، ودنيانه واخرته وكل حياته بين فخذيه وفخذ زوجته او صاحبته


4 - ذكاء الألهة
الحكيم البابلي ( 2009 / 12 / 7 - 08:45 )
عندما تكون هناك شعوب غبية كشعوب الشرق الأوسط التي تتصور بأن الرب بين فخذي إمرأة ، يكون هناك دائماً شعوب ذكية تصنع حجاباً لترقيع ذلك الرب المثقوب ، ولا يمكن أن يكون هناك ذكاء لولا وجود الغباء
هنيئاً للمتدينين دياناتهم
تحياتي سيدتي


5 - سؤال يحرني?
ياسر الاتروشي ( 2009 / 12 / 7 - 09:37 )
سؤال يحرني ماهو سر هوسك بالجنس ؟ لماذا كل موضوعاتك تتناوله؟ هل حضرتك كنتي ضحية لاغتصاب جنسي ما. فتودين تفريغ غضبك وانكسراتك بموضوعة الجنس ؟ ام لانه اسهل طريق لتحقيق الشهرة وايجاد اسم لك في عالم ممتلء بالنكرات حتى التخمة. تجرئين على الاجابة ام ستغرسين راسك كما تفعل النعامة؟


6 - سؤال محير
سالم ( 2009 / 12 / 7 - 15:08 )
انا لحد هذة اللحظة لم اعرف سبب وجود غشاء البكارة في المراة حقيقة
هل هو لاسباب صحية ؟ هل هولاسباب العفة؟ هل هولاسباب التمايز بين الجنسين
؟ هل هو للاسباب جميعها ام لاسباب لم اعرفها.انا اسال واريد من يجيبني بموضوعية لاني اجهل حقيقة الامر كون لدي جهل واميةفي هذة المواضيع


7 - حمدا لله على السلامة
د آلان كيكاني ( 2009 / 12 / 7 - 15:21 )
أقولها لأنني منذ فترة لم أرك في هذا الموقع وقد اشتقنا إلى مقالاتك الجميلة ولعلنا الأطباء يلهينا أحيانا عملنا الدؤوب عن ممارسة ما نهوى
نحن أمم الشرق لا يمكن أن يكون لنا مكان لائق تحت الشمس ما دمنا ننآى عن نقاش كثير من الأمور الجوهرية في الحياة تحت ذريعة العيب , فكل شيء من حولنا هو جدير بالحديث عنه والنقاش حوله بغية زيادة معرفتنا به وسبل التعامل معه , أقول ذلك ردا على بعض القراء الكرماء الذين يرون أن الخوض في مثل هذه المواضيع أمر معيب
فالجنس الذي يدرس في مناهج التعليم الأساسي في الدول المتحضرة لا يزال شباب شرقنا يرون أن النقاش فيه ضرب من التابو والعيب حتى على الأطباء , ويا للمفارقة
ونتيجة لذلك يشيخ الشرقي ولا تزال الآلاف من إشارات الأستفهام حول الجنس تتزاحم في دماغه ويموت على هذه الحالة , فكيف له والإبداع في حياته اليومية وجزء كبير من تفكيره مشغول بالجنس ؟
أما الغربي فهو يدرك كل شيء عن هذا الموضوع وهو شاب صغير وبالتالي يتفرغ للإبداع في مجال عمله . وهذا بحق أحد أسرار تفوقه علينا

مع خالص الود
وإلى المزيد


8 - الا تعتقدين بقيمة الشرف
عبد الله بوفيم ( 2009 / 12 / 7 - 15:53 )
الشرف هو عدم الخيانة وعدم الكذب. هل تعتقدين أن من يخونك أو يكذب عليك, يحترمك؟ هل تقبلين لزوجك أن يخونك مع غيرك من النساء أو يكذب عليك يا دكتورة؟
حب الرجل للبكارة ليس حبا فيها لذاتها ولكن ليؤكد لنفسه على أقل تقدير أن زوجته لم تكن لها علاقات سابقة مع غيره, رغم أن ذلك اصبح أمرا غير صحيح
الرجل قد يقبل الزوجة التي تصارحه وتندم على أخطائها لكنه لن يقبل لو علم بالتي تكذب عليه وتنافقه, ويتأكد بنفسه من ذلك
خير مثال, -بهرات- التي ذكرتها والتي على وشك الزواج, ورغم ذلك علاقاتها متعددة, بل مصرة على الكذب والخيانة بل والغدر في حق ابن الجيران الذي فضلها على كثير غيرها وعزم على اتخادها زوجة له وهي مصرة على أن تبدأ معه أول خطوة بالنفاق والخيانة والغدر, هل تقبلين لنفسك ذلك دكتورة؟
لا أظن أن التي تصر على ذلك وتعتزم الكذب والخيانة من أول يوم ستكون مسعدة ومتعاونة مع زوجها, إن كشفها وفضحها لعنته, وإن كتم سرها من غير أن يعلمها بذلك اعتبرته أبلها, وإن أسر لها بذلك اتخدت ألف عذر للفرار من وجهه لأنه سيذلها كلما ابدت معاكسة
لا خيار لدى الزوج. الزوجة هي الذوات وهي التي ختمها الله بغشاء اسمه البكارة كضمانة ليتأكد الجميع أن الدوات لم ينل منها أحد سابق, الشركات زورت الضمانة,


9 - السادة سليم تعليق 7 ، وياسر تعليق 5
الحكيم البابلي ( 2009 / 12 / 7 - 21:48 )
غشاء البكارة هو غشاء من الجلد الرقيق يغلق فتحة المهبل ، وبه فتحة صغيرة جداً تسمح لخروج دم الحيض
الغشاء هذا عادةً ما يكون رقيقاً ولكنه ليس شفافاً ، وأحياناً قد يكون سميكاً ومطاطاً يصعب الفض . التسمية الأنكليزية للغشاء هي
Hymen
ومشتقة من الكلمة اللاتينية ( هيمينوس ) الذي هو - وبحسب الميثولوجيا اليونانية - كان إله الزواج
من مهام غشاء البكارة هي الحفاض على سلامة المهبل والرحم من البكتريا وما شابهها من الأشياء ، والتي تتكون في منطقة المهبل قبل بلوغ الفتاة ، وبعد البلوغ يقوم جسم المرأة بتكوين وإطلاق بعض الأفرازات التي تمنع البكتريا من إداء واجبها
غشاء البكارة أنواع ، ولا يُشترط وجود دم في حالة فضه ، وهناك حالات قليلة تولد فيها الأنثى بلا غشاء بكارة
أنصح السيد سليم بقراءة كتب السيدة د. نوال السعداوي وسيجد فيها ثقافة عامة ودقيقة عن الجنس والمرأة والرجل وكثير من البحوث الأجتماعية المُوثقة بالتجارب والمعرفة والبحث العلمي ، وهذا النوع من المعرفة والثقافة ضرورة لأنسان الشرق الأوسط والعالم الثالث

أما السيد ياسر تعليق 5 فأقول : شكراً لك أخي فقد عرفتنا من خلال تعليقك بمعنى النكرة


10 - والله انك حلوة
بلدياتك ( 2009 / 12 / 8 - 07:18 )
فتحت المقال علشان اعرف معقول هالحلوة راح يطلع منها اشي حلو زيها
الجواب في الجزء الثاني من المقالة


11 - بلدياتك, دصقت
عبد الله بوفيم ( 2009 / 12 / 8 - 20:37 )
اللهم احفظ الدكتورة لمى محمد,, فقد خصها الله بصورة أروع من الروعة, وتشفي صورتها ذا السقم أما علمها وفحوصاتها فستشفي لا محالة العاجز عن الحركة ليقوم ماشيا في الحين

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح