الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرش والصولجان

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2009 / 12 / 6
الادب والفن



لا
لسْتُ منْ كُتّابِ بيعِ اللسانْ!
فإنّني
أكتبُ ما يوحي بهِ الأصغرانْ،
فؤاديَ النصفُ ونصفٌ لسانْ
أصفى من الينبوعِ وسْطَ البستانْ،
ثمارُهُ
أشهى من الأعنابِ والبرتقانْ،
والثالثُ الأناملُ:
حرفٌ
وقلبٌ
ومكانٌ، زمانْ،
ترفلُ بالحبِّ وبالدفءِ وفوحِ الريحانْ،

يا سيدي الحرفُ، لأنّي شاهدٌ
مثابرٌ وإنسانْ،
أشهدُ ما يجري على الأرضِ
وما يفعلهُ الكرسيُّ والصولجانْ،
فالسيدُ المزيَّفُ العدّاءُ ذاكَ الفلانْ
يعدو ويعدو كسباقِ الرِهانْ،
منْ أجل أنْ يفوزَ بالجلوسِ فوقَ المكانْ،
وفي طريقِ العَدْوِ مثلَ الذُؤبانْ
و الحلمِ أنْ يبقى على العرشِ
وطولَ الزمانْ
لا بأسَ أنْ يسحقَ رأسَ إنسانْ،
و يُلقيَ النقيَّ بينَ القضبانْ،
ويشحذَ السيفَ بأيدي سجّانْ،
وينصبَ الشرطيَّ حدَّ اللسانْ
شُوَيْعِراً
كُوَيْتِباً
أُنَيْسانْ،

يا سيدي الحرفُ، فكمْ منْ لسانْ
قد بيعَ في السوقِ ببخسِ الأثمانْ !
يحرِّفُ الحرفَ ، يبيعُ البُهتانْ،
أخطرُ من سُمِّ فحيحِ الثعبانْ ،
ينامُ منبوذاً ببابِ الغِلمانْ،
يرقصُ كالمهرجِ البهلوانْ
بينَ يديْ حُوَيكِمٍ أُلعُبانْ،
ليلعقَ الفُتاتَ لَعقَ الذِبّانْ،

يا سيدي الحرفُ،
لأنتَ السلطانْ،
وأنتَ ربُّ العرشِ والصولجانْ،
أنتَ الرقيبُ ساطعاً والأمانْ،
أنتَ ضميرُ الصدقِ بينَ الغيلانْ،
سيفٌ بحدٍّ صارمٍ لا يُهانْ،
تبقى بريقاً قُزحيَّ الألوانْ،
و تُنشِبُ الحريقَ خلفَ القضبانْ،

عبد الستار نورعلي
الثلاثاء 17نوفمبر 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج