الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنتخابات بين الصراعات الشخصية والديكور الوطني

عزيز العراقي

2009 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


العراقيون اخذوا يدركون حجم النفاق السياسي الذي تمارسه الاحزاب الطائفية , بين ما تدعيه في العلن من حرصها على سلامة العراق وسلامة العملية السياسية , وبين حقيقة التبليغات التي تمارسها في الجوامع والحسينيات ومجالس العزاء وبيوت ( الثقافة ) التي اسستها خصيصاً لتمرير سياساتها الطائفية , تارة بأسم المحافظة على وحدة الشيعة , وتارة باسم مرجعية آية الله العظمى السيد السيستاني . ولانعرف هل هي صدرت فعلا من السيستاني ام لا ؟ ولو ان العقل لايقبلها ان يصدر ولو بعضها من السيد السيستاني , مثلما اشاعوا عنه في الانتخابات الاولى : " بأن المرأة تحرم على زوجها ان لم تنتخب قائمة الائتلاف العراقي الموحد " . فهل يعقل اي يكون السيد السيستاني بهذا الحجم من الطائفية ؟ وهو الذي منع قيام الحرب الاهلية التي اريد لها ان تكون تحت لافتة الصراع الشيعي السني , وهو الذي يعرف ايضاً حجم الصراعات الدموية وغير الدمويةالتي تتحكم بالعلاقات الشيعية الشيعية . اليوم وبعد انكشاف زيف الشعارات الطائفية , يحاولون تخويف الجماهير الشيعية , وخداعهم تحت معادلة ان يكونوا الطرف الآخر امام تجمع البعثيين الذي اعلنه صالح المطلك واياد علاوي . وقد صوروهم بذات الامكانيات الدموية للغول الصدامي , ولايوجد احداًغيرهم في الساحة الاخرى .

والمسألة لاتتعلق بالساحة الاخرى فقط , بل ان الصراع على اشده في الساحة الشيعية, وفي احدث فعاليات " وحدة اخوة المذهب " كما صدعوا بها رؤوس الشيعة البسطاء , قال عضو " الائتلاف الوطني " القيادي في الكتلة الصدرية النائب نصار الربيعي لصحيفة " الحياة " يوم 20091205 بأن :" هيئة سياسية عليا مكونة من ثمانية نواب تحكم رئيس الوزراء المقبل في حالة فوز الائتلاف بالمنصب في كيفية ادارة الحكومة بعيداً عن الفردية في اتخاذ القرارات السياسية والامنية ". والسؤال هو : ما الذي شذ به رئيس الوزراء على طبيعة النهج السياسي لقائمة الائتلاف القديمة ؟! رغم انه دخل انتخابات مجالس المحافظات بأسم " دولة القانون " , وخاطب الجماهير بمفردات الشعار الذي هواسم القائمة . والحصيلة هي زيادة نفوذ حزبه ومستشاريه دون ان تحصل الجماهير على اي شئ يذكر , بل وبالعكس , والنموذج الاقرب , القرار السيئ الذي اتخذه مجلس محافظة واسط , وهو بقيادة" دولة القانون " بمنع عضواته من حضور الاجتماعات الا ومعها محرم , لان المجلس ليس له ثقة بالمرأة , بما فيها عضواته المنتخبات على قائمة " دولة القانون " ذاتها . وهذا القرار يعكس العقلية المتخلفة التي لايمكن ان يعّول عليها للنهوض بالعراق . وتكشف ان رفع الشعارات التي تتماشى مع حاجات الجماهير هي للاستهلاك والكسب الانتخابي فقط . واذ كان النائب نصار الربيعي يتهم رئيس الوزراء "بالفردية في اتخاذ القرارات السياسية والامنية " ويقصد بها محاربة التيار الصدري بعد ان اندفعت عصابات التيار لفرض محاكمها الشرعية بقوة السلاح , وحولت حياة العراقيين في الوسط والجنوب الى جحيم لايطاق , فأن رئيس الوزراء دافع عن وجود دولته التي كادت ان تبتلع من قبل تلك العصابات المجرمة .

وأكد ايضاً في ذات الخبر القيادي في " المجلس الاعلى " الشيخ جلال الدين الصغير من ان : " القضية الابرز التي ناقشها الائتلاف هي تجنب تكرار الخطأ الذي وقعت فيه كتلة " الائتلاف العراقي الموحد " السابقة , التي اتاحت لرئيس الوزراء التفرد بالسلطة " . ومثلما يقول الكثير من الشيعة , ان كلام الشيخ جلال الدين هو لقطع الطريق على رئيس الوزراء فيما اذ نجحت الضغوط الايرانية وضغوط بعض المراجع الدينية لاعادة الوحدة للكتلة الشيعية , والذي يشترط فيها المالكي : ان يكون المرشح الوحيد لمنصب رئيس الوزراء , والحصول عل خمسين في المئة من مجموع الاصوات التي تحصل عليها الكتلة الشيعية . وسيكتفي بالشرط الاول اذ تم الاتفاق عليه .

المالكي مثل الجعفري وعلاوي , فبالاضافة الى ضياع الامتيازات له ولحزبه , يعتبر فقدان المنصب انتقاص من شخصه , وهذا الشعور يدفعه لاستخدام كل الوسائل للحفاظ عليه . ويواجه المالكي اتهامات من شركائه السابقين في " الائتلاف العراقي الموحد " بالتفرد بأتخاذ القرارات . والذي يضم حالياً بالاضافة الى المجلس الاعلى و منظمة بدر " التيار الصدري " و" تيار الاصلاح الوطني " و" المؤتمر الوطني العراقي " و" حزب الفضيلة" و" مجلس انقاذ الانبار " للديكور الوطني . واكد حسن الشمري رئيس كتلة حزب الفضيلة في البرلمان : على ضرورة جعل حكومة المالكي حكومة تصريف اعمال خلال فترة الاستعداد للانتخابات القادمة , وقال :" لايمكن ان تكون هناك منافسة شريفة وشفافة الا بأن تكون حكومة تصريف اعمال " . وهذا المقترح يطالب به الكثيرون غير الشمري , ويتوقع له ان يحصل على الاغلبية عند التصويت عليه في البرلمان , لكي يمنع المالكي وحزبه من استخدام امكانيات منصب رئيس الوزراء التي استغلت بشكل كبير في انتخابات مجالس المحافظات , وبسبب هذا الاستغلال حصلت قائمته , وكذلك قائمة وزير الداخلية الذي لم يفوت الفرصة ايضاً , على اعلى الاصوات . علماً ان حزب وزير الداخلية كان الاصغر عمراً بين كل الاحزاب المتنافسة , ولم يمضي على تأسيسه الا بضعة اشهر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر