الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكل جديد لزيارات الاعياد

أمير الحلو

2009 / 12 / 7
كتابات ساخرة


شكل جديد لزيارات الاعياد
للشعوب عاداتها الخاصة في اعيادها الدينية والسياسية ، وقد أعتدنا (سابقاً) تبادل الزيارات بين الاصدقاء والاهل والاقارب ، صغيرنا يذهب الى كبيرنا ، كما كنا في السياسة نتبادل التهنئة بتمنيات لها علاقة باهدافنا وعقائدنا ، لذلك فقد كنا نقول للأخر (العيد الجاي في فلسطين ) ان شاء الله ، ومع أمنياتنا كانت فلسطين تبتعد عنا سنة بعد أخرى حتى أصبحت مثل الاحلام خيالاً مع (جهود) نتنياهو في تحويل الضفة الغربية المحتلة الى (اسرائيل) اليهودية وضم القدس كلياً الى اسرائيل .
أعود الى تزاورنا العائلي في العيد لأقول أن حالتنا أصبحت أسوء من أمنيات اللقاء في فلسطين ، فقد (عزّ اللقاء) في بغداد نفسها ، فبعد (نعمة) الصراعات الطائفية والتهجيرات المتبادلة و(نفاء) مناطق كاملة من طائفة كاملة ، اصبحت العوائل منقسمة على بعضها ولا تستطيع التزاور في العيد وغيره إذا كانت تسكن في مناطق جرى (تحريرها) من فئات وطوائف أخرى .
لاشك أن هناك أمثلة كثيرة على هذه الحالة المؤلمة ولكني (أؤكدها ) من خلال معايشة (ميدانية) عشتها منذ سنوات ، وملخصها أننا رغم (انعدام) التفرقة الطائفية بين الزوج والزوجة والاولاد والبنات ونمثل (كل الاطياف والطوائف) إلا أن الهجرة شملتنا وغادرنا دارنا وكل ما نملك ، ولكن المهم أن بقية أهلنا بقوا في دورهم لأنهم يمثلون (مكوناً واحداً)، وبذلك ظهر (جدار برلين ) بيننا فنحن لا نستطيع بعد(هجرتنا) زيارة أهلنا في موطننا الأول ، وهم أكبر مناّ سناً والمفروض أن نبادر بزيارتهم في الأعياد ، وهكذا أصبح (الاحباب كل في طريق)، ومرت أعياد وأعياد ونحن نستخدم الهاتف النقال في تبادل التهاني والأشواق ، حتى أنني قلت لأحد أقاربي الذي لم أره منذ أربع سنوات (العيد الجاي في حي....) إن شاء الله وهو اسم الحي الذي يسكن فيه ولا استطيع الوصول اليه على الرغم من (صوفتي ) الليبرالية والعلمانية وعدم سيطرة أية مشاعر دينية أو مذهبية على سلوكي وعلاقاتي وافكاري وحتى انتماءاتي السياسية (السابقة) .
لقد لا يصدق أحد في الخارج حصول مثل هذه الحالة في بغداد ويعتقد أن وضع الجدران الكونكريتية قد حقق الأمن وليس العزل بين المناطق فقط .
ولكن الحقيقة أن الجدران موجودة في النفوس والاحقاد التي خلقت أجواء وممارسات لم نعتد عليها أبداً ، وجعلتنا (نتذكر) أننا من طائفة معينة ممنوعة من دخول حدود طائفة أخرى على الرغم من أننا لم نفكر بذلك عند الزواج ولم يسأل أحد منا الأخر من أي طائفة أنت، فأكثر عوائلنا مختلطة (الطوائف) وتؤدي الطقوس الدينية الرئيسية ذاتها ، ولم أستطع حل اللغز منطقياً في كيفية وصولنا الى هذا (المنحدر).
قد يرد عليّ البعض ويقول لي أن هذه الظاهرة قد (ولت) أو انحسرت ولكني أرد عليه بأن ياتي معي لازور أقاربي في المناطق الأخرى و(على عهدته) فأن لم أذهب الى خالقي فأن عليه أن يدفع (الفدية) لأخراجي سالماً خصوصاً وأن بعض أصدقائي ذهبوا ضحية مثل هذه التطمينات .... فذهبوا ولم يعودوا لحد الأن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امرك عجيب
فيصل البيطار ( 2009 / 12 / 7 - 12:30 )
وما هذا الذي شاهدناه في العيد على قنوات عراقيه عده...الناس تمرح وبأمان في حدائق الزوراء والأعظميه ومدينة الألعاب وتزور المطاعم و-المول- الجديد وتسهر حتى ساعه متأخره ومن قبلها غصت اسواق الشورجه بالمتبضعين من كل جنس ولون، لن تخرج من ثوبك ياسيدي الذي عرفناه في مجلة الف باء ...


2 - بغداد بخير
ابوسعود ( 2009 / 12 / 7 - 16:11 )
تحيه لك اخ امير وعيدك مبارك . اطمأن فأن العراق بخير بعد ان تحرر من الهم الاكبر واصبح الطريق سالكا لغد مشرق افضل وان طالت الفتره فأن الامل كبير وسيمد العراق يده لكل ابنائه الطيبين ان تخلصوا من غبار النظام القمعي السابق ومتمنيأ ان القاك تتبضع من ابو نشوان بابتسامتك المعهوده .

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-