الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن و التغيير

أحمد التاوتي

2009 / 12 / 7
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


هذه المؤسسة ليست وحيدة الملمح فيسهل الحديث عنها.. جريدة التفكير الآني بكل ما يموج في العقل العربي من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
لا حجر، لا تكميم و لا إقصاء لكل عربي يفكر أو يفصح من أدنى المشاعر المبتذلة إلى أسمى الخواطر العزيزة. مؤسسة - و إن أشرف عليها اليسار الجميل- نذرت نفسها للعب على المكشوف و فتح المجال إلى الخصوم الاديلوجيين قبل غيرهم.
فالحوار يتسع للسلفيين و القرآنيين و القوميين و الاخوانجيين و البعثيين و الليبراليين و اللائكيين "بلا دينييهم و مؤمنيهم و منافقيهم" و الملحدين و ما يشيع عن هؤلاء جميعا.
بكلمة بسيطة، هي جريدة الدوار العربي نقلا للواقع بكل أمانة.

هل تستمر؟
عملا بالحكمة الشعبية التي تقول: "اهرب من عدوك إليه"، فإنها الجريدة الوحيدة التي تحقق هذه الحكمة لكل العرب باختلافاتهم و مصالحهم المتضاربة.. هي المنبر الوحيد الذي يؤسس للحوار بين الاتجاهات المتقاطعة في مكان واحد.
و هذه الحكمة تكاد تكون حتمية سياسية و اجتماعية على اعتبار أن الشعوب و جميع الثقافات محكوم عليها التعايش و صائرة قهرا إلى الهروب إلى بعضها كيفما كانت الصيغة و الاتفاقات. فالحوار بهذا المعنى المتفق مع المستقبل، مستمر إلى آفاق لا تدرك.

هل تغري؟
لكل جديد لذة، و جديد مجمع الأفكار من الروافد الأربعة و بشكل آني، أكثر من مغري.

هل ترضي؟
كل الأطراف؟ غاية لا تدرك...

هل تنجح ؟
في تحريك العقول و نفض الغبار على الكثير من زوايا العقل المكلس، أكيد نعم.

في تحقيق القلب المعرفي و السياسي و الاجتماعي المنشود..، لست أدري و لي منها شجن.؛

الانفصال واضح بين التفكير من جهة، التفكير بمعناه المعرفي المشاغب و الدافع إلى المجهول الأفضل أو المختلف، و بين ممارسة و انتهاز الحياة "الواحدة" بما سنح من فرص و توفر من ذكاء اجتماعي محدود و منضبط في رواق الواقع المكرس كمجرى "عاجن" و موجه للجموع... الجموع، شعوبا و نخبا، سادة و عبيدا معا.

و للحقيقة، و الحديث عن وطننا العربي الكبير، هو أكثر من انفصال.. هو طلاق باللعان تكرس بقوة بعد موت الاديلوجيا التي أساءت استخدامها المؤسسات الشمولية، روحية كانت أو زمنية، و ما نتج عنه من دفن عملية المغامرة الفكرية معها. بحيث أصبح واضح اليوم مدى الهوة التي تفصل بين المفكر- كمشروع قطيعة معرفية- و بين النادل و رئيسه و حاكم بلده وطاهي طعامه و المناضل في نقابة معمل جاره ومعلم أبناءه و وزير تعليمهم و إمام حارتهم مجتمعين، كنسق منسجم، قار و سعيد، يمارس الحياة.

سوف يبقى الحوار حوارا بين المثقفين يساجل بين الرأي و الرأي المخالف ، و تبقى الدنيا هي الدنيا إلا إذا سنحت لهذه الدنيا في الحوار سانحة تجد بها جلبا لمصلحة تصب في خانة أقوى لوبيات رواق الجموع إياه .. في حدود الرواق و ليس خارجه. و عندها يتوقف الأمر على الحوار و ذكائه في تمرير ما أمكن.

بهذا الشرط الاجتماعي الجاثم القاسي، تبدو وتيرة الانتقال بطيئة جدا مع خضوعها إلى شروط، و هذه على كل حال طبيعة الثقافي البطيء مقارنة بالسياسي.
بناء على هذا الأمر أجد من واجبنا الإكثار من الإنارة بكل ما أمكن من دراسات و تحليلات و كشف للواقع، علما بان الطريق طويل و لا سبيل إلى اختصاره إلا بوفرة العروض و البدائل المغرية إزاء جميع مظاهر البؤس السعيدة.

هنيئا للحوار المتمدن على المسيرة مع كل الأمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل