الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ رزكار عقراوي المحترم

نايف حواتمة

2009 / 12 / 8
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


الأستاذ رزكار عقراوي المحترم
المنسق العام لمؤسسة الحوار المتمدن

في الذكرى الثامنة لتأسيسها، نهنئكم ونقدر جهودكم في إنتاج حوار متمدن حقاً، في تعميم ثقافة التقدم، وعبر الكلمة نحو إصلاح التاريخ الشرق أوسطي بالذات، نحو تحرير العقل والديمقراطية والعلمانية والعدالة الاجتماعية، نحو حقوق الشعوب بتقرير المصير ... ومرةً أخرى وبالذات شعوب الشرق الأوسط.
نهنئكم على النشاط الخلاق والتفعيل الذي تقوم به مؤسسة الحوار المتمدن، وروحها الفريدة في صياغة سياسة وثقافة ووعي متراكم، نحو إصلاح التاريخ في مستوى خطئه الأول نحو معنى العالم والوجود الإنساني، وثمة علاقة نبوية ترتبط بهذا المعنى، ترتبط بكرامة الإنسان ووجوده الحيّ، وتحقيق العدالة والجمال والحق التي تحرك اليوم الكائن الكوني، والذي لا بد وأن يحرك شعوب الشرق الأوسط.
يعمل "الحوار المتمدن" بطاقة اندفاعية تليق بالقيّم التي يرفعها، لا يتنازل عن سلطة الحوار لأي سلطة كانت (المال، السياسة، الكهنوت)، وبدا وحيداً مع انطلاقة مؤسسته، واليوم يقف في ميدان الحوار والصراع؛ مرفوعاً على تصميمه الأكيد وإرادته العالية، وبوجدان ناصع يعيد طرح الأسئلة الأولى للمعنى والوجود الأعمق، وبقدرة على كشف الحقائق الجوهرية التي تضيء المستقبل وتبدعه.
لقد تفتح "الحوار المتمدن" في مرحلة موجة الإحباط واليأس العاتية إثر انهيار نصف العالم الخيِّر، ممثلاً بالاشتراكية، وبمرحلة إعوَّج بها العصر، وسريعاً ما فرض تكامل هويته بالإمساك بزمام التنوير وزمام التاريخ، في الجدل الواضح الذي ينبغي أن يغني الحياة ويطورها، ويدفعها بقوة المعرفة الخلاقة، في طرقات الكشف والبحث عن الحقيقة، وهو ما ينبغي أن يُؤسس في مجتمعاتنا، وما ينبغي عليه؛ أن يقوم بين السياسي والمثقف في مسار نضال الشعوب نحو جدلية العالم الانساني، في مناخٍ عالٍ من إرادة البناء والتطوير وتغيير عادات التفكير القديمة المحافظة البالية، والقدرية المدمرة وطغيان النقل على العقل، التي أهلكت مجتمعاتنا في فقهها السلطوي الممتد، نحو قراءة جذرية تلتقط الإضاءات الإنسانية، وبكل ما تحتوي من إنجازات معرفية عن الوجود والأشياء والإنسان ... الإنسان، ويتجلى هذا في ممارسته الفكرية وانفتاحه حضوراً فاعلاً في تكامل المشروع التاريخي لجهد المثقف.
اختط "الحوار المتمدن" طريقاً عظيماً ليس فقط لبناء حياة حرة وكريمة تليق بفطرة الإنسان، بل لحيازة شروط وإمكانات تفتح عظمى، في ابتكار مستوى للوجود ينعدم به الفقر والقهر والتخلف والردة واليأس والخيبة، ليتقدم بدلاً من ذلك نحو الأمل والمسرة وقيم الأمل السليمة، نحو الدفء والوجدان السليم الأول، نحو الازدهار والتنوير.
وقد ورثنا ثقافات تاريخية، هي ثقافات هيمنة ومصالح، والإنسان في الشرق الأوسط على وجه الخصوص يواجه تراكمات قهرية، لم يعد الإنسان المعاصر قادراً على احتمالها أو مشاهدتها، ونحن أولى بتغييرها ومواجهة الخداع الكامن ...
تحية لـ "الحوار المتمدن" في ذكرى تأسيسه ... وهو نتاج حب الإنسان ... حب الحياة في أفعال حب مستقبلية ... حب للحياة والغد ... ومن يفتقد الحرية غالباً ما يعجز عن الإتيان بأفعال مُحبة وتنوير، فالعبودية السلطوية الاستبدادية العرقية والطائفية والمذهبية تنتج الكراهية والحقد ونزعات التدمير والانتحار، وكائنها الإنساني ذاته ضحية استعباد فكري وعقائدي، حَوَلَهُ من كائن سويّ إلى إنسان متوحش وقاتل من سكان الكهوف والموت ... ضداً من البناء والحياة ...
مرةً أخرى تحية لِـ "الحوار المتمدن" وهو يعلي من شأن رايات حق الشعوب بتقرير المصير والديمقراطية والعدالة، رايات الحياة في البلدان والمدن والأصقاع الجريحة ... ومرحى لمن ينير الشموع في وجه الظلام ... للقادمين لمحو الأحزان ... مرحى لثقافة اليسار الديمقراطي الثوري ...


رفيقكـم
نايف حواتمه
الأميـن العـام
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز نايف :..
الحارث السوري ( 2009 / 12 / 7 - 15:39 )
. مقالك لأكد لنا ولمحبي المناضلين الشرفاء بقايا السيوف في مختلف الميادين
بأنك مازلت شاباً ونحن مستعدون النزول معك للأغوار مرة أخرى رغم أنف الصهاينة العرب واليهود معاً ..شكراً لتثمينك الحوار واسلم لنا وللقضية ..


2 - فكهانى
اسامه ( 2009 / 12 / 7 - 19:06 )
من هناك من العنوان من الملعب البلدى حيث كنت عجينه عامل بسيط حيث كان الوهج الثورى العلمانى اليسارى حيث حب فلسطين حيث الثوار حيث المثقفين حيث المكتبات العامره حيث تصادف شبان يكلموك عن لينين عن ماركس عن غابريل ماركيزحيث تنتظر اخر قصيده لمحمود درويش حيث شىء ما يوشى بداخلك ان مارسيل خليفه قادم وزياد الرحبانى سيرفس هذه النعمه والشهره ويتمركس حيث الشيخ امام يحي حفله فى ملعب الصفا حيث لابد للك ان تتزود وتكثر من المعرفه الانسانيه لتلقى قبول وود وحب عشيقتك الاولى فى شارع الموت والحب معا فى صبرا حيث كنت تعيش قبل ان تقلك البواخر حيث حدثت المذبحه هناك كان المدماك الاول للحوار المتمدن المباشر هناك فى هذه الرقعه الصغير كان يصنع الانسان على اعلى طراز يقبل ويحترم من كل بنى الكون مابشع تلك الشاحنات التى اقلتنا الى مرفأبيروت لانها كانت تخبى فى اماكنها السريه الرده والضياع للشرق الاوسط برمته ها ان انا اجد جزء من عالمى المفقود فى هذا الموقع الراقى تحياتى لك يارفيق نايف وشكرا لرفاقك الذين صنعوا منى انسان معقول ه


3 - تحية وشكر
مريم نجمه ( 2009 / 12 / 9 - 12:30 )
قائد الكفاح والنضال الطويل , هو أيضاً قائد الثقافة والفكر ..
دمت سالماً أيها الرفيق العزيز نايف والزميل الكاتب رائداً في التحليل الصحيح والمعرفة الإنسانية المتطورة دائماً مع روح العصر .
محبة وتقدير

اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم