الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الكبير

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2009 / 12 / 7
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟



مهما قلت وتجملت وذهبت في الوصف، فلن أفي الحوار المتمدن شيئاً من حقه، وبرغم جميع الـ Ups and Downs التي اعترت السنوات الست الماضية، وصعوبات النشر البالغة، فإن هذا الموقع العلماني الرائد سيبقى علامة فارقة ومضيئة، بذاتها، في مسيرتي الشخصية الكتابية، وليس الفكرية، فأنا أكتب، ولا أطرح نفسي لا كمفكر و لا كمنظر أبدا، كلا وحاشى لله، وحاشاكم من آفة الأستذة والتنظير، مجرد كاتب بسيط "يخربش" ويقول بصدق ما يجول في أعماقه، حيال كل ما يطفو ويعوم على هذا السطح المشوش من غث ورث وسمين.

مسيرة شخصية انقضت هنا وهناك، كنا فيها كمنبوذين وغرباء، في ربوع هذا الموقع أو تلك الصحيفة، أو ذاك المنبر الهمام، مسيرة كان أثبتها، طراً، في هذا الموقع العملاق، الذي لم يجاره أي كان في تحمـّل مضاعفات جرعة النقد الزائدة، التي تقتل "الأبواق" الرسمية لما يسمى بالنظم العربية، تماماً كما تقتل جرعة السم أقوى الأبدان. ربما هي مناعة الفكر العلماني، وتحمله لمختلف الأصوات والاتجاهات، والتيارات الفكرية والعقائد التي تنضوي تحت ظلاله. وكل ما أتأسف عيه هو ذاك الركام من القصاصات والوريقات، التي حملت همومنا ومشاغباتنا ورؤانا، والتي مزقناها، ذات يوم بدافع اليأس والحصار والتقتير، ولم تجد سبيلها للنشر، وضاعت في الرماد، لأن أحداً ما لم يكن يجرؤ على نشرها في حقب التعتيم والظلام.

فمن المفيد، تماماً العودة قليلاً للوراء، للمقارنة، وللتذكير بالدور الهام الذي كان للحوار المتمدن في ما وصلنا إليه جميعاً في إطلاق جملة من الأفكار والآراء والتصورات والصرخات اللاتقليدية التي لم تكن مألوفة في الفضاء الرسمي العربي التقليدي، وبدت ثورية وجارحة وصادمة، واليوم وبعد تلك السنوات، وبفضل كبير للحوار، بدأ خطابها يترسخ في عمق ووجدان هذه المجتمعات، وبتنا نرى صدى قوياً لمقولاتنا وأفكارنا وصرخاتنا، هنا وهناك، والتي كانت تهدف، أول ما تهدف إلى إزالة الغمامات والطبقات المظلمة والكلس الفقهي، والقشر السحري والوهمي، الذي غطى العقول طيلة 1400 عام.

كنت قد طلقت الكتابة بالثلاث، في فترة الفورة والعنفوات والجذوات التي تشتعل في البواطن والأعماق وقادرة على إشعال مجرات وأكوان، وانزويت بعيداً عن عالم الكتابة،، وعملت في مجالات مختلفة لفترة قاربت عقداً ونصفاً، من الزمن، تقريباً، دون أن أخط سطراً واحداً، بتجربة مضطربة وقلقة في صحافة وصحف رسمية، كنت أشعر فيها بانقباض دائم، آثرت الانسحاب حينها، بسبب غياب أي أمل بتقديم شيء ناجع، مؤثر وفعال، لكني كنت أتحسر، وأتحرق شوقاً للعودة في لحظة سانحة، أتابع، بألم بالغ، وإلى حد اليأس والانفجار، الهيمنة الرثة التجهيلية وترهاتها وسطحيتها التغفيلية، على فضاء ما يسمى بالإعلام العربي وتواطؤ الأنظمة القرووسطية معها، في نشر الأحابيل والنفاق والأكاذيب. غير أن انبلاج فجر النت وامتلاك ناصية النشر بعيداً عن الوصايات والعقليات المتحجرة، قلبا المعادلة رأساً على عقب وصار التنوير في موقع الهجوم، بعد أن كان في موقع الدفاع، وبعد أن توفرت له منابر نشر رائدة، كالحوار المتمدن رسخت نفسها على الساحة، بقوة من خلال منهجية تنويرية واضحة، وقالت وداعاً للماضي الأليم الذي لن يعود مهما تم ضخ من دولارات النفط في أنفاق الجهل وأقلام الإيجار.

الدين كبير، ووفاؤه التزام صادق بفكر ومسيرة الحوار المتمدن، واستمرار التصدي ومحاربة أفاعي وغربان الظلام والتعتيم والتجهيل والتسطيح، في الوقت الذي تحاربنا فيه جميع المواقع، وتواصل مسيرتها التجهيلية، وتتعامل مع الفكر التنويري كالبرص والجذام وإنفلونزا الخنازير، وترفض الانصياع الاعتراف بالمتغيرات والفضاء الجديد، وهنا تكمن ريادة وتميز الحوار المتمدن وعي اللحظة التاريخية والتعامل معها بدينامية وآلية عملية وبراغماتية. وكم أتألم حين أرى بعض المواقع تعيد إنتاج ذات آليات الإعلام الورقي الأصفر التابع للآلهة والفراعنة والسلاطين والدايات والبايات والمشايخ وملالي الإمارات الدينية وأصحاب الجلالة المخلدين . ولولا الحوار المتمدن لما سمع بنا، حتى، الأخوة والجيران وأقرب المقربين، إنه الرئة والمتنفس للفكر العلماني والعقلاني والتنويري البعيد عن تقاليد إعلام السلاطين.

وإنها لفرصة، ومناسبة طيبة أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل المشرفين والقائمين على هذا الموقع الرائد الفريد، والعاملين فيه من هيئة تحرير وآخرين، وعلى كل جهد مخلص طيب صادق وأصيل. وأقول لهم كل عام وحواركم، وحوارنا بألف خير وعيد سعيد وعمر مديد، والعقبى بالشمعة المئوية بمشية غوغل، واهو، وهوتميل والبقية الباقية من آلهة وأرباب وأساطين السحر الإليكتروني الحديث.

وبكل بساطة، فإن ما يسمى بالعالم العربي والإسلامي لن يكونا كما كانا قبل الحوار المتمدن الرائع الجميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في عصر الحوار دفن الخداع ..؟
الحارث السوري ( 2009 / 12 / 7 - 15:52 )
أليس كذلك يأخ نضال . إذا كنت مؤمناً بالحوار حقاً وأنت من صلب النظام الأسدي الأوليغارشي الذي يغتال الحوار والرأي الاّخر في السجون والمنافي ويحجب الحوار المتمدن عن شعبنا في سورية الأسيرة .. وحتى يمنع استعمال النت والشبكة العنكبوتية التي يستخدمها اليوم الملايين من أطفال العالم بحرية عن شعبنا إلا تحت رقابة جواسيسه ومخابراته .. فكيف تجمع يا سيد نضال بين مديحك للجوار المتمدن وسلوك نظام الإستبداد الأسدي الذي تدافع عنه لك تحياتي ...؟؟؟؟


2 - فضل الموقع علي الاقلام المستقيمة ،وااللولبية
النيل نجاشي ( 2009 / 12 / 7 - 16:56 )
لا أحد ينكر فضل الحوار المتمدن علي أصحاب الكثير من الأقلام المستقيمة ، وكثيرين من أصحاب الأقلام اللولبية الذين يلعبون بأقلامهم كالحواة .. تارة يقذفون بأقلامهم في الهواء فتنزل ورودا وتارة أخري تنزل عقاربا وأفاعي خبيثة
والفرصة أتيحت للجميع من حملة الأقلام .. باعة الأفيون ، وحاملي مشاعل التنوير
تحية وتهنئة للحوار المتمدن


3 - الحوار المتمدن اسم على مسمى
امــــازيغ ( 2009 / 12 / 7 - 17:59 )
سدي و كلمة حق اقول انني اشعر بحسرة و مرارة عن السنين التي ضاعت من عمري تلكم التي قضاها هدا الموقع و لم اكن اعلم بوجوده الا صدفة و اليوم لا اجد من و صف لحالتي ازائه سوى انني اصبحت مدمنا على تتبع ما تجود به اقلام جنود الخفاء الدين لا هم لهم الا محاولة ايقاض النائمين في علمنا الدي ما يزال يعلوه الغبار و تحركه للتململ و الأنتفاض. ان لهدا الموقع سيدي جادبية لا اعتقد ان اي احد من دوي الضمائرة الحية قد يستطيع التخلي عنه ان النحل في تجواله لا يرضى عن رحيق الأزهار بديلا.
فشكرا لكم و اعتدر عن استعمالي للمكان المخصص لكم لأبداء رايي هدا .شكرا للطاقم الساهر على ايصال محتوى صفحات الحوار المتمدن الدي هو حقا اسم على مسمى بكل امانة و بكل رحابة صدر. شكرا


4 - أصبت في البعض
هاني الذهبي ( 2009 / 12 / 8 - 08:09 )
لديك الحق فيما قلته عن الخليج وثرواته وبنيته ، ولكن لم الاعجاب بما فعلته ايران من هوس في التسلح ولتتحول الى قوة مرعبة على حساب شعب جائع يتعلق بفرصة للهجرة الى بلاد الكفر

اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع