الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللا انسانيين

انطوني دانيال

2009 / 12 / 7
كتابات ساخرة



أخبار وكلمات أحاديث كثيرة مواقف من مجمل شريحة اجتماعية تعتبر من الأرقى والأعلى شهادة ومادة ولكن ليس بالضرورة ثقافة وعلما وأخلاقا ونقول كل بحسب تربيته ام بحسب العادة ام تطور تطبع حتى أصبحت ميزة تلازمهم تطبعوا بها وأصبحوا أساتذة ولهم تلاميذ يعلمونهم أصول اللا إنسانية . هم فقط وقتهم ذهبي أما بقية شعوب الأرض فلهم الانتظار والوقت الضائع والإصغاء ؟. فنانون في كسب وتشليح الأموال بكل الطرق متاحة أو غير متاحة فلا قوانين ولا أنظمة ولا نقابات تستطيع أن تلجمهم عن بطشهم وفحشهم . عرفوا منذ القدم بالأطباء وبالحكماء أصحاب المهنة الأكثر رقي وإنسانية وضمير واليوم يعرفون بالمحتالين المجرمين وأنا أقول اللا إنسانيين لأنهم تجار رقيق أنفس أخلاق رغم انه فاقد الشيء لا يعطيه . فخطئه مغفور وجريمته باطلة فهو محمي بسلسلة من القوانين والنقابات وغيرها من التواقيع والمستندات فبعد أن يكون المريض وأهله قد سطروا توقيعه لتسهيل ارتكاب الجرائم فأية قانون هذا يعفيه من أغلاطه ويسهل له جرائمه . وطبعا النتيجة مهما كانت سوف يقبض الفاتورة كاملة . ولكن إن سقط بناء أو تصدع تقوم الدنيا على رؤوس جميع من ساهم ببنائه .أما الطبيب فهو متنصل وغير مسئول عن أية خلل أو مصيبة من جراء معالجة أو عملية فلماذا سمي بالطبيب الحكيم المعالج الشافي ولماذا سميت المشافي فالأحرى إن عاش اوان شافي والله هو الشافي أليس كذالك ولننسى المشافي وما علا منها وصغر . سوف اسرد وقائع حقيقية عاينتها بنفسي عما يقال أحسن وأفضل وأفخم طبعا واغلى المشافي . بعد أن وصلت أنا وأختي بموعد مسبق الساعة العاشرة صباحا لعمل جراحي بسيط في اليد . أخرنا قليلا جارنا الخضرجي ينزل حمل خضار وباذنجان وخس وغيرها . حاولنا مهاتفة الحكيم القادم من باريس شعورا منا على انه منتظر ومواعيد الباريسيين دقيقة وغيرها لكنه لم يجب على هاتفه المحمول .ربما هو في موعد معاينة أو عمل جراحي آخر . دخلنا تلك المشفى المسيوطة بجمالها من الخارج والداخل جدران أرضيات كراسيها وأسعارها أيضا سألنا عن الحكيم فهو طبعا في العمليات ويجب علينا الانتظار حتى يحين دورنا . انتظرنا وطال انتظارنا لنشاهد مجمل أحداث اعتبرها كوميدية أكثر منها مأساوية ولو أن فيكتور هوغو في أوج مجده وعطائه لعجز عن تأليف هكذا أحداث . بؤس جحيم اسود يحل بالناس من جراء هذه الشريحة الفانية وهذه المشافي المتهرئة فمن يستفيد من المعالجة الجسدية يكون قد تضرر نفسيا وتحطم ماديا ويكون قد اكتسب مرض الحقد والكره واللعنة ولهم والله أفظع وأهول من مرضه القديم . انظر إلى الخارج واسمع في الداخل صوت موظفة الاستقبال عبر الاتصالات والتحاور مع الوافدين والإجابة على أسئلتهم فلم اشعر بالرضا كنت آمل أن تكون هذه المشفى أكثر هدوء. وفجأة اطل احد الأطباء بسيارته الجيب الفارهة ودخل البهو متمخترا ليهب للقائه مرضى أطالوا الانتظار فهو معذور ومحجوب مع فئته عن القدوم في الموعد المحدد فمن الوجاهة والعظمة أن يتأخر والجميع بانتظاره هذا شعور يرضيه ويشعره بأهميته . وبعد لحظات عبر الباب الأول مريض مع مرافقه يسير الهوينى بخطوات مثقلة يسنده مرافقه ليتخطى البوابتان لينطلق إلى وجهته . وبعده قدم آخر اشد مرضا وبطئا من سابقه يسير بخطى حثيثة ثملة وكأنه طفل صغير في خطواته الأولى يقوده مرافقه ممسكا يداه إلى الأمام ويتخطى البوابتان انتبهت لحالته موظفة الاستقبال وضرورة إحضار كرسي مدولب له فالمريض الأول غدرها بسرعته ربما أو انشغلت عنه بأمورها تلفوناتها محاسبة الزبائن عد النقود فهذا أهم .قدمت مستخدمة في العقد الخامس من عمرها تجر الكرسي ببطء ليجلس المريض وتبدأ مسيرة الميل ولتسمع أصداح ألوية وأصوات قصف وكأنه خطر قادم استغاثة يائس صوت الكرسي لا يمكن أن تتحمله إذن بشرية . مما دفعني بعد برهة من خروج الفيلق إلى التقدم من الطاولة المستديرة الزجاجية الفخمة المركونة في جهة لا يمكن تجاهلها مزينة بألوان وأشكال من الكروت الشخصية الدعائية للحكماء شهادات واختصاصات وزمالات للدولة الفلانية وصداقات وعضويات وأحباء وصاحبات وعشيقات للجامعة الفلانية في البلد الفلاني لا تسمع ولا ترى هذه الأمور إلا ببلدنا . وجدت ما ابحث عنه دكتور أخصائي انف أذن حنجرة تخطيط سمع عمليات تجميل انف وغيرها شعرت أني بحاجة إلى تخطيط سمع والصدف أن هذا الحكيم زميلي بالدراسة الثانوية . طلبته على هاتفه المحمول لأبادر بحديث تهكم عن تصرفات الأطباء والمشافي بأنني أريد أن أقوم بعمل تجميلي لأنفي الطويل لكي لا اشتم رائحة القذارة والأوساخ المتناثرة هنا وهناك في الطرقات والشوارع والأزقة ومؤسسات الدولة ..... ثم أردفت بأنني أريد أن اخطط سمعي فربما افقد السمع لكي لا اسمع آهات وانين المرضى من أوجاع الفواتير والأطباء والمشافي . وسردت له ما شاهدت فأجابني هل تعلم بان هذه المشفى أهم مشفى في المحافظة فأجبته يا للأسف نعم . وقاطعنا صوت سيارة الإسعاف قادمة ومتجهة مباشرة إلى مدخل الإسعاف ولكن يا للهول سيارة ذلك الحكيم الرباعية الدفع تغلق المدخل. تعجبنا جميعا بما فيه أهل المريض ويا حرام المريض المنتظر الإسعاف والرائحة بعد برهة شعرت أن لا احد يتحرك إيجابا اتجهت إلى موظفة الاستقبال لأخبرها ظنا مني أنها دوما منشغلة بالمحاسبة والتلفونات ولكن هناك وجه متجهم مستغرب منتفض خائف سبقني كان احد انسباء المريض فالسيارة مفزعة ووقوفها مرعب . بعد لحظات خرج الحكيم المداوي مسرعا بلباس العمليات الكامل من مداسه إلى رأسه اتجه إلى سيارته دون ابتسامة أو اعتذار أو تلويح بالخجل ليعود مسرعا المريض بغرفة العمليات يحتاجه هو وجراثيمه . عدت إلى الجلوس في البهو فقد طال انتظارنا والحكيم الباريسي العربي المواعيد بامتياز. تصطدم الوجوه دون تحية كل بهمه وجوه مثقلة تعبة فواتير ثقيلة. ليتقدم منا احد المعارف محيا متسائلا ونتساءل عن سبب وجوده ووجودنا ليخبرنا قصة والده المسكين المتنقل من مشفى إلى آخر ومن تشخيص ومعالجة لجلطة في قدمه لتكون عملية لوركه المكسور كيف الله اعلم/ ربما بعلم الطب ليس هناك فرق بين جلطة وورك مكسور شو عرفنا نحنا / وبذلك اتفق مع الحكماء البارحة على العمل الجراحي بتكلفة كاملة بين ال 30000 وال 40000 وعند إدخال والده المشفى طلب منه سلفه 50000 على أن يرجعوا له في حال الزيادة واليوم تفاجأ عند إخراج والده بفاتورة مبلغ 125000 صعق هذا الرجل ودارت به الدنيا والأيام ووجوه الأقرباء والأصحاب ليستدين المبلغ ولكن أصحاب المشفى الرحماء والأطباء السمحاء عملوا ديسكاونت على المبلغ ليصبح فقط 105000 وبذلك اظهروا رحمة الشياطين هؤلاء اللا انسانيين .
ودون حياء أعطوه فاتورة كاملة مصدقة أصولا لأنهم محميون فليس هناك قانون يحاسب فهم يعلمون أن النظم النقابية والطبية والقانونية والتموينية صنعت لحمايتهم . والغاية طبعا السلامة والكل ينسى بعد خروجه. وليكن غيرنا من يكافح فحشهم وبطشهم وفسادهم . صرت اطلب من الله أن يبعدنا عن المشافي الخاصة والحكومية فشابوش للمشافي الحكومية والله يطول بأيامها فرغم بؤسها وسوءها وقذارتها وإجحافها للمريض فتبقى خدماتها مجانية وفي كل الحالات الاحتمالات واردة إما العلاج أو الموت أو التسبب بعاهة مستديمة . ولكن في المشفى الخاص واقع إضافي عصة القبر/الفاتورة/.
طال بي التفكير والوقت يمر من سيوقف هذه المهازل من يضع حد لها من يوقظهم فوجدت نفسي اخط هذه السطور لعل احد ما مسئول ما صاحب ضمير حي يقرا ويسمع ويشعر ويوقف هذه الانتهاكات باسم الطب واضعا حدا لهذه الكوارث التي ترتكب بحق الإنسانية من اللا انسانيين .
م. انطوني دانيال
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس