الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية درب الحطابات 00 وجدلية المكان

ماجد شاكر

2009 / 12 / 7
الادب والفن



رواية درب الحطابات للكاتب المبدع حسين الهلالي تلك الرواية التي لم تاخذ مكانتها التي تستحقها بالنقد والتحليل كعمل ادبي كبير تناول البيئة المحلية الريفية اما بسبب اهمال اغلب النقاد لتلك البيئة او النفور والتعالي على كل ماهو محلي متناسين ان كل االاعمال الادبية والفنية الكبيرة انطلقت من الخصوصية المحلية 0 رواية درب الحطابات تناول ذكي وخلاق للبيئة الجنوبية الريفية بزمنها الماضي بامكنتها وشخوصها كون الفنان والكاتب حسين الهلالي يمتلك خزين بالموروث ِ الثقافي الشعبي للبيئة الريفية فاذا كان الروائي الكبير غائب طعمة فرمان تناول االمحلة الشعبية بشخوصها وامكنتها فان الهلالي تناول البيئة الريفية الجنوبية بشخوصها وامكنتها واستطاع توثيق الحياة الاجتماعية للزمن الماضي وهذا شىء مهم للذاكرة الجمعية لحفظ موروثنا الثقافي 0 درب الحطابات مزاوجة بين السيرة الذاتية لحياة مطرب ريفي يعيش بوسط اجتماعي وسياسي لمرحلة تاريخية سبقت مرحلة نشوء الاقطاع في جنوب العراق ابان الاحتلال البريطاني حيث كانت العلاقات بين شيوخ العشائر وقبائلهم علاقة رعاية ابوية لاوجود للعامل الاقتصادي لهذه العلاقة مما مهد لقيام ثورة العشرين والتي بعدها انشيء الاقطاع وتبدلت تلك العلاقة وتحول شيخ العشيرة الى مالك لوسائل الانتاج الواسع اي الارض وما تبع ذلك من تغيير اجتماعي كبيروظهور السركال 0 لااعرف ان كان مصادفتا ان تكون حسيبة رمزا وطنيا لدى الكاتبين غائب طعمة فرمان وحسين الهلالي كانت شخصيات الهلالي محملة بارث المكان رجالا ونساء المكان الذي ترعرع ونشاء فيه الهلالي ابا عن جد فكان مبدعا في تناوله فالرواية شريط سينمائي تسجيلي وثائقي للواقع الاجتماعي والسياسي للزمن الماضي لم تغب عنه ادق التفاصيل وهذا متاتي كون الكاتب فنان تشكيلي ومخرج مسرحي يمتلك قوةالملاحظة وسعة الخيال فهو تناول بيئة اجتماعية متحركة بمكان وزمان غير منظور عبر ذاكرته وادراكه للواقع الريفي بكل جوانبه حيث جاء تناوله مطابقا ومنسجما لتاريخ المنطقة السياسي والاجتماعي بينما عندما انتقل ببطل الرواية ضامر الى بغداد نجده لم يلبث طويلا حيث عاد سريعا الى بيئته الريفية الجنوبية كونه اي الكاتب لايملك عن بغداد وحاراتها شيء يمكن ان يضاف الى الرواية0 كثير من الاماكن والمهن اختفت من حياتنا دون ان يتناولها ادبائنا وفنانينا حسنا فعل الهلالي عندما ذكر ميناء البدعة كمركز للنقل النهري من يدري بذلك الميناء الكبير المحلي الذي كانت ترسو فيه السفن الشراعية لنقل البضائع والاشخاص كشاهد على حيوية واهمية نهر الغراف الذي شقه الملك السومري اونتيما 2500 قبل الميلاد من دجلة عند مدينة الكوت او مهنة العطار الذي يجوب القرى والارياف لبيع بضاعته على ظهر الحيوانات 0كيف يدور وتترقبه النسوه او جلسات السمر والطرب التي يقوم بها وجهاء القوم وتلك القيم التي لاتعتبر الغناء عيب بذاته وانما العيب في استخدام الفن والغناء كوسيلة للعيش اي الغناء باجر 0 هذه جلسات السمر هي التي صنعة وحفظت لنا تراثنا الغنائي والشعري من الضياع واتحفتنا بعبد الامير الاطويرجاوي وداخل حسن وغيرهم الكثير ان ريف الجنوب خزين هائل من الارث الحضاري ممتد عبر التاريخ الى زمن السومريون تجد عبق التراث بافواه نسائهم ورجالهم كثير من العادات والتقاليد ضاعت دون ان توثق باعمال فنية او ادبية على عادة العرب تحفظ عن ظهر قلب دون ان تكتب ان رواية درب الحطابات للكاتب المبدع حسين الهلالي جديرة بالدراسة والتحليل اتمنى على ادبائنا وفنانينا الانطلاق من المحلي كونه الاساس بطرائق وادوات حداثويه ان اعظم الاعمال الادبية والفنية الكبيرة لكبار الادباء والفنانين تتناول واقعهم وبيئتهم المحلية واظهارها للعالم تحفة فنية او قطعة ادبية 0 وشاهدنا العراق بالخمسينات والستينات والسبعينات كيف ازدهر الفن والادب عندما تناول البيئة المحلية كبار مبدعينا كان يذهب يدرس في الخارج ليتلقى العلوم والمعرفة الحديثة ويطلع على التجارب والاعمال العالمية وعندما يعود ويمتلك ادواته المعرفية يتناول بيئته المحلية وهموم شعبه لذا جاءت اعمالهم كبيرة ورائدة 0000 شكرا للكاتب المبدع حسين الهلالي على تناوله المتفرد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل