الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع الإقليمي الإيراني- السوري

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2009 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


جاء الانفجار اللبناني الكبير في بداية العام 2005م , والمتمثل في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ليقلب الوضع في لبنان وسورية رأسا علي عقب ،وحيث توالت الضغوط الدولية والعربية علي سورية من أجل سحب قواتها من لبنان وهذا ماحدث بالفعل مع سورية وكان الانسحاب من لبنان أقصي منحدر يبلغه النفوذ السوري هناك منذ عقود .

أما إيران فلم يتأثر وجودها ونفوذها في لبنان بالانسحاب السوري ، إذ أن حليفها الأساسي في لبنان حزب الله كان في موقع الطرف العسكري الأول ، ويرتبط عضوياً ومرجعياً بعلاقات تحالف معها ليست محكومة بسقف السياسة ، بل بسقف أعلى بكثير هو سقف المرجعية المذهبية ممثلة في المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئ وبالعكس مما يبدو في الظاهر،وحيث كان الانسحاب السوري مفيداً لإيران من زاوية أن الجيش السوري المتواجد في لبنان كان الطرف الوحيد القادر ( نظرياً) على نزع سلاح حزب الله ,و لم تهتز العلاقات الإيرانية - السورية بعد وفاة الرئيس السوري السابق ( حافظ الأسد ) عام 2000 م ، ومازال التحالف بين البلدين قائما تحت قيادة الرئيس الجديد( بشار الأسد) , وحيث جاء الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من لبنان في منتصف عام 2000 م خدمة للتحالف الإيراني- السوري ولحزب الله ليثم تسويق هذا الانسحاب كانجاز كبيرا وتحت ضربات المقاومة و الذي بدأ يشكل ضغطاً معنوياً على الدول الداعمة لعملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي .

فعن طريقه التحالف مع سورية يمكن لطهران ربط سلسلة جغرافية متصلة من النفوذ الإقليمي تبدأ من غرب إيران مروراً بالعراق وصولاً
إلى سورية التي تنظم سلسلة النفوذ الإيراني من حزب الله في لبنان وصولا إلي حركة حماس في غزة وهذه الإطلالة الأخيرة باتت أحد الأوراق الممتازة بيد إيران لفرض حضورها الإقليمي , سواء بحدود تماس مباشر مع إسرائيل أو بضغط معنوي كبير على الدول العربية الرئيسية ، وخصوصاً في ظل تعثر عملية التسوية السياسية للصراع العربي – الإسرائيلي , ولأن إيران ترتبط تاريخياً وعقائدياً مع ( جبل عامل) في لبنان ،و تمثل سورية أيضاً حلقة الوصل التي تربط لبنان الهام تاريخياً وعقائدياً واستراتيجياً وإعلامياً لإيران بسلسلة نفوذها الإقليمي , وهذه البراعة الإيرانية في نسج التحالفات سواء مع أحزاب تنطوي بالكامل تحت مظلة (الشيطان الأكبر) في العراق , أو مع أخرى تناصب واشنطن العداء العقائدي في لبنان ، جعل جمعها للتناقضات الأيديولوجية في سياسة إقليمية تخدم مصالحها الوطنية مضرباً للأمثال ومثالاً يومياً على براغماتية سياسية قل نظيرها في منطقتنا , ولئن بدأ التحالف الإيراني- السوري دفاعياً محضاُ واستمر طوال الثمانينات والتسعينات منخرطاً أساساً في لبنان ، إلا أن سقوط العراق وتصاعد نفوذ الحركات الإسلامية الراديكالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة جعل إيران في مرحلة هجوم على التوازنات السائدة بالمنطقة باستخدام نفس التحالف ولكن لتحقيق أهداف متجددة لديها .

وحيث إن السياسة الإيرانية مازالت تري في الموضوع الفلسطيني , اللبناني وخصوصا تري في حركة حماس وحزب الله هم المقاومة المسلحة والخيار الصحيح , حتى لو أدي ذلك إلي تفجير الداخل الفلسطيني والداخل اللبناني وهذا ما حدث بالفعل , وكما إن حماس تعتبر نفسها وهي في السلطة احد إبعاد تدعيم النفوذ الإيراني وكذلك حزب الله والتمسك والتأكيد من قبل حماس وحزب الله علي محورية دور المقاومة و احد رموزها هم في المنطقة , ولذلك لن يكتب لأي جهود أو لأي مبادرة مصرية - عربية كانت أو فلسطينية النجاح في الخروج من الانقسام الفلسطيني في ظل المشروع الإيراني الإقليمي .

ماذا سيكون مسير حزب الله وحركة حماس في حال حدوث توافق إقليمي ودولي مع إيران حول المواضيع المختلف عليها أو في حال إعلان الحرب علي إيران ؟

فهل العلاقات الإيرانية - السورية بلغت حدد التحالف وهل تتطابق فعلا الأهداف والاستراتيجيات ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء