الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((1))في خضم المجهول

عبد الوهاب المطلبي

2009 / 12 / 8
الادب والفن



كان الوقتُ عصرَ يوم السبت الموافق الخامس من كانون الثاني- وانا احمل صورة َ المحبوبة ِ بين اناملي واطيل ُ النظرَ الى شفتيها الساحرتين..مستلقيا ًفي غرفتي إذ خالجني توقع امر مخيف لا ادري...شعرتُ بضوء العصر يهربُ ووراءَهُ العتمة ُ تحاولُ إبتلاعه ....!! ،الظلمة ُ بدأت ْتدب شيئا ً فشيئاً ربما تعبيرٌ عن اعصار ما يهبّ ُ على البحر..أم هو قادم ٌ من أعماقه ِأو هو سعاله الحاد...،البحرُ بالنسبة ِ لي كائنٌ جديدٌ لا اعرف ُعنه اي شيءٍ...،عمقه ُ عمقُ مشاعرنا المضطربة ِ ...عمقُ العشق ِ الذي اعيشه ُ...فاجأني هديرهُ اشبه بالعواءِ المكتوم ِ في باديء الامر ثم بدأ يشكلُ دويا ً دونَ أنْ يمنحنحنا فسحة من التوطئة ،غير انَّ قلقي سلبني القدرةَعلى البقاء في غرفتي واوحشتني الوحدة ُ الا من طيف زمزم وشوقي لرؤيتها ولو من بعيد..احسستُ أن الباخرة َ ترتج ُ بكاملها ثم بدأت ِ الأمواجُ المجنونة ُ ترفعها الى الاعلى تارة ً و تنزلها الى الاسفل بعنف ٍ تارة ً آخرى ...خرجتُ مرعوبا ً على الفور وانا أقرأ سورة َ الاخلاص وآية َ الكرسي..كنتُ اقرأها في جبهة القتال حين يشتدُ القصفُ من الجانب الاخر.. ونلوذُ بالشق...وفي مثل هذا الجو لايستطيع المرءُ الا البحث عن بشر ٍ يستمدُ الشجاعة َ من وجودهم
حتى ولو كان لا يعرفهم اطلاقا ً ودخلت ُ المقهى او المطعم َ وانا ابحثُ عن عيون تأوي إليها غربتي...كانتْ هناك امرأةٌ إستندتْ الى طاولة ٍ في احدى الزوايا من القاعة ِ زائغة َ النظرات ِ ترتجفُ من هول تموج البحر.ذلك.الكائن ُ الخارقُ لم أكن أألفه اقتربت ُمن طاولتها وحييتها: مساء الخير ...وقفت ْ أمامي دون ان تجيب...شعرت ُ بانها مرعوبة ايضا مثلي...كانت اصواتُ البحارة ِ المضطربة ِ ايضا تبثُ القلق َ في نفوسنا بالرغم من انهم يحاولونَ طمأنة َ الجميع وان ما يحدثُ هو ليس َجديدا ً على من يركبُ البحر...حدقتْ المرأة ُ في عيوني هي ايضا ً تريدُ ملاذا ً آمنا ً ، رأيتها تتجه ُ نحوي مترنحة ً ثم القتْ بنفسها علي بعيون تدعوني الى عناقها...امسكتُ بها بكلتا يدي وحاولتُ ان اجلسها الى مقعدٍ قريب امسكت ْ هي بكفي وقالتْ : أنا خائفة ٌ جدا ً ايها الرجلُ الوقورُ...قلت ُ في نفسي وانا اشدّ ُ منكِ رعبا ً..وطمأنتها مازلتْ الباخرة ُ بخير ثم قرأت ُ آية الكرسي بصوت ٍ حاولتْ ان لا يكون مرتجفا ً لا اريد ُ ان تراني مرعوبا ً لا أدري كيف مرَّ الوقتُ فقد سادنا الهدوءُ بعد أكثر من ساعة ٍ ونحنُ نرتشف ُالقهوة َ ... سألتني من أينَ أنت َ ؟: فأجبتها من العراق قالت ْ انا من تونس كنت في الامارات العربية...ثم سألتني الا تصطحبُ عائلتك.معك؟....قلت لها : كلا إنني مسافر ٌ مع نفسي الى المجهول ..كنتُ بحاجة ٍ الى هذه السفرة.. تصوري إني لأول مرة ارى البحرَ على حقيقته ِ... لم اعرفه بهذه الوحشية بدواماته ِ وزبده ِ...حتى أنني أتخيله ُالانَ كائنا ً الهيا ً سوفَ ينشقُ ويبتلعنا... قالتْ لي :انك َ تتحدثُ العربية َ الفصحى؟ اجبتها موافقا ...ً الفصحى يفهمها الجميعُ ثم دعوتها الى تناول العشاء وطلبتْ من النادل ان يأتي لنا بقائمة الطعام... اشرتْ الى طبق ٍمن السمك البحري المقلي وبعض المقبلات حدثتها عن الطعام العراقي وانه اطيب الاكل في العالم لكننا نفتقد ُ الى نعمة الامان والى من يحملُ الهوية َ العراقية َ بصدق... تحدثنا عن الادب ِ والشعر ِ ثم سألتها ان كانتْ عائلتها معها على الباخرة فهزتْ رأسها نفيا قالت انها ايضا وحيدة في هذه الرحلة ِ.تفرست ُ بعمق في ملامحها.كانت المرأة ُ بيضاء َ وعينيها عسليتين..ثمة َ ندبة ٍ حمراء َ على خدها الايسر شعرها أشقر ٌ يبدو لي من منتجات صالونات التجميل..،.نظرتْ الى ساعتها وقد انتصفَ الليلُ.. شكرتني وهمستْ مبتسمة ً: آنَ لي أن أذهبَ الى غرفتي لأنام ونهضتْ متثاقلة وهي ترمقني بابتسامة ٍ ساحره ..لم يكنْ الوجهُ غريبا ً عني لكني لا اذكرُ اين رأيتها لعلها إحدى بطلات الافلام الأجنبيه.. واشارت بيدها الى اللقاء غدا لا تنسى سيكون فطورك َ على حسابي. شكرتها وانا انهضُ احتراما ً لها وودعدتها بنظراتي...ثم نهضتُ ايضا وتوجهتُ الى غرفتي واخرجتُ من الحقيبة ِ الحاسوب َالشخصي كي ارى صورة َ الحبيبة ِ التي احتلتْ كياني وكلي شوق بلقائهابعد ذلك داهمتني الافكار السوداء تساءلت ُ بخوف ٍ هل ْ قادتني قدماي الى المنية ربما افقدُ حياتي...وبدون وعيي مني غمغمتُ احدثُ نفسي هل يا ترى اراها وجها لوجه... ربما لا أجدها وأظنني كمن يبحث ُ عن عصفور ٍمميز ٍ في غابة...كانت ْ صورٌ كثيرة ٌ وافكارٌ متصارعة ٌ ومتضادةٌ وصوت ٌ في الداخل يهتف ُبي ما الذي فعلته ُ بنفسك َ وانت َ تخطو في متاهات الجنون؟..تذكرتُ صديقي الجزائري الذي حذرني من هذه المغامرة المجنونة كذلك صديقتي سهام... لكن الان َ لا ينفع ُ الندم ُ فقد وقع َ ما كنت ُ أريده ُ وأتمناه ُ ولا أعلم الى اين سيبلغُ ُ مداه ، كما انني اعرفُ ان سفري سيطولُ وأسوأ ما به أنه في فصل الشتاء...يا الله...( مشيناها خطى ً كتبت ْ علينا ومن كتبتْ عليه خطى ً مشاها) ، في المنام رأيت نفسي وانا اتسلق ُ بصعوبة ٍ شديدة ِ الخطورة برجا ًمن الطابوق المتهرأ واتشبث بكل ما املك من طاقة وغريزة حب الحياة تدفعني لكي اتفادى السقوط قال القلبُ لابأس يا هذا انها تستحق ُ انْ تقاتل َ من أجلها ألم تذكر ذلك في قصائدكَ...تذكرتُ المتنبي حين رأى فاتكا ًومعه ثلاثين فارسا طالبا قتله...أرادَ أن يلوذ َ بالفرار وهم ثلاثة لا غير...هو وأبنه محسد وعبده ، ادرك إنَّ المعركة َ لم تكنْ متكافئة ً إطلاقا ً...لكنَّ عبده صاح َ به الستَ القائل َ: الليل والخيل.......الخ.؟؟؟ التفت َ إليه ِ المتنبي وعاد الى قتالهم قائلا : لقد قتلتني ايها العبد.ُ...................................

http://abdul.almuttalibi.googlepages.com
http://www.youtube.com/watch?v=JN3D_AU2AuI&eurl=http%3A%2F%2Falodaba%2Ecom%2Fvb%2Fshowthread%2Ephp%3Fp%3D70143%26posted%3D1%23post70143&feature=player_embedded








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سفر مجهول الى البحر العذول
ريم الاحمدي ( 2009 / 12 / 8 - 17:48 )
السلام عليكم ورحمة الله...
.ايها النورس المغامر اتمنى ان نقرأ لك بقية الحد
وثه
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام


2 - معجبة تتمنى لك سفرا ميمونا
معجبه ( 2009 / 12 / 8 - 18:17 )
تحياتي وتمنياتي
محبة من زمان مضى......تشيد بوفاءك...لك محبتي دوووووووووووووووم

اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها