الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات عمائم إيران تشبه سندويج الدجاج

عادل الخياط

2009 / 12 / 8
كتابات ساخرة



هذا شخص أثاره زعاق أحد الباعة المتجولين عن سندويج الدجاج الرخيص وذات النكهة ال , وعندما إشترى من هذا السندويج وفتح الصمونة فلم يجد لا دجاج ولا بط ولا ديك رومي , فرجع إلى صاحب سندويج الدجاج مُتسائلا : أين الدجاج , لا أشاهد أي دجاج في هذه الخُبزة أو الصمونة ؟ فأجابه البائع : يعني أنت عندما تشتري علبة سجائر أبو البزونة , هل تجد بزونة في الباكيت أو العُلبة , نحن سندويجاتنا تشبه سجائر أبو البزونة - البزونة معناها قطة - . وسجائر أبو البزونة هي سجائر - كريفن -

تصريحات عمائم إيران تنطبق على سندويج البزونة أو الدجاج . فآخر تصريح إستفزازي هو إعلانهم عن بناء عشرة مفاعلات نووية في وقت إن الوكالة الدولية قد إنتقدت بشدة مفاعل - قم - الغير مُعلن عنه . التطابق المشار إليه ليس في عدم قدرة إيران على بناء مفاعلات من هذا النوع , فإيران دولة نفطية , وبمقدورها من خلال أموال النفط أن تفعل ما تشاء من ترسانات السلاح وبناء المفاعلات , كذلك تتفاعل معها عقيدة دينية وقومية تقمع كل من يطرأ على فكره التصدي للمؤسسة الدينية الحاكمة وما تتبناه من مشاريع , مثلما حدث في الإنتخابات الأخيرة .. لكن الذي يفوت على تلك المؤسسة إنها تعيد تمادي الرايخ الثالث أو صدام على أقل تقدير . فعند إحتلال الكويت كان صدام يمتلك خمسة آلاف دبابة , وما يقرب الألف مقاتلة جوية , وأكثر من مليون جندي , إلى حد إن التقديرات أبان ذاك قد أشارت إلى ان الجيش العراقي يُعد الجيش الرابع على مستوى العالم من حيث التجهيز وعدد الجنود , غير ان تلك الهالة كانت قد تشرذمت في فترة ثلاث أسابيع فقط لا غير , وفقط بسلاح الجو الأميركي .. يعني سندويج أبو البزونة , فارغ , لا يمتلك قدرة على إعطاء أية نكهة , وسوف تُرمى خبزته أو صمونته في أقرب قمامة والذهاب إلى مطعم فاضل لتناول نفر كباب لتشد كلبك أو أمعائك ومعدتك قبل شرب الفزع الأبيض .

إذن كيف ينطلق التحدي , وعلى أي تأسيس ؟ شيء أشبه بالخرافة , أشبه بواقعنا الإجتماعي المتخلف الذي يقول لك يجب أن تصبح دكتور أو مهندس , وعندما تقول ليس بإمكاني أن أصير مثلما تريدون , إمكانياتي في إتجاه آخر , يُقال لك : لا , يجب أن تصير كذلك : يُعوضون إنتياباتهم الدونية من خلالك !.. التحدي ينطلق من خلال الوهم , الوهم معناه التركيز على نقطة محورية في العقل وترك ما يقترن بهذه النقطة . على سبيل المثال : الفوهرر قبل غزوه لروسيا في الحرب الثانية أشار عليه جنرالات الحرب الجيرمن إنه لو أقدم على هذه الخطوة فإنها سوف تكون كارثة على المخطط النازي في السيطرة على أوروبا والعالم : أطلقو عليه مجموعة مُبررات : نابليون وضياعه في روسيا العظيمة الآفاق , المناخ الجليدي الذي سوف يلجم أي جندي في هذا الكون عن ممارسة مهامه , التجهيز العسكري والغذائي لجغرافيا أو تضاريس تمتد في عشرات الآلاف من الأميال .. لكنه أصر , وضع تسعين بالمائة من الجيش الألماني في تلك الآفاق التي تُضيع حتى ملائكة الله !! ولذلك سقط.. يُقال : لو إن هتلر لم يدخل روسيا , لكان قد أخضع أوروبا بل العالم للسيطرة النازية .كذلك يُذكر إن جنرالا عسكريا عراقيا قد قال لصدام بعد واقعة الكويت : إذا لم ننسحب , فإن الجيش كله سوف يُباد , لأننا لا نمتلك القدرة الكافية على تزويد هذا الجيش الضائع في آفاق الصحراء بكل الإمكانيات , بمعنى الجغرافية الواسعة .. لكن هذا الجنرال كان قد عُزل من منصبه على أساس عُنجهي للبطل القومي !.. وفي هذا السرد تعاد ويُعاد ونعود , إلى سيطرة الوهم .
وأعتقد إن قضية مرض الوهم الذي يكتنف سربلات إيران كان قد طفح في مناسبة أخرى سابقا .. غير أن تشعبات هذاالوهم هي التي تدعو إلى الصقل والتكرار مرة وأخرى وعاشرة لأنها أساسا تفرض نفسها ولسنا نحن الذين نهذر بها . وعليه فإن سندويج الدجاج سوف تنفلق كذبته الكٌبرى عندما يبدأ الفِعل , فالتحدث عن المُغامرة لا يعني فِعل المغامرة بحد ذاته , يعني الواقع غير الفِعل , البلطجي أبو سبع , إسمه أبو سبع فقط , وعندما يواجهه أحد ما يصبح أبو ..؟ فإيران لم تخضع لأكشن الحرب منذ 1988 , وفي تلك الحرب السلاح هو الذي أذلها , ليس صدام , إنما سلاح الغرب , موالي إيران على مدى ثمان سنوات تهريجاتهم كانت منصبة على هذا العامل , في كل ممضوغاتهم اللسانية الصريحة والمتوارية كانوا يُؤكدون إن سلاح الغرب المتطور هو ركيزة صدام في هذه الحرب , ولولا هذا العامل لتمكنا منه في ظرف إسبوع .. مثل هكذا تسريبات لا تعني شراسة كائن من كان, بمعنى لا العراقي أكثر شراسة من الإيراني في الحرب ولا العكس . فالشراسة في الحروب تخضع لعامل سايكولوجي محض , لأنها ببساطة مرهونة بوجود الإنسان أو إندثاره , حيث يُذكر إن الجندي في ساحة الحرب تتكون عنده حالة من النسيان التام سوى ما يتعلق بمصيره الوجودي , ولذلك تراه يتحول إلى شرسا في الدفاع عن هذا الوجود , صاحب القرار المتسلط يعتقد إن هذا الجندي يدافع عن كيان النظام , لكن الحقيقة إن هذا الجندي يُدافع عن بقائه التنفسي , عن وجوده .. وتلك عملية معروفة , وهي التي يستغلها الحاكم في الحروب التي تسقط عليه أو هو يقوم بها من خلال نزواته , وفي جميع الحروب في أفق التاريخ .. أما قضية حرب الكارله -guerrilla -حرب العصابات , فهذه بحث آخر في مضمونها السببي وفي تطورها ونتائجها , فمضمونها قائم على أسس إنتهاكية , مثل إحتلال بلد.. وتطورها ذات أفق غير مرئي في النتيجة : مثل كل حروب العصابات في مدق التاريخ - بمعنى إن أقوى جيوش العالم من الممكن أن يسقط في حرب غير واضحة المعالم .. وهذا الجانب أيضا يشتمل على نتائجها .. والتجارب كثيرة في هذا السلك : الشيشان , أفغانستان , فيتنام , كمبوديا , جنوب لبنان , السلفادور , كولومبيا , الساندنستا .. وغيرها الكثير
وهذا ربما يكون الجوهر , فعندما تعتقد إيران إن حزب الله قد واجه إسرائيل في مواجهات عدة وإن النتيجة كانت عجز الآلة العسكرية الإسرائيلية في الحسم , فهذا لا يعني بكل الأحوال فشل إسرائيلي ونهاية الطريق .. على سبيل المثال : لو إن تنظيما كرديا مدعوما من تركيا ويمتلك سلاحا مثلما يمتلكه حزب الله المزود بالسلاح من إيران وسوريا , وإن هذا التنظيم الكردي المسلح يشن هجمات مسلحة بتواصل على المنشئات الإيرانية .. والجيش الإيراني والباسج يشن هجمات مُضادة على هذا التنظيم , فهل تعتقد إيران وعمائمها إنها سوف تقضي على هذا التنظيم .. مثل هذا التوقع خرافي المنظور , لأنهم يحاربون ناس شبحية , غير مرئية , تظهر في لحظة وتغيب في أخرى .. غير إن إسرائيل عندما تواجه دولة ما عسكريا ليس مثلما تواجه تنظيما هلاميا ..

وهنا يُعاد التساؤل : متى أو في أي تاريخ كانت إيران قد حاربت آخر حرب لها : 1988 .. وبعدها تعتقد إنها كونت آلة عسرية إمتدت لما يقرب العشرين عاما , وإنها ربما تعادل قوة صدام المُشار إليها والمُكونة من آلاف الدبابات والجنود والمقاتلات , وعندما إبتدأت المواجهة تظللت المقاتلات الجوية بظل الأشجار عندما أخفوها للزمن القادم بعد الجنة والنار , والدبابات تبخرت , الجسور تهدمت , ومصافي النفط دُمرت , والإتصالات والمصانع ومقرات الجيش والإستخبارات والأمن , كل هيكلة الدولة دُمرت وفقط بسلاح الجو الأميركي , إذن كيف ستكون المُواجهة القادمة على البر , صدام راهن على البر إنعكاسا لغطرسته وغبائه , فجاء البر على نحو أشد فظاعة , إلى حد إن الجنود أخذوا يُقبلون الأيدي الأميركية , وتشرذم ذلك الجيش الجبار الرابع عالميا تشرذما سوف يظل وصمة عار على المدى .. وهنا هي الرُمة في التفكير الإيراني :
التركيز على قضية بعينها وترك بقية المُتعلقات..
الإحتمال إن أميركا سوف تدخل مواجهة عسكرية مع إيران , هذا الإحتمال ليس بعيدا فقط , إنما مستحيلا .. لكن هذا لا يعني إن أميركا سوف لا تستخدم قوتها التكنولوجية في مواجهة الغطرسة الإيرانية , ولذلك فإن - باراك أوباما - الوديع المسالم الذي يتحدث عن الحوار وحل النزاعات والأزمات من خلال الحوار , هذا الأوباما هو ليس ذلك الذي سينتفض ذات يوم ويتحدث بلغة الطيار الأميركي الذي لم تسقط مقاتلته التكنولوجية المتطورة منذ عقود من السنين ( مع التأكيد إن مثل تلك الإستفزازات من الممكن أن تتجاوز سلطة أوباما في إتخاذ القرار الرادع ) .. فهل سوف تعي العمائم أو تنتفض عن هذا الوهم ,, والواقع إنني دوما أركز على هذه القضية : - الوهم - لأنها قضية في منتهى السايكولوجية : التركيز على نقطة أو نقاط وترك المحاور الأخرى في العقل ,, وربما النص القصصي ( الهزيع الأخير ) لصاحب هذه السطور يعكس كيفية التركيز على نقطة بعينها وترك بقية النقاط . بمعنى تشتت العقل , بمعنى العقل ينساق وُفق إتجاهات قد لا تتفق مع المُراد .. فالمُراد يعني الإرادة , والإرادة منفصلة عن العقل وُفق -شوبنهاور - .. هل هذا صحيح ؟.. أو هل إتخذ الموضوع بُعدا آخر , مُحتمل , لكن من قال إن أشياء هذه الدُنيا ليست مترابطة .. إذن من الممكن أن يتخذ هذا السرد بُعدا آخر , لكننا بخصوص موضوع سردي وليس أصابع غضروفية نيتها إفتراس أشياء هذه الدُنيا , وببساطة إن كل أشياء العالم قد أُفترست قبلنا بكثير , مثل قول الإمام علي : لو إن الكلام لا يُعاد لنفذ .

والواقع نحن عندما نتحدث عن هذه الاشياء فذلك لا يعني اننا وطنيين ,نحن نذكر ونتذكر لأجل أن نشوه فقط , غايتنا هي تشويه هذا العالم النظيف والمُجرد من كل رذيلة .. الوطنيون هم فقط حكُام سوريا الذين يضعون الخازوق في المؤخرة ليظهر من البلعوم , وجماعة الله وجبرائيل وحسقائيل وإسرافيل الذين يُمثلون بجثة فرج فودة , وسراويل إيران التي تسد نهر الكارون لأجل أن تتشبع بالطين الحري حتى تُستسهل عملية الولوج في .. : فيا لها من سراويل عظيمة هذه التي تسد سيول الشطوط والغدران :we do nt dream about anythings in this life, we have just one hope , only one hope
حلم واحد فقط , ( والدي) يرحمه الله ويرحم آباؤكم , كان يقول بإستمرار باللهجة العراقية ( خيعونه اللي يعيش ويشوف نهاية صدام حسين ) ونحن اليوم نقول : حُلم فردوسي واحد فقط وهو أن ترى عمائم إيران متناثرة في الفضاءات , وبعثيو سوريا يُداسون بالجزم ويُمرَغون في بلاليع الفضلات البشرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو