الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية تقدير واعتزاز للحوار المتمدن في عيده

سعيد مضيه

2009 / 12 / 8
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


ينتصب الطفل ، يحاول أن يحرك قدمه فيتعثر ويسقط؛ لكنه لا يكف عن محاولات النهوض، إلى أن تتثبت قدمه ويشتد عوده؛ يمشي ثم ينطلق راكضا. تلك هي طبيعة الأمور في الحياة المادية والفكرية. لم نكن نتقن الحوار لأن الحوار أحد ثمار التفكير العلمي وأحد مرتكزاته .
جاء "الحوار المتمدن" يحمل في ثناياه تباين الآراء وتعددها حول القضية الواحدة. من قبل عزفنا عن الحوار وفضلنا الأفكار الجاهزة تحت وهم أن المتقدم علميا واجتماعيا أنضج رأيا وله سداد الحكم . والكسل الذهني يغري بالاتكالية . الحوار المتمدن حرك الركود وبات اختلاف الرأي لا يشكل انحرافا، وتعدد الآراء لا يقلق.
ولعلنا في المستقبل نداوي مرض الانشقاقات والتشرذمات في التيار الواحد، حين نتقن فن التعايش مع الرأي الآخر داخل التنظيم الواحد، ولا مانع بين أكثر من تنظيم. ليس شرا أن يتعايش المرء مع تنظيم لا يتفق كليا مع نهجه السياسي، ومن قديم تربينا على قول " اختلاف الرأي لايفسد للود قضية" لكننا لم نلتزم بالحكمة ؛ كنا نقول ولا نفعل. أليس للرأسمالية داخل المجتمع الواحد أكثر من حزب، تتنافس فيما بينها وتتبارز في البرامج وطروحات الحلول للمشاكل؟
هذا المنبر الإعلامي التنويري بعث الرغبة في التفكير والاجتهاد. يقدح الفكرة بالفكرة فيقدح الشرر يضوي واقعنا الملبد بالغيوم. وعندما تتطلع الأجيال إلى الخلف سوف تستذكر هذه الحقبة ومعلمها الأبرز " الحوار المتمدن". سوف يستعيدون في المستقبل أن مرحلة انحسار جاذبية الاشتراكية لم تكن حالكة السواد في منطقتنا بفضل إشعاعات " الحوار المتمدن". فقد وقف يتحدى الانكسار ، يبعث الأمل لدى الشباب ويبشر بوعد صادق.
خلال العام الأخير جرى الحفاظ على شرف الحوار ؛ إذ خلا من الكلام الجارح والمناكفات الشخصية ، تلك التي كانت تعوض فراغ الفكر وتصلب الرأي. قرأت بابتهاج أن البعض أشار بالرضى أن مقاله أو تعليقه لم ينشر . من ناحيتي لم يرفض لي مقال ولم يؤجل ؛ وهذا يطمئن بأنني قد نجحت في امتحان الحوار. فالحوار احد محاور الديمقراطية ، ومحاورها الأخر تتمثل في التواضع والصدق والموضوعية والمعرفة والشجاعة.
كان الحوار المتمدن بالنسبة لي بمثابة مدرسة قدمت الفكر العميق والاجتهادات الجريئة والتحاور المخصب للفكر والمعزز لتفاعل الأفكار. مدرسة أرجو ان تثري فضاءاتنا وتمد آفاق مجتمعاتنا العربية نحو الأرحب من الإبداعات والإنجازات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس