الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يوقف تسلسل متواليات أيام الأسبوع السوداء سوى كشف الأطراف الداخلية والخارجية التي تقف ورائها

وداد فاخر

2009 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مواعيد منسقة وأساليب وخطط وشخوص متشابهة إن كان يوم الأربعاء الدامي أو الأحد أو الثلاثاء الداميين ، وسط مؤسسات أمنية غاب وعيها وفشلت خططها ووجهت أصابع الاتهام لبعضها . فوزير الداخلية منشغل تماما بحزبه وخططه الانتخابية لا الأمنية وهو وهذا أمر غريب في خصام مع رئيسه أي رئيس الوزراء الذي لا صلاحية دستورية له في إقالته مهما فعل بل الأمر منوط كليا بمجلس النواب العراقي الذي ظل منشغلا طول عمره الدستوري بمنافعه الخاصة وتوفير ما يضمن تقاعده وضمان مستقبله المعاشي على حساب أموال ودماء العراقيين . ووزارات امن ودفاع ومخابرات واستخبارات لا نعرف مدى وفاعلية واجباتها وأثبتت فشلها على الصعيد الأمني والمحلي والإقليمي . بينما تغط الحكومة في سبات عميق ولا تخرج علينا إلا عند حدوث الكارثة فتتوالى تصريحاتها متهمة البعث والقاعدة التي يعرف دورهما أي عراقي بسيط في هدر دماء العراقيين كمسببين رئيسيين للحدث الجريمة وهو اضعف الإيمان كما يقال لكن من هم هؤلاء البعثيين ودول الجوار فذلك علمه عند ربي والحكومة المتكتمة على شخوص وظروف الجريمة ؟!. وقضاء مشبوه مهترئ لا يساوي قرش ظهرت عفونة الكثير من منتسبيه وبان خوف البعض منه وتواطئ البعض الآخر مع القتلة والمجرمين ، وإطلاق سراح العديد منهم وتبرئة آخرين.
وتصريحات مسؤولي الأمن والمخابرات ورجال الدولة والسياسيين لا تخرج عن كونها " تصريف كلام " لا تصل حتى لمسامع المواطنين الخائفين على أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم العام الذي هدره وتعاون على تعميمه على كل العراقيين وربطوا بإرهابهم وجرائمهم رصافة بغداد بكرخها إرهابيين هلاميين لا أسماء ولا صور ولا عناوين لهم ، وتم وفق التوافق والتحاصص والحفاظ على الكراسي فسح المجال لقياداتهم التي أهدرت دماء العراقيين الهرب للخارج والجلوس في عمان ودمشق ومحميات الخليج كحارث الضاري وعدنان الدليمي واسعد الهاشمي وسلسلة طويلة من القتلة والإرهابيين ( القانونيين ) الذين استغلوا مواقعهم الرسمية والأمنية والسياسية لإهدار الدم العراقي .
وتفجيرات يوم الثلاثاء لم تأت اعتباطا بل جرى بكل دقة وعناية التحضير لها من خلال صرف الأنظار عن الحدث المقبل بالجدل الذي أثير عمدا داخل الوطن العراقي عند تأخير وبطريقة واضحة ومتعمدة مناقشة قانون الانتخابات لفترة قريبة من نفاذ الزمن القانوني وبعد ذلك ما قام به ممثل حزب البعث داخل مجلس الرئاسة العراقي طارق الهاشمي الذي وضع - اقصد هذا المجلس – كشوكة في خاصرة العملية الديمقراطية ومعوق أساسي لتواصلها بديلا عن نظام رئاسي يجري فيه انتخاب سري ومباشر من قبل الشعب لرئيس الجمهورية بدل عملية التوافق السياسي التي تصل لحد التزكية الغير ديمقراطية للشخوص التي تتولى مجلس الرئاسة ورغما عن انف الشعب العراقي المسكين . فقد انشغل الجميع بنقض ممثل البعث وتوجهت الأنظار نحو ما خطط له حزب البعث المسنود بقوة المال والرجال من قبل الدول الإقليمية المحيطة بالوطن العراقي عن طريق الهاشمي ، بينما كان الشغل الشاغل للوزراء والمسؤولين الأمنيين الكبار هو كيف يفوز أي منهم بالانتخابات النيابية القادمة واهتمام وزير الداخلية خصوصا بتهيئة نفسه لتسلم رئاسة الوزارة العراقية المقبلة التي سوف تقدم له تقريبا على طبق من ذهب من قبل الدول الإقليمية ووزارتي الخارجية والبنتاجون الأمريكيتين بتشجيع وإسناد من الدولة العبرية التي رست مناقصة وزير الداخلية على معداتها الأمنية أخيرا .
ما نعرفه إننا سوف نرى قريبا وعلى الشاشات الصغيرة رجال امن ووزراء أمنيين وهم يبررون ما حدث ويوجهون الاتهامات لأطراف وجهات غير مرئية بينما يقبع العديد من المشاركين في جريمة اليوم والتي سبقها من رجال امن وعسكريين ووزراء ونواب وسياسيين داخل المؤسسات الرسمية الشرعية العراقية دون أن يمسهم أي ضرر أو شرارة مما يقال ، وتعيش الدول الإقليمية هانئة سعيدة بعيدا عن ورود أسماء شخوص ورجال أمنها الذين شاركوا في الجريمة بينما ينتظر العراقيون بخوف يوما داميا آخر من أيام الأسبوع يضاف للأيام الدامية التي تمت تسميتها وكل يوم دام وانتم بخير يا عراقيين مادامت ملفات كل جرائم الأيام الدامية مصونة وفي حصن حصين منذ أول جريمة يوم تم بكل وضوح اغتيال الشهيد السيد مجيد الخوئي حتى يومنا الحالي والجميع يهدد بكشف الملفات دون أن يتم فتح ملف واحد لان الإخوة الأمريكان ومعهم المنتفعين جميعا من العملية السياسية ومحبي الكراسي الهزازة يريدون للعراق توافقا يفوق الوصف وعملية " مصالحة وطنية " يشيب لها رأس الولدان لذلك استحدث في عراقنا ( الجديد ) منصب " وزير الخوار الوطني " والوزير المنوط بهذه المهمة هو أكفأ من يقود عملية " الخوار الوطني " مع " رجال وشخصيات البعث الوطنيين " المشهود لهم حقا " بمزايا عديدة يقف عندها القلم عاجزا مثل ( قتل العراقيين وتخريب بلدهم وتقديم العراق بقمة سائغة للمحتل الأجنبي يوم 9 نيسان 2003 دون أن يظهروا ولو جزءا يسيرا من " بطولاتهم " التي كانوا يستعرضون بها على المواطن العراقي العادي ويقضون عليه مضجعه )، واثبتوا بما لا يقبل الشك " وطنيتهم وحرصهم على العراق والعراقيين " من خلال الذبح والتقتيل والتهجير بالتعاون والتنسيق مع رجال القاعدة الاراذل " كل ذلك ولأجل عيون عملية " المصالحة الوطنية " واستمرار " الخوار الوطني " ترى حكومتنا ( الوطنية الرشيدة " أن يستمر بقاء الملفات الأمنية للجرائم التي لا تعد ولا تحصى مغلقا ، والتكتم على أسماء المجرمين بقتل العراقيين من بعثيين ورجال سياسة " وطنيين " مشاركين في العملية السياسية ودول عربية وإسلامية " شقيقة " لا يصح التفوه بأسمائها حفاظا على العلاقات العربية والإسلامية مع الدول ( الشقيقة ) ، وعش رجبا ترى عجبا .
آخر المطاف : قال شاعرنا :
إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا رآى منك يوماً غرّة وثبا



* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

http://www.alsaymar.org
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث