الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية ل - الحوار المتمدن - مع اطلالة عامه الجديد !

مهند البراك

2009 / 12 / 8
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


يطلّ موقع " الحوار المتمدن " على عامه الجديد، بعد ان عوّد قرّاءه وكتّابه و محرريه رجالا و نساءً ، على النشاط المتواصل و على حيوية وتجديد لايعرفان الكلل و لا حدود مرسومة مصممة مسبقاً الاّ حدود و منهجية اهدافه المعلنة كـ " اول صحيفة يسارية - علمانية الكترونية يومية مستقلة في العالم العربي "، ومن اجل التحرر و التمدن، كصوت مؤثر لليسار و الديمقراطية و العلمانية في المنطقة . .
يطّل . . و يثير لهفة وشوقاً، بعد ان قطع سنواته الماضية حيّاً حافلاً واعداً . . ففي كل منعطف لديه جديد، مستمدّ من ملاحظات و آراء كاتباته و كتّابه، و من زوّاره و محرريه، و من التطوّر التكنيكي المعلوماتي المتواصل . واذ يتذكر المرء الشهور الأولى لولادته و ما اثار من اعجاب و تقديرات و تساؤلات في زمان انكسار و تراجعات كبرى ، ليحوز بعدئذ دعم و نشر و تشجيع اوساط تقدمية و ثورية يسارية متنوعة و متجددة . . يدرك الآن ما حققه و مايمكن ان يَعِدَ به .
لقد استطاع " الحوار المتمدن " في مسيرته الرائدة ان يكسب تقدير واعتزاز، ثم حاجة اوساط متزايدة من الناس و المهتمين، ومن الشخصيات و القوى و الأحزاب الديمقراطية واليسارية العربية اضافة الى الكوردية والكلدوآشورية السريانية وغيرها في المنطقة، خاصة من التي ناضلت و تناضل من اجل حقوق الأنسان والمرأة وحقوق القوميات الأصغر والأقليات القومية والدينية، ومن اجل السلم والحرية والعدالة الأجتماعية، ومن اجل القيم الحيّة للمنهج الأشتراكي العلمي . . اضافة الى حاجة اوساط الشباب الفاعلة و المتطلّعة الى الحرية و التجدد و الى مستقبل افضل لشعوبها و للمنطقة .
فاضافة الى انحيازه للعلمانية و التمدن من موقعه، كموقع ديمقراطي انساني تقدمي منفتح، عالج كتّابه وكاتباته ويعالجون مختلف شؤون تلك المحاور، فأنه يهتم بنشر كلاسيكيات الماركسية ومنشورات وآداب اعلام الفكر الأشتراكي واليساري و الإنساني العالمي، ونشر مختلف تجاربه بنجاحاتها واخفاقاتها، وبنشر محاولات محرريه استخلاص الدروس والعبر منها، و هو يحقق حواراً متمدناً فعلاٌ بل و حواراً يحتاجه الجميع افرادا و تجمعات و قوى، في عالمنا الشرق اوسطي المتتالي الأحداث و سريعها، و العاكس السريع لمسيرة الأحداث في العالم . .
و قد زادت حيوية و تأثير الموقع بتزايد مواقعه و فعّالياته و نشاطاته ، كالكتاب الشهري، النشرة الإخبارية اليومية الحيّة و يو تيوب التمدن، و اخيرا مكتبة التمدن . . التي تحتوي على روائع الكتب و المؤلفات الضرورية و الهامة لكل مهتم و للأجيال الجديدة، الروائع التي تحاول جهات شتى تهميشها و الغائها . . و ينتظر كثيرون ان تحتوي المكتبة على كتاب " اربعة قرون من تأريخ العراق الحديث لـ " همسلي لونكريك " (1) ، الذي يحتاجه كلّ مهتم بمعرفة ماهية العراق و اصوله من تأريخه القريب، لمحاولة فهم الواقع البشري و الفكري الذي يزداد تعقيداً فيه، و لمحاولة الحوار و تصوّر الآفاق فيه . . العراق الذي صار يشكّل اليوم العقدة التي تلتقي و تتصادم فيها كلّ القوى العالمية .
لقد استطاع " الحوار المتمدن " و هو يجتاز عامه الثامن ان يشكّل ارشيفاً الكترونياً حيا بآليات متجددة دوماً ، و ان يكون موقعاً حيّاً لا يستغنى عنه لقوى اليسار و الديمقراطية و لطلاب الحقيقة، وبمختلف اللغات المحلية والعالمية . . بعد ان اسهم بفاعلية في الحفاظ على روح المبادرة وعلى الإقدام والإبداع و بسعيه لأبعادها عن الثرثرة و المشاحنات، الأمر الذي اعلى من شأنه . .
و استطاع بعد ان واصل التعريف بالأفكار التي تحملها قوى واحزاب و شخصيات و مجاميع اليسار والتقدم والعلمانية الحيّة و الجادّة، و الحوار و التعريف بمواقفها و ماهية تطلعاتها الى الآفاق المتحرّكة للواقع ، وهي توظّف تجارب و مرارات الأمس و لا تبقى حبيستها ... بل كاسرة عُقَدها و قيودها، لرص صفوفها في مواجهة التحديات !! وفق التسارع العاصف لأحداث الواقع الشاق الذي تعيشه دول و شعوب الشرق الأوسط و المنطقة، اضافة الى عمله الدائب بما يوفره للجميع . . على المساعدة في تلمّس نقاط التقارب و التفاهم، للمّ شمل اوسع قوى اليسار و الديمقراطية و التقدم في المنطقة . .
المنطقة التي تعيش مآسي القرن الواحد والعشرين على اشدّها . . من الحروب و الإحتلال و اذكاء النزاعات الطائفية و الدينية الظلامية و العرقية الدموية و الهجرات و التهجير و ضياع الشباب رجالاً و نساءً ، و الدوس على حق المرأة بالحياة و الحرية ، في اتونها . . الى التفنن بكمّ الأفواه الذي صار يقطع اشواطاً غير مألوفة في المنطقة بل و ذهب بعيداً بسياسة العصا و الجزرة ، التي صارت تنتقل الى سياسة الإغراء او الموت .
و فيما استطاع " الحوار المتمدن " تقديم اراء و بحوث قيّمة لا تنقطع في مجالات ليست قليلة، اثبتت من جهة تخلّف و عدم قدرة و ( حراجة ) عديد من المؤسسات و عجز قسم منها حتى عن مناقشتها، لأفتقارها الى الأرضية الفكرية البشرية السايكولوجية الضرورية لها و لأفتقارها الى الرغبة الجادة في تحقيقها، رغم امتلاكها دوائر وارشيفات فلكية بارصدتها المالية . . فانها ادّت من جهة اخرى الى تزايد تواصل و مساهمة كوكبة لامعة متزايدة و متجددة من رجال العلم و الثقافة و السياسة و الأدب في المنطقة، في الموقع . . و التي تشكّل مؤشراً دالاًّ من مؤشرات نجاحه .
ان المرونة وسعة الصدر امام الكتابات الهادفة ـ رغم بعض الهنات (2) ـ التي تمتع بها الموقع، قد شجّعت كثير من القابليات والخبرات التقدمية و اليسارية على الكتابة و على المساهمة وطرح الأمور العملية، اضافة الى ان ايلائه الأهتمام المطلوب بالدور الهام للشباب و الشابات للتفكير و الأبداع و التعبير يثير الرغبة بالأنخراط في النشاط من اجل التغيير . . بعيداً عن الضياع و التشتت، و عن الأنانية الضيّقة القاتلة .
كل ذلك و غيره، جعل للموقع نوافذ شعبية حيّة متعددة متزايدة التنوع، نحو صياغة و بناء الأمل الواقعي بامكانية التقدم والتحرر . . خاصة وان افكاره واجتهاد كاتباته وكتابه صار يؤخذ بها حيث تحول عدد منها الى اجراءات فعلية ملموسة، رغم الصمت المفروض عليه و التجاهل المتعمد له . . والذي اخذ يتطور الى محاولات انظمة بعينها الغائه بحظره . .
تحية للحوار المتمدن في الذكرى الثامنة لأنطلاقته !
وتحية من القلب لكاتباته و كتابه وقراّئه وقارئاته والى الزميلات و الزملاء في هيئة تحريره و مواقعه في نشاطاتهم التطوعية الفذّة ، و تحية خاصة الى منسّقه العام الصديق " رزكار عقراوي " !

8 / 12 / 2009 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. بعد نجاحه بنشر كتاب " الكرد " لنيكيتين .
2. و هي هنات و نواقص يفرزها الواقع الصعب و المعقّد الذي تعيشه منطقتنا و قواها التقدمية من جهة، و التي من جهة اخرى لايخلو منها اي عمل كبير. و لابد هنا من التذكير بأن الذي لا يخطأ هو فقط الذي لا يعمل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها