الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزي تمر يانخله !!

عبد الحميد العماري

2009 / 12 / 8
كتابات ساخرة


هزت بغداد سلسلة تفجيرات بخمس سيارات مفخخة راح ضحيتها ما يزيد على الـ(120) وجرح (200) مواطن في ثلاثاء دام وقبله أحد دام وقبلهما أربعاء دام وهكذا دواليك الى ما لانهاية !! وذلك ضمن مسلسل قتل العراقيين دون أن تتحرك ضمائر المسؤولين لافي الحكومة ولافي البرلمان على حد سواء، والمصيبة ألأعظم اليوم تتمحور حول قيام المسؤولين السياسيين والأمنيين بألقاء اللوم على الآخر، حتى تمضي بضعة أيام ثم تعود حليمة الى عادتها القديمة وكأن شيئا لم يكن، ويبقى العراقي مشروع أستشهاد أو قتل أو تعويق على أقل تقدير ، وفي هذا الشأن .. أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة أن الخلل الأمني يعود سببه الى حصول أختراق بين صفوف أجهزة وزارتي الدفاع والداخلية ، بينما أعلن وزير الداخلية جواد البولاني أستعداده للحضور أمام البرلمان وشرح ملابسات الملف الأمني ، وسط صمت مطبق هذه المرة من قبل وزارة الدفاع ، ومن يدري .. ربما تعود أسباب الخروقات ألأمنية هذه الى تزايد ثقب الأوزون ! أو ألأحتباس الحراري ! أو صعود بورصة الكرفس في علاوي جميلة ! مع فقدان الشهية لغرفة عمليات بغداد بأمرة القائد العام للقوات المسحلة ، وبالتالي فأن السيد عبود قنبر قائد الغرفة سيغادر الى ألأبد أكل التشريب بالدهن الحر في مطعم أبن سمينة ، ونقل خدماته اللفطوية الى باچة السعدون على أثر هذه الحوادث الأمنية ! وقرر السيد قنبر تكريس الجهود لتقليص الشحوم بعدما قرر الأمتناع عن أكل الخبز والأكتفاء بصمط اللحوم الخرفانية ، علّها تسهم في أنقاذ ماتبقى من جهد كرشوي متشحم ،ومنعه من التمدد والوصول الى ماتحت الحزام ، فتتشكل كارثة بيئية لاسامح الله.
أن المضحك المبكي في هذا المشهد .. هو قيام ضجة تشبه (...) العجوز، والعاقل يفتهم على وفق رأي جدتي ،رحمها الله، عند وقوع كل يوم دام ،وصرنا نعرف ما سيقال قبل أن يقال من أن البعثيين والقاعدة هما وراء مثل هذه التفجيرات ، وبغض النظر عن عن صحة هذه المعلومة أم لا ، فأن ذلك لايعفي بطبيعة الحال الحكومة ومؤسساتها الأمنية من المسؤولية ، وقد قلنا غير مرة .. أن هذا الخطاب مهما كان أنما هو يعني فشل الحكومة في السيطرة على الملف الأمني ، كما يعني أن البعثيين الصداميين يحتفظون بعد بزمام المبادرة ، وهو معنى أخر للفشل الحكومي أيضا ، ومن هنا كان الأجدر بالحكومة العراقية أن تمتلك الجرأة لتعلن الفشل أمام الرأي العام وتقدم أستقالتها .. هذا إذا سلمنا بما يصدر عن السياسيين من أن العراق يعيش بداية عصر الديمقراطية ، وهي أضحوكة أخرى سنأتي على ذكرها في وقت لاحق .
الحقيقة الذي يعتقد هؤلاء القادة أن العباد لاتعرفها .. أن هذه النخب لم تسعى ،لامن قريب ولامن بعيد ، لأعادة بناء دولة عراقية مؤسساتية تكون هي الأطار لباقي المؤسسات بعد التخلص من النظام المقبور، وان الجميع تندر لأنشاء سلطة فكانت النتيجة أنهم توجهوا للصراع وبشتى الوسائل والطرق العنفلفطوية للوصول اليها والوقوف أو ربما الجلوس أطول مدة ممكنة على خشبات مسرح العملية السياسية السلطوية ، أملا في الحصول على أعلى إيرادات في شباك التذاكر قبيل إسدال الستار على آخر عرض ، والحقيقة الأخرى التي يحاولون التنصل عنها في عز الظهر،أن المنصب في العراق صار عبارة عن صفقة مربحة لأصحاب دكاكين الحكومة على أختلاف تنويعاتها ومكوناتها ..وبالتالي .. لم تبق أية فرصة لتصحيح المعادلة إلا عبر صناديق الأقتراع المقبلة ، وبعكسه سوف يسهم الفقراء في إزدياد فقرهم وقتلهم وحرقهم وحرمانهم وتهجيرهم على طريقة ،، هزي تمر يانخله ،، يوميا وبفشل دائم .. رحم الله شهداء العراق وأسكنهم فسيح جناته ، وللجرحى الشفاء التام .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كاتب وصحفي عراقي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم افهم
فيصل البيطار ( 2009 / 12 / 8 - 19:35 )
الحكومه فاشله بسبب الانفجارات ... حسنا

ولماذا الانفجارات وقتل الناس اصلا...,هل هناك داعي لهذا الامر

ناقش ياسيدي


2 - حسنا
عبد الحميد العماري ( 2009 / 12 / 8 - 21:57 )
سيدي الفاضل ..
السبب يعود الى صراعات حزبية مدعومة من جهات أقليمية ودولية تهدف الى فرض أجندة معينة على الواقع السياسي العراقي قبيل الأنتخابات المقبلة .. شكرا جزيلا على التعليق .

اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع