الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاربعاء + الاحد + الثلاثاء= اطرش في الزفة

نزار أحمد

2009 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بعد يوم الاربعاء الدامي وبسرعة تفوق سرعة البرق, اطلت علينا وزارة الداخلية باخبار تثلج القلب مفادها تمكن الاجهزة الامنية العراقية الوطنية والمخلصة والكفوءة والغير بعثية جدا جدا باكتشاف منفذي ومدبري ومخططي يوم الاربعاء الدامي, حقيقة وبدون مجاملات تلك البشارة العسلية اسعدتنا وافرحتنا جميعا لانها دلالة على تطور عيون وناظورات اجهزتنا الامنية في كشف المجرمين وبهذه السرعة التي لا يدركها العقل فامريكا بكبرها وعظمتها وتقنيتها وامكانياتها واستقرارها الامني وتعدد اجهزتها الامنية والاستخبارية (اكثر من 62 مؤسسة امنية ومعلوماتية) اخذتها اكثر من اسبوعين حتى تكتشف هويات منفذي احداث الحادي عشر من ايلول, وقد عرض لنا تلفزيون الاعلام العراقي اعترافات الوسيم والانيق والغير خائف والغير متنرفز الرفيق البعثي وسام علي كاظم حيث راح الرفيق وسام يشرح لنا بالتفصيل المريح وباعصاب هادئة جدا وكأنه يلقي علينا قصيدة غزل كتبها لحبيبته عن دوره الاجرامي في هذه الجريمة البشعة وان كيف هذه الجريمة قد نفذت بتعاون بعثي تكفيري. وقد تنفسنا الصعداء اكثر عندما اكملت وزارة الداخلية اخبارها المثلجة للقلب واعلنت لنا وبسرعة البرق ايضا عن اكتمال جميع التحقيقات وان جميع خيوط المؤامرة قد انكشفت وان جميع المتورطين بها من سكنة العراق قد تم الغاء القبض عليهم (وهم عشرات طبعا) ولم يبق منهم سوى اللواء الركن محمد يونس الاحمد الهارب في سوريا. ايضا قد وعدتنا وزارة الداخلية بأنها سوف تعرض لنا اسماء واعترافات رفاق البعثي وسام علي كاظم وفي القريب العاجل جدا وسوف يتم احالة المجرمين من التحالف البعثي التكفيري الى القضاء العراقي كي ينالوا قصاصهم وكما نال الجرثومة علي الكيمياوي قصاصه وكما نال قاتلي اكثر من مائة الف عراقي منذ سقوط الصنم قصاصهم وكما نال قاتلي اكثر من مليوني عراقي قبل سقوط الصنم قصاصهم, وانتظرنا وانتظرنا ومر اسبوع ثم تلاه اسبوع ثم شهر ثم اتبعه شهر آخر, فلم نر رفاق البعثي وسام علي كاظم, فحتى اخبار وسام افندي قد اختفت عنا كليا ولا كأنه قد ساهم في قتل اكثر من مائة روح بريئة. فلو افترضنا مجازا بأن الرفيق وسام كان العقل المنفذ لجريمة الاربعاء الدامي وان الحكومة حفظها الله قد فعلا تمكنت من القبض على رفاق وسام علي كاظم والضالعين معه في الجريمة وان جميع التحقيقات قد اكتملت, لماذا لا تعرض علينا هذه التفاصيل ؟, دعونا نهمل التفاصيل ونصدق اقوال الحكومة, لماذا لم يتم تقديم المجرمين الى القضاء العراقي المستقل جدا جدا كي ينالوا عقابهم وكي يكونوا رادعا قويا لباقي فلول البعث الصدامي والتكفيرين؟. الا ان كان في الامر سر نجهله, وهنا ولأن القضية نامت عليها طابو گه, فمن حقنا كمواطنين بسطاء لا حولة ولا قوى لنا ان نطرح التساءلات التالية:

اولا:هل هناك احتمالية أن تكون الحكومة لا تعرف هوية مرتكبي جريمة الاربعاء الدامي ؟, وان الرفيق وسام باشا كان مجرد ابرة مخدرة يزول مفعولها بعد حين؟.
ثانيا: ان الحكومة تعرف هوية منفذي الجريمة ولكن الاعلان عنها سوف يفجر فضيحة من العيار الثقيل وذلك لتورط حفنة من الاحزاب المتنفذة ودول غير سوريا او مع سوريا بهذه العملية؟.
ثالثا: الحكومة لاتريد الكشف عن هوية رفاق وسام افندي حفاظا على مشاعر البعثيين لأن اصواتهم في الانتخابات البرلمانية اهم من دماء العراقيين.
رابعا: هناك ضغوط خارجية اقوى من قدرة الحكومة.

ملاحظة مهمة جدا جدا: (في دولة ايران الديمقراطية حدث انفجار في جامع قبل بضعة اشهر اسفر عن مقتل شخص واحد وجرح اثنين وخلال 24 ساعة من حدوث الانفجار وقبل تشيع جثمان المفقود تمكنت الاجهزة الامنية الايرانية من القاء القبض على منفذي العملية واتمام ملفات التحقيق ومحاكمة المنفذين وتنفيذ حكم الاعدام بهم ودفنهم قبل دفن جثمان الضحية)

ملاحظة ثانية: (لماذا لا نتعلم من ايران ان كنا نقلدها في كل شيئ؟)

وبعد ان اقتنعنا او بالاحرى اوهمنا بأن عملية الاربعاء كانت عبارة عن كبوة فرس او غيلولة ارتخاء من قبل اجهزتنا الامنية بعد انتصاراتها المتلاحقة ضد الارهاب والبعثيين والتكفيرين, جاءتنا مجزرة الاحد الدامي او الاحد الاسود, ولكن هذه المرة حدث خلل في تكاتف الاجهزة الامنية في الاعلان المبكر عن هوية منفذي العملية او الطريقة التي فخخت بها المفخخات, فالبعض روج لنا بانها فخخت في الفلوجة والاخر قال لنا بانها فخخت في الصالحية والاخر قال لنا بانها فخخت في مكان الانفجار, ايضا تضاربت تصريحات وزارتي الداخلية والدفاع ومكتب رئيس الوزراء عن هوية المنفذين, فالبعض قال بان هذه المرة القاعدة (التكفيرين) مسؤولة لوحدها (الظاهر ما اتفقت وي البعثيين) وان هذه المرة تشير اصابع الاتهام الى الجارة السعودية وليس سوريا (سبحان مغير الاحوال), والبعض نسبها الى البعثيين لوحدهم والاخر ردد نفس الاسطوانة المشروخة (شراكة البعث والتكفيرين). ولكن بعد اقل من اربعة وعشرين ساعة تصافت القلوب واتفقت الاقوال وقيل لنا مرة اخرى بأن الاجهزة الامنية الوطنية قد تمكنت وبسرعة البرق من القبض على جميع الضالعين في مجزرة الاحد الدامي (الاسود) وان التفاصيل سوف تعرض علينا في القريب جدا (لدي سؤال الى خبراء اللغة وهو ماهو السقف الزمني لعبارة "عن قريب جدا"؟, فهل هو بعد الانتخابات ام بعد خمسين سنة؟) (هامش: في امريكا تسقط السرية عن ملفات الحكومة بعد خمسين سنة) . ايضا لم تعرض لنا هذه المرة قنوات التلفزة الحكومية شخصا كوسام البعثي, ومرت الايام وعدت الايام ولم نر هذه التفاصيل. ثم جاء يوم الثلاثاء الدامي وبعد اقل من ست ساعات اصدرت الحكومة بيانا اجزمت فيه بأن هذه الجريمة هي من صناعة البعث والتكفيرين. يا سبحان الله, باقل من ست ساعات اكملت الحكومة تحقيقها بالموضوع واصبحت لها قناعة غير قابلة للشك بهوية المنفذين.

ملاحظة غاية في الاهمية: (الحكومة كذابة في تشخيص هوية منفذي العمليات الاجرامية لأن الجرثومة علي كيمياوي هو في الحقيقة المسؤول عن تنفيذ عمليات الاربعاء والاحد والثلاثاء الدامية وسوف يتم اعدامه خلال الثمانية وعشرين ساعة القادمة وسوف يكون خبر اعدام الجرثومة الكيمياوية هي بعينها المفاجئة التي خبأتها لنا الحكومة) (دير بالكم تحچون على الحكومة, بس انتظروها خمسين لو ستين سنة حتى تنظف مؤسسات الدولة من البعثيين, بعده راح اشوفون الشغل الصحيح).

ملاحظة مستقبلية: ( بيان مهم صادر عن الحكومة : في صباح هذا اليوم يوم الجمعة سوف تحدث بعد قليل عدة تفجيرات في بغداد يذهب ضحيتها اكثر من 200 شهيدا واكثر من 500 جريحا وقد تمكنت اجهزتنا الامنية من القاء القبض على منفذ هذه العملية وهو المجرم البعثي علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وقد اكملت اجهزتنا الاستخبارية والامنية جميع ملفات التحقيق وقد تمت محاكمة المجرم علي الكيمياوي وبعد ان وجدته المحكمة متورطا في هذه العملية الجبانة التي سوف تنفذ بواسطته بعد ثوان من الآن تم تنفيذ حكم الاعدام به قبل ست اسابيع)

ملاحظة ليس لها قيمة: (اكو بگة تلعب اشناو)
ملاحظة اخيرة: (سوف اكون وطني (مو بعثي) وامتنع عن توجيه اصابع الاتهام على الرغم من كونها واضحة ولاتحتاج الى تحليل)

لنا عودة معكم وتكملة للموضوع في يوم (...........) الدامي القادم.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و الله صحيح
حارث ( 2009 / 12 / 9 - 05:57 )
بصراحة لا يوجد تعلق اكثر من هذا و لكني اؤيد هذا الكلام و لكن لا احد يكترث بهذا الكلام او غيره فالذي حصل قد حصل و الدم الذي سال لا مفر منه وحسبنا الله ونعم الوكيل .

اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم