الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل الدم

عواطف عبداللطيف

2009 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



يوما بعد يوم يفقد المواطن أمنه وكرامته وكبريائه وعزته وهيبته ووسائل راحته وسبل ومصدر رزقه وعيشه مرة أخرى تسيل دماء العراقيين الطاهرة في شوارع بغداد
) لا شيء يوحي بأن سفك دماء العراقيين يمكن ان يتوقف عند حد وأن ما حدث سوف يكون خاتمة سلسلة الموت والدمار والخراب وخوفي والساتر الله وهو الحامي لأبناء هذا الوطن من أثنين مظلم وثلاثاء حزين وخميس مروع لتكتمل أيام أسبوع العمل الفعلية(.
هذا كان جزء من مقالة لي تحت عنوان (إلى متى يستمر مسلسل الدمار ولا من مجيب في 28/10/2009 )بعد الأربعاء الدامي والأحد الأسود وكنت أتابع بخوف وأبتهل الى الباري عز وجل أن يرحم الشهداء برحمته الواسعة وأن تتوقف حلقات المسلسل بما جرى حتى جاءت الصدمة بالثلاثاء الدامي لتتلون مرة أخرى سماء بغداد وتربته بدماء الأبرياء وتتحد مع دماء بقية الشهداء مكونة بحرا من الدماء الطاهرة البريئة والألم يقطع أوصالي والحزن يخيم على نفسي ودموعي تسيل مع دموع الأمهات وصراخي يتعالى مع صرخاتهم وقلبي ينزف ألماً مع عبرات الأطفال اليتامى.
كيف يستطيعون زرع الموت والدمار في أرجاء بغداد العزيزة بخمسة سيارات مفخخة وفي عدة مناطق وبزمن واحد ؟
كيف وأين أعدوا هذه السيارات؟
كيف تحركوا ووصلوا الى نقاطهم المحددة والمرسومة بحرية وسهولة؟
أين الخطط المحكمة المرسومة التي يزمرون ويطبلون لها؟
أين الأجهزة المتطورة التي صرفت عليها ملايين الدولارات وبالأخص أجهزة كشف المتفجرات؟
أين القضاء ليحاسب القتلة والمجرمين ومتى سيأتي دوره؟
أين نتائج اللجان التحقيقية التي تشكلت طيلة الفترات الماضية ولماذا يتم التستر على التقارير الأمنية والمجرمين الحقيقيين؟
أين الأجهزة الأستخباراتية وما عملها وما دورها فيما حدث ويحدث؟
لماذا يتم تمييع القضايا بعد كل هزة ؟
لماذا نبقى نكيل التهم الواحد للثاني ونستغل الفرصة للهتاف وتقديم المبررات الغير مجدية والساكنة خلف الشعارات والخطب الرنانة بدون نتيجة فقط لنلفت الأنظار ؟
لماذا نضمد الجرح بضماد وقتي ولا نعمل على خياطته ليلتئم بشكل نهائي؟
لقد مللنا من الكلام والصراخ ولا أحد يرد ولا أحد يسمع خاصة وكلنا يعلم بأن كافة مفردات ومرافق الحياة متعلقة بالأمن وعندما نفقد الأمن تتعطل مسيرة الحياة بشكل عام فكيف سيستمر الوضع ويعيش أبنائه ولا أحد يتحرك بصدق.
بقلب حزين وعلى قدر متابعتي لما يجري أؤكد هنا :
1-أن الأمن في خبر كان علينا أن ننعيه ونقرأ على روحه الرحمة.
2- إنشغال الساسة في الركض حول التحالفات للفوز في الأنتخابات ليثبتوا وبكل أقتدار وأمكانية عالية بأن مصالحهم الشخصية والفئوية فوق الجميع فهي أهم وأسمى من مصلحة الوطن وأبناء هذا الشعب وأن التناحر بين الرؤوس للأحتفاط بحلاوة الكرسي أحد الأسباب التي تقف خلف ذلك..
3-أن أختيار الأجهزة الأمنية لم يتم على أسس الكفاءة والحرفية والأخلاص والأنتماء للشعب والوطن نتيجة التدخلات الحزبية والسياسية والطائفية والخارجية وليتبادل المسؤولين الأمنيين الأتهامات واحدهما ليلقيه في ساحة الأخر لتضيع بينهما الحقيقة .
4-أن العقود المنفذة لشراء الأسلحة واجهزة كشف المتفجرات غير صحيحة بالرغم من المبالغ الكبيرة التي صرفت عليها.
5-أن الأجهزة الأمنية والأستخباراتية مخترقة.
6-القضاء معطل لمحاسبة المجرمين والمتطورين ان صح الأستدلال عليهم.
7-تمييع القضايا والتستر على المجرميين ومن ورائهم؟
8-إبقاء مقصود لأنعدام الأمن لتحقيق أهداف معينة مخططة ومرسومة بدقة تقف ورائها جهات داعمة وممولة.
9-أن هذه التفجيرات جزء من مخطط كبير معد للقضاء على العراق والأستيلاء على خيراته وممتلكاته .
10-أنه عدم الشعور بالمسؤولية والأستخفاف بالدم العراقي والأستهانة بروحه.
11-عدم وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية.
فيا أيها السادة
ويا أيها المسؤولين
وممثلي الشعب
قفوا وقفة شجاعة ولو لمرة واحدة ليكتبها التاريخ ناصعة على جباهكم
وقفة بكل أمانة ومسؤولية وشرف
متجردين من العواطف الخاصة ومصالح الأحزاب والطوائف
واضعين الشعب والوطن أمام عيونكم
وتخبروا هذا الشعب الصابر بكل شفافية وصدق وتجرد
أين الخلل
وما هو العلاج
وما المطلوب
ومن وراء ذلك
وأين هي الحقيقة بلا رتوش او تزويق
وتسمية كادر المسلسل من ممثلين ومخرجين ومنتجين لتتضح الصور
وتكون ضمائركم هي الحكم
وأحالة كل الأوراق والأدلة الثبوتية الى المحاكم لينال المستحقين حقهم من العقاب بدون خوف او محاباة او ترضيات أوأتفاقيات.

فقد طفح الكيل ولم نعد نصدق ولا نثق بما قيل أو سيقال وكل يوم نتقئ ألم جديد
وننزف دمار ونحن متسمرين أمام الشاشة لمتابعة حلقات مسلسل الدم المرعبة.
رحم الله شهدائنا وأدخلهم فسيح جناته
وكان الله في عون أراملنا
ورعى الله أيتامنا
وألهم الصبر قلوب أمهاتنا
متمنية من الله أن يكون نزفي هذا هو الأخير وأن يتوقف المسلسل عند هذا الحد وتكون هذه الحلقة هي الحلقة الأخيرة من حلقاته بعد أن تكون المصالحة الحقيقة قد تمت بصدق بين كافة الأطراف المتنازعة والمتهافتة على الكعكة والعمل من أجل الوطن وشعبه الصابر.
والله المعين











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس