الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم في العجلة الندامة...!؟

جهاد نصره

2009 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


احتفل الشيوعيون السوريون يوم الجمعة 4/12 على اختلاف فصائلهم بالذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان .. وأقام جناح الرفيق المعِّمر ـ يوسف فيصل ـ مهرجاناً خطابياً فنياً حاشداً في دمشق حضره الشاعر أحمد فؤاد نجم.. والمغني خالد الهبر.. طبعاً على نفقة البروليتاريا الحزبية..!؟
بعد أن نسجِّل أولاً احترامنا وتوقيرنا الشديدين لنضالات الشيوعيين في سورية ولبنان عبر مسيرة حزبهم الطويلة، فإننا نرى في الشعار الأحمر الذي غطى الجدران في كل مكان والقائل: (( نمشي ونكفي الطريق )) تعبيراً مكثفاً عن الحقيقة التي تقول: إن مسيرة المشي الشيوعي التي بدأت في العام / 1924 / من القرن الماضي لم تصل بعد إلى أيها مكان حلم به وقد لا تزال تحلم به القاعدة الحزبية الماشية بنفس طويل تحسد عليه..! وهذه الحقيقة البارزة، سبق وأن أحالتها جدتي العزيزة ـ أم وحيد ـ إلى الحكمة الموروثة: ( في العجلة الندامة وفي التأني السلامة ) .. هذا إذا تجاهلنا وقائع وصول الحزب خلال مشيه الدءوب إلى أكثر من محطة لكنه انشطر في أول محطة إلى حزبين في كل من سورية ولبنان .. وفي الثانية، أصبح الفرع السوري نفسه حزبين .. وفي الثالثة، أصبح ثلاثة أحزاب .. وفي الرابعة، أربعة أحزاب .. مع التنويه إلى أن جميع هذه الأحزاب سارعت بعد رسوخ هيكلياتها التنظيمية إلى المطالبة بوحدة الشيوعيين السوريين وجميع التنظيمات لا تزال تطالب كل يوم بهذه الوحدة إي والله من دون مزاح...!؟
ثم إن الحزب العتيد وصل ذات مرة مهرولاً إلى محطة النقل العمومي الكائنة في حي المهاجرين ليدخل مرآب الجبهة الوطنية التقدمية مكللاً بالغار فحصد ثمانية مقاعد نيابية في المجلس الكريم عبر انتخابات من هداك الشكل وعين الحاسد تبلى بالعمى..! هداك الشكل ترجمتها: انتخابات القوائم الجبهوية الناجحة قبل حصول الانتخابات..! وقد تمَّ ( بعدين ) وبنجاح متقطع المشي توزيع الحصة بالتساوي على الفرعين الرئيسيين للحزب الواحد باسمه فقط..! وما لبث الحزب الماشي أن شفط مقعدين وزاريين وتمَّت فيما بعد نفس القسمة العادلة بين فرعيه..! لكن، دورة نقابية بعد أخرى جرى استبعادهم كلياً من الاتحادات النقابية على مستوى القيادة إن كانت عمالية أو فلاحية يا حرام..! وهذه الاتحادات، من المفترض أنها تعنيهم قبل كل شيء آخر...!؟ وهكذا، فقد أصبح الرفاق مشاركين بفعَّالية فقط في الحكومات المتعاقبة والمجلس الكريم الملحق بها، فصاروا يتحملون بذلك وزر كل السياسات المعتمدة وبخاصة البرامج الاقتصادية التي تتناقض كلياً مع برامج وتطلعات الحزبين البروليتاريين بما يعني أن البروليتاريا وجارتها طبقة الفلاحين صارا بمنأى عن اللذين يتحدثون باسميهما ويعتبرون أنفسهم ممثلين عنهما..! وللإنصاف لا بد أن نسجِّل واقعة بقاء العمال والفلاحين أحياء يرزقون في الأدبيات والجرائد الحزبية وعلامة حياتهم الدائمة مرسومة بالأحمر فوق إلى اليمين على شكل منجل ومطرقة وفي الاسم فمن اللافت أن جميع التنظيمات الشيوعية تحب الطرق المعبدة منها والوعرة فمعظم جرائدها طرقية مثل طريق الشعب وطريق اليسار وطريق العمال وطريق الكادحين إلى أخر الطرق غير السالكة...!؟ ..!؟ ثم إنه كان قد جرى من قبل التخلي الطوعي عن النشاط الحزبي في أوساط الطلبة وفق اشتراطات الحزب القائد..!؟ وبهذه الصورة الكفاحية الطبقية المشرقة، فقد تغرَّغ الشيوعيون كلياً لمقارعة الإمبريالية وأذنابها من الرجعيين العرب..! وهم، عليم الله، لم يقصِّروا في مشيهم على هذا الطريق فقد أوسعوا الصهيونية ضرباً مبرَِّحاً فما بقي بعدها لقيامتها موعد..!؟
من أكثر الحقائق رسوخاً طوال مشي الرفاق أن أحداً من القيادات التاريخية في الحزب .. ومن ثم في الأحزاب المنشطرة عنه .. لم يمش من موقعه القيادي اللّهم إلا بسبب الوفاة..! وهاهنا تتنطح ـ أم علي ـ لتقول: ولك ضربان قبل كل شيء عندنا في البلد لا يوجد زهايمر..! ثم بعد كل شيء قل لي من أين ستبرز قيادات جديدة والبروليتاريا بعدها جاهلة لأن الحزب لم ينته من حقنها بالوعي الذي يحوِّلها من طبقة في ذاتها إلى طبقة من أجل ذاتها فتصير بذلك أيضاً مؤهلة لمرحلة الدكترة يعني بالعربي المشرمحي تصبح جاهزة لتقيم دكتاتوريتها العظيمة عظَّم الله أجركم...!؟
سيعود الرفاق إلى مدنهم وأحيائهم العشوائية بعد أن اصطهجوا على وقع الأغاني الثورية التي صدح بها الفنان ـ خالد الهبر ـ وانتشوا بفعل الأشعار السياسية الشعبية التي ترنَّم بها الشاعر ـ أحمد فؤاد نجم ـ أما قياداتهم الشائخة فستظل تردد: نمشي ونكفي الطريق .. ولم لا فالمهم السلامة يا رفيق...!؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أم وحيد وأم علي
العقل زينة ( 2009 / 12 / 9 - 15:55 )
تحياتي إلي جدتنا أم وحيد والتي تحمل هموم إسم ومعني لم ولن يتحقق فالوحدة والمساواة وحكم الطبقة العاملة ..التي هي أوهام شيوعيتنا(أم وحيد لا تستوعب)_ ربما لكبر سنها _أن بلاد الشيوعية قد تحولت عنها وأصبحت تماما كأم علي شاهد ما شافش حاجة


2 - شيوعيو الشام
عبد العظيم ( 2009 / 12 / 9 - 20:46 )
الشيوعيون في موسكو يا جهاد باعوا فلماذا لا يبيع شيوعيو الشام؟


3 - يا جهاد نصره
Abu Ali Algehmi ( 2009 / 12 / 10 - 04:39 )
يا نصره نصرك الباري، أفدنا كم هي مخصصات أرملة بكداش الشهرية من الموازنة الأسدية؟


4 - المستحقات
جمانه ( 2009 / 12 / 10 - 04:53 )
وصال بكداش وغريمها فيصل يستحقان أكثر مما يتقاضاه الأحمر فهما يقودان البروليتاريا الشامية للوحدة مع القبائل الصومالية والفصائل البوليسارية في الصحراء الغربية

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة