الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2009 / 12 / 9
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


هل وصلنا إلى مبتغانا في رحلة البحث عن الحوار المتمدن وتأصيله في قاموسنا الثقافي حواراً دائماً ولغة وقواعد ؟.
قبل الإجابة عن هذا السؤال ، لا يسعنا إلا أن نعلي الأكف ونرفع القبعات عالياً ، تقديراً لمسيرة الحوار المتمدن التي أضاءت حتى هذا اليوم شمعتها الثامنة ، وقد أشعلتها نوراً في ظلام الليل البهيم ، وبعزم لا يلين .
مرة أخرى ، هنيئاً لنا ولكل مَن يتخذ من الحوار المتمدن مساراً لحوار الآخر ، ولا نقول محاربة الآخر ، رغم سلمية الحوار ، فالأصل في الحوار ، أي حوار ، أن يكون سلمياً ، كي يكون سليماً ، وبالتالي صحيحاً وهادفاً ، هذا ما بحثنا عنه طوال السنوات الثماني من عمر الحوار المتمدن ، وقد وجدناه حواراً يمتد في اتجاهات مثقفيه من أقصى اليمين العلماني إلى أقصى اليسار وما بينهما من ديني أو
غير ديني .
وفي العودة إلى السؤال الذي ابتدأنا به حديثنا ، نقول : إن الرحلة لم تنتهِ بعد ، ولن تنتهي ، فرحلة البحث عن الحوار ، ليست بالأمر الهين ، لنفترض أننا وصلنا إلى مبتغانا في رحلة البحث هذه ، فهل ينتهي الحوار حينها ؟ كلا ، وإذا ما انتهى فرضاً ، علينا تجديده في كل وقت وحين ، فهو الماء الذي يرتوي عليه العقل ، ويستمد المجتمع وجوده ، فلو تصورنا مجتمعاً إنسانياً بلا حوار ، كيف سيكون مصير الإنسان حينه ؟.
وللحق، أن مجتمعاتنا العربية، تعدم الحوار، ليس بفعل الثقافة السطحية المشبعة برواسب التخلف والعادات الموروثة، بل بفعل الاستبداد السياسي الممارس من قبل النظم السلطوية، وكذلك الاستبداد الديني الذي يتحكم بعقل أتباعه من دون أن يقبل الحوار مع نفسه ولا مع الآخر .
ولهذا كله ، رحلة البحث عن الحوار المتمدن ، لازالت مستمرة ، وسواء حققت أهدافها أم لا ، يكفي بنا التأكيد ، أننا ومن خلال الحوار المتمدن ، استطعنا حتى الآن ، أن نحرك المياه الراكدة في بركة الجمود العربي ، وأن نستقصي مختلف الآراء حول قضايا الماضي والحاضر ، وما ينبغي أن يكون عليه الحال في المستقبل .
إن تعريفنا للحوار المتمدن في عيده الثامن، هو مشاركة الجمهور بمختلف أطيافه وألوانه في عملية الحوار، وعندما نقول بمختلف أطيافه، فإننا نقصد توجهاته السياسية والعقائدية، وذلك بغرض تعزيز ثقافة الحوار، قبل الحديث عن استنبات الحرية وإشاعة التنوير.
فالأصل هو الحوار أولاً وآخراً ، والرحلة مستمرة إلى ما لا نهايـــــــة .
كل عام وأنتم بخير
ثائر الناشف *
القاهرة : 9/12/ 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة