الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الإنسان ومؤسسة الحوار المتمدن

احسان طالب

2009 / 12 / 9
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟



مضى على انطلاقة الحوار المتمدن ثمانية سنوات حفلت بالكثير من التغيرات و التناقضات والأحداث العاصفة، شملت مختلف المحاور وكافة الميادين، وكان لتلك الأحداث والتغيرات أثرها البالغ على تحريك النشاط السياسي والمعرفي، وساهمت كذاك في تبديلات نظرية وفكرية طرأت على مواقف وآراء العديد من المنابر الثقافية والسياسية. والملفت هنا أن تلك المؤسسة حافظت على النسق الذي بدأت به وسارت عليه، و تابعت دورها الريادي في نشر ثقافة التحرر و العقلانية والحداثة، وبالرغم من التأكيد المستمر من لدن القائمين على مؤسسة الحوار على الهوية اليسارية لها، فإن المروحة الواسعة من الآراء و التطلعات والمواقف القريبة أو تلك البعيدة عن اليسار مازالت تجد طريقا للنشر دون تقييد أو رقابة بطرياركية، وهذا شأن يندر حصوله في منتديات الثقافة والتحاور في منطقتنا التي يسيطر عليها تدريجا التشدد وثقل الدور الرقابي المتكلف.
لقد كان للحوار المتمدن فضل جليل ـ إذا جاز التعبير ـ على مسيرة الفكر الحر في فضاء الثقافة الرقمية العربية المتحول بتسارع كبير نحو الأصولية والسلفية الظاهرية المنغلقة، الملونة بنزوع شديد نحو افتعال الصدام، وسعي حثيث لتغييب الآخر، في الوقت الذي تستهلك فيه كل منتجات التكنولوجيا دون قيد أو شرط، غير آبهة بالخلل الأخلاقي الذي تمارسه العقلية الأيديولوجية، دينية كانت أم قومية ، حيال الآخر، وفي مواجهة المختلف عرقيا أو دينيا بله وحتى سياسيا.
لقد تسببت الأحداث المتوالية على منطقتنا بإحداث جدل و مماحكة دائبة، دفعت بالعديد من المشتغلين في المضمار الفكري و السياسي لتغيير مواقفهم وتبديل آرائهم بعيدا عن قيم الحرية والتسامح، من هنا نلحظ أهمية استمرار الحوار منبرا حرا لطرح الأفكار و النظريات المتوائمة مع العقلنة و الحداثة الفكرية ، التي نأمل أن تساهم بتحول فلسفي يترك الفرصة قائمة أمام التنوير بأفاق مفتوحة ومدارك متحررة من انطلوجيا التدين الملزم.
تحية وتقدير وثناء متواصل نقدمه لمؤسسة الحوار المتمدن مشيدين بما طرأ عليها من تقدم وتطور مذهلين آملين أن تظل واحة خضراء للفكر الحر، و ساحة مفتوحة لحوار إنساني و معرفي يخدم قضية الإنسان في المقام الأول.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع