الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا وجوكر الوقت الضائع

شلال الشمري

2009 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إذا لم تكن الاصطفافات مذهبية طائفية ذات طابع ديني ، فإنها بالتأكيد ما زالت جهوية تحتفظ بذات الاصطفافات الشيعية والكردية والسنية ، تتدافع على السلطة بغض النظر عن " مدة الصلاحية ـ أكسباير " هذه الوجوه ونياتها في تكريس دويلات المحاصصة ومؤشرات بقاء السياسة التوافقية المدمرة جسَّدت أسوأ نظام من المؤسف أن يُطلَق عليه كلمة ديمقراطي .
في مقال سابق أشرنا إلى أن أطراف " الحرب الديمقراطية " لن تتوانى في استخدام أبشع أساليب الفتك والقتل في صراعها الانتخابي ، فكانت ذروتها أحداث يومي الأربعاء والأحد الداميين ، وما رافقهما من سلسلة الاغتيالات والتفجيرات " وموضة " اختطاف الأطفال وتعطيل القوانين ، وحتى عمليات استجواب وزراء التجارة والكهرباء والنفط التي اتسمت بالطابع التشهيريِّ جيرت ضمن الحملة الانتخابية ، وعندما هدأ غبار هذه الحرب تكشفت الاصطفافات والكتل ، واتضح حجمها وشكلها ورغم إدعاءاتها أنها تضم أطياف الشعب كافة ، فنحن إزاء الواقع " وفسَّر الماءَ بعدَ الجهدِ بالماءِ " وفشلت محاولاتهم في تمويه الهوية الطائفية والإثنية القومية .
عندها عمدت أمريكا إلى طرح " الجوكر " في الوقت الضائع ؛ لإعادة التوازنات وترجيح طرف على آخر ، أو على الأقل إعادة حالة التوازن التي ترجح النظام التوافقي الفاسد ، ونحن ليس أمامنا إلا السعودية نكيل لها اللعنات والاتهام بحجة الوهابية الطائفية ، وأعجب ما يمكن تصوره أن تقف السعودية نداً أمام المشروع الديمقراطي الأمريكي في العراق !! وعرشها أوهى من بيت العنكبوت ؛ لما تمثله من نظام يحاكي أنظمة الحكم في العصور الوسطى ، واحتكامها على مخزون الطاقة عصب الحياة في العالم ومنبع للفتاوى الفاسدة ومفقس للإرهابيين والتكفيريين يموِّل الصراعات الطائفيَّة في أنحاء العالم ، ومظلمة وقتل للحريات والفكر داخل الجزيرة العربية .
إن أمريكا بعد أن أصرَّ الإسلام السياسيُّ التشبث بالسلطة لجأت إلى ترجيح كفة أيِّ طرف يبتعد عن الغطاء الدينيِّ ، وهذا ما كان من خلال دعم مطالبة السيد نائب رئيس الجمهوريَّة طارق الهاشمي بزيادة حصة المقاعد لعراقيي الخارج ؛ تمهيداً لصعود أطراف جديدة تطالب منذ حين بميراث حزب البعث بعد أن تكشَّف أن أصوات الداخل تحت السيطرة ومحدوديَّة التلاعب بها .
لقد تسربت خيوط العلاقة بين أمريكا والبعثيِّين ، فتارة نجد النفي وتارة أخرى نجد الإثبات ، ويبدو أن الأمريكان وجدوا أن القيادات البعثيَّة في الداخل يمكن أن تؤدي دوراً فاعلاًَ إذا ما جيرت لصالحها أصوات عراقيي الخارج ، وتقلب الطاولة على رأس الإسلام السياسيِّ .
عندها يعيد التأريخ نفسه عندما بكى الأمير أبو عبد الله الصغير عند خروجه من غرناطة مسلِّماً إياها للفاتحين الجدد ، لينهي آخر عهد للمسلمين بالأندلس في1/2/ 1492م ، فقالت له أمُّه :
إبكِ مِثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعا لم تُحافِظْ عليهِ مِثل الرجالِ










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من