الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وراء تفجيرات الأحد والثلاثاء الدموية

نوري جاسم المياحي

2009 / 12 / 10
حقوق الانسان



قد نكون بعيدين عن معرفة المعلومات التي تتكدس لدي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العراقية ..ولكن هذا لايمنعنا من التحليل .. وقد نخطأ في التحليل او نصيب ..
إحدى النظريات التي انتشرت في الستينات من القرن الماضي .. بصدد الكفاح المسلح ضد أنظمة الحكم المستهدفة .. بإتباع طريقة .. قم بعمل مسلح ضد نظام الحكم القائم .. وسترد عليه الحكومة بعمل مضاد سواء على شكل اعتقالات أو مضايقات للمواطنين .. مما يسبب زيادة نقمة المواطنين على الحكومة القائمة .. وبالتالي يؤدي الى تعاطف المواطنين مع الحركات المسلحة .. وكلما زاد العنف المسلح ازداد إرهاب الحكومة ضد المواطنين .. وكنتيجة لذلك يزداد التعاطف مع المتمردين .. مما يعرف رياضيا بالازدياد الطردي للفعل ورد الفعل .. وهذا ما يحدث اليوم على الساحة العراقية .. ومما يؤسف له .. أن المستهدف (الحكومة ) من الغباء لم يفهموا هذه النظرية حتى ألان .. وبما إن الحكومة الحالية حكومة محاصصة لإطراف وأحزاب متنازعة على السلطة .. يخجلني أن اتهم البعض من أصحاب النفوس المريضة ممن هم في السلطة له ضلع في هذه الجرائم البشعة .. ومن راقب البارحة ردود فعل المواطنين على الفضائيات من غضب وهياج إلى درجة السب والشتم علنا وبعبارات صريحة لكل من يشارك في الحكم الحالي وحتى من أتى بهم .. من هذا نستنتج إن المواطن العادي قد فقد الصبر والسيطرة على أعصابه .. وبما إنني احد العراقيين الذين سبق وان شاهدت ثورة وغضب الشعب العراقي وعدم السيطرة على سلوك الجماهير العنيفة .. منذ انقلاب عام 1958 وسحل نوري السعيد وجماعته في الشوارع .. وقتل الشهيد عبد الكريم قاسم وجماعته .. الى سقوط صدام والبعث .. الذين حكموا شعب العراق بالحديد والنار .. ومع هذا وجدناهم قد تفرقوا واختبئوا في الجحور برمشه عين .. فهل تعتقدون السبب في اختفائهم وتفرقهم هو الخوف من القوات الأمريكية ؟؟.. الإجابة لا أبدا ..السبب هو الخوف من ردة فعل الشعب والسحل بالشوارع كعادة معروفة عند العراقيين ( أكيد سيزعل البعثيون على كاتب هذه السطور لهذا الوصف الواقعي .. ولكنها الحقيقة المرة ).. إنني انصح كل مسئول عراقي في النظام الحالي ومهما كان منصبه أو الحزب الذي ينتمي إليه .. أن يحسب مليون حساب لغضب الشعب عندما يثور و ينفجر .. قسما بالله .. حتى حمايتهم تتخلى عنهم تطبيقا لقواعد وأقوال يؤمن بها بسطاء المواطنين من حماياتهم وهي عديدة ( الجبن مني مو عادة غريبة ولا منك عجيبة ) أو (الهزيمة نص المرجلة) أو ( خلي يكولون علي جبان ..أحسن ما يكولون عليي الله يرحمه ) .. فهل يفهم حكام اليوم هذه العبرة من التاريخ وطبيعة الشعب العراقي .. لا اعتقد لان المناصب ونهب أموال الشعب قد أعمتهم !!!!
من القاتل الحقيقي وراء تفجيرات الئلائاء وما سبقها ؟؟؟ يصعب الإجابة بدقة على هذا السؤال .. وبالتحليل نجد أنها مخططة بشكل دقيق جدا ومدروس علميا من حيث التوقيت واختيار الأهداف والوسائل بحيث يؤكد إن من وراءها أجهزة متخصصة لها إسناد دول و ينفذها بعض القتلة والمجرمين ممن يختفي وراء الأحزاب الحاكمة اليوم (ولا استثني حزبا معينا بذاته ) من الذين يتذرعون باسم الدين أو الطائفة أو التعصب القومي .. لتبرير القتل والجريمة بحق فقراء وكادحي الشعب العراقي المظلوم .. الإرهاب والجريمة عملة ذات وجهين .. أي إن الإرهابي المجرم تراه ينتمي لأحد الأحزاب الحاكمة كغطاء وبنفس الوقت هو عميل مرتبط بجهاز مخابرات أجنبي وينفذ تعليماته وأجندته الخاصة بتلك الدولة ..ولهذا اعتقد إن المحاصصة الملعونة هي أس البلاء فيما نحن فيه لأنها سهلت اندساس الكثير من العملاء إلى الوزارات وأجهزة الدولة الحساسة تحت مختلف الذرائع وهذا موضوع معقد وطويل يحتاج إلى بحث خاص .. وأذا أردنا النجاح في القضاء على العمليات الاجرامية ذات الطابع الذي اسميه ( الصدمة والرعب )وكما يحدث في الأيام الدموية ..علينا إن نتخلص من المحاصصة وعلى الأحزاب إن تتخلص من العملاء المندسين في صفوفها وبذلك سننظف الوزارات والأجهزة الحساسة من العملاء المندسين .. ومن يتصور إن الاختراقات فقط في الأجهزة الأمنية فهو واهم أو مغرض بل هذا تجني ودس على الأجهزة الأمنية للنيل المتعمد والمقصود منها.. والأمثلة على ذلك أكثر مما تحصى أو تعد ولامجال لذكرها
إن أهداف العمليات الاجرامية والإرهابية عديدة ولايمكن حصرها بهدف واحد ولكنني اعتقد إن احد الأهداف المحتملة لتفجيرات الأحد الدامي كانت وزارة العدل .. واحد أهداف تفجيرات الثلاثاء هي المحكمة الجنائية .. فهل كان استهداف هذين الهدفين عشوائيا .. ؟؟؟ لا اعتقد ذلك .. وإنما رسالة إلى من يهمه الأمر كما أظن واعتقد .. حيث من المعلوم والواضح هناك تلكؤ وبطأ في التعامل مع ملفات المعتقلين الذين يعدون بعشرات الآلاف بينهم الإسلاميين والبعثيين والتيار الصدري والأبرياء المستقلين .. والمتضررين ليس المعتقلين وحدهم .. وإنما عشرات الألوف من عوائلهم واقربائهم وأصدقائهم ( وربما زملائهم في الإرهاب إن جاز التعبير ) وهذه الألوف المؤلفة بالتأكيد يتعاطفون مع المعتقلين .. ولكن وزارة العدل أو مجلس القضاء الأعلى وحتى الحكومة نفسها لم تحرك ساكنا لحلحلة هذا الملف الشائك وإنما يتعاملون معه بطريقة سلحفاتيه تثير الغضب واليأس في النفوس .. وكلنا يذكر ملف التعذيب الذي دفع النائب الشهيد حارث ألعبيدي حياته ثمنا بلا مردود عندما طالب بمحاسبة المسئولين عن التعذيب .. ولفلف القضاء الملف كغيره من الملفات .. مطالبات التيار الصدري لا احد يعيرها انتباه .. قامت ضجة إعلامية في حينها وتدريجيا خمدت ونسي المعذبين وضاع دم النائب الشهيد .. قبل فترة قام رئيس مجلس النواب بزيارة لأحد سجون الرصافة وخرج وهو يئن ويتوجع ويرثي لحال المعتقلين .. وذهب أنينه إدراج الرياح وتلاشى بعد يومين فقط من الزيارة .. وخرجت علينا النائبة شذى العبوسي وهي تصرخ وتنادي بأعلى صوتها .. يوجد 3000 معتقل بلا أوراق تحقيقيه .. فليتصور القاري الكريم هذا العدد الضخم من البشر .. ومن وراءهم عوائلهم وأقرباءهم وأصدقاءهم .. بلا أسم أو هوية أو تهمة وحتى بلا أمل بمحاكمة عادلة على المدى المنظور ..علما إن مجلس النواب اصدر قانون العفو العام للتخفيف من هذه المشكلة ولم نسمع سوى التصريحات للقاضي عبد الستار البيرقدار ولازالت المعتقلات مليئة بمعتقلين لم يحاكموا.. ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى ومثلما يصفهم العراقيون ( إذ ن من طين وإذ ن من عجين ) .. يتمتعون بالعز والرفاهة وراحة البال في المنطقة الخضراء أو خارج العراق .. وسؤال بسيط اطرحه عليهم كيف ينامون الليل وربما بين هؤلاء المعتقلين .. عشرة أبرياء لا أكثر محجوزين ولعدة سنوات بالمعتقل بلاذنب أو جريمة ارتكبوها ؟؟؟؟ .. وكيف سيلاقون الباري عز وجل يوم الحساب ؟؟ هذه المبررات هي التي دفعتني للاعتقاد كسبب لا استهداف الوزارة والمحكمة .. ولابد للعدالة أن تطبق ضمن توقيتات معقولة ومقبولة إنسانيا وقانونيا ..لينال القتلة والمجرمين القصاص العادل ..ويطلق سراح البريء وإزالة احد أسباب الاحتقان الشعبي ..
وقد يسأل سائل وما الهدف من استهداف بقية الأهداف كالخارجية والمالية والداخلية ؟؟ الجواب انأ لا اعرف بالتحديد .. ولابد لمخططي الهجمات غايات وأهداف محددة .. والمفروض بالأجهزة الأمنية والقوى السياسية والمخابرات العراقية معرفة هذه الأهداف..فأن لم تستطع لوحدها فعليها الاستعانة بالمخابرات الأمريكية التي لديها من التكنولوجيا الحديثة والمعلومات التي جمعتها عن العراقيين طيلة هذه السنوات بحيث تعرف (ألبير منو اللي حفره والنغل منو اللي بزره ) حتى البصمات الوراثية لإفراد العوائل التي داهموها وعائلتي من بينها .. وهذا ليس بسر .. المواطن العادي مقتنع إن جريمة الثلاثاء لن تكون الأخيرة .. وسيعقبها خميس و جمعة وسبت و اثنين .. لكي تكمل دموية بقية ايام الأسبوع ولاسيما وأمامنا ثلاثة أشهر للانتخابات حبلى بالإحداث والمصائب ما دام الصراع على المناصب والامتيازات والفرهود مستمر ..أما شعبنا المظلوم فسيدفع فاتورة الدماء والأشلاء التي تتناثر في الشوارع من خيرة شبابنا ونساءنا وأطفالنا الأبرياء .. أما نوابنا ووزراءنا الأشاوس سيظلون يزعقون ويصرخون ويكيلون التهم لبعضهم أو للآخرين ويطالبون الوزراء بالاستقالة وكلها مسرحية وتمثيلية ومزايدات انتخابية يعرفها الشعب جيدا ولكنه مسلوب الإرادة كما كان ايام صدام حسين فلابد لليل إن ينجلي ولابد للشمس ان تطلع على الحرامية وعندها يقدم لهم الشعب فروض المحبة والطاعة والعرفان بالجميل وعلى الطريقة العراقية المعروفة.. للخدمات التي قدموها للشعب .. أنهم جميعا مسئولين عما يحدث للمواطن البريء .. فقر وجوع وحرمان ..قتل وتهجير.. إذلال واستهانة بالكرامة والحرمات ...لقد طمى الخطب حتى غاصت الركب .. هبوا واستفيقوا يا عرب
وحسبنا الله ونعم الوكيل .. وإنا لله وإنا أليه راجعون .. وتغمد الله شهدائنا الأبرار برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته وشفى جرحانا .. ولعنة الله على القتلة المجرمين مهما كانت أهدافهم أودينهم وطائفتهم أو قوميتهم..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل حقا لا يعرف الهدف من هذه التفجيرات ؟؟؟
مواطن من بغداد ( 2009 / 12 / 10 - 05:39 )
سلاما سلاما
اقول ان كاتب السطور بدأ بمقدمة جيده ولكنه القى اللوم على الحكومة وهي فعلا حكومة محاصصة يتقاسمها الطائفيون سواء من السلاجقة التي مهمتها النقض او من الصفويين الذين اشترت ذممهم عروبة الطائفه والمعروف ان العمليات لا تستطيع ان تنفذها الاحزاب الحاكمة سواء من اتفقت كلمتهم على تقويض دولة القانون والهدف من هذه العمليات هو صناعة العصيان المدني ولو بموت الالاف من الابرياء....حين يظهر نائب رئيس الجمهورية يتكلم بكل راحة بال المهم لديه ان ينتصر وهو بلا شك لديه الدعم المادي من السعودية والدعم اللوجستي من عروبة الطائفه وقد انضم اليه الصفويين... إن َ الاجهرزة الاستخبارية الصدامية تعمل بكل حرية لانها ضمن أجهزة الدولة أدخلتهم المحاصصة اللعينه...ان العمليات قام بتنفيذها من سكنة تلك المناطق.. اذن لاول مرة يتفق فيها الصفيون مع السلاجقه لتقويض دولة القاتون انهم نفس الاعداء الى الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله


2 - من اين نبدأ
احمد أبو العلا ( 2009 / 12 / 10 - 13:30 )
تحية للسيد الكاتب , ولكنك ياسيدي فسرت الماء بالماء ورددت نفس عبارات الحكومة والبرلمانيين الخائبين في القاء اللوم والتهم حال حصول المأساة لكي تنسى بعدها بأيام قليلة انتظارا لمأساة أشد هولا من التي قبلها, ولنعد ونزيد من حساب ماسينا وخيباتنا المتكررة. والحكاية ان من يكذب مرة ويتستر على جريمة نكراء سيتستر على العشرات بعدها, والا قل لي بربك أين من فجروا مرقد الامامين وأججوا الفتنة الطائفية التي اكلت الاخضر واليابس من ابناء الشعب الابرياء؟ واين الوزيرالهارب قاتل ولدي النائب مثال الالوسي؟ أين النائب الارهابي ناصر الجنابي وأين محمد الدايني ومشعان وأين سراق مصرف الزوية وقتلة حراسه المساكين؟؟اين خاطفي وقاتلي العشرات بل المئات من الاساتذة والعلماء العراقيين في وضح النهار؟؟واين واين واين؟ وأيم الله لتحتلبنها دما


3 - جميل وعاشت ايدك
كنزبرا ستار جبار حلو ( 2009 / 12 / 10 - 17:23 )
ان مايمر بيه العراق حالة خطرة ونطلب من الجميع التعاون والحفاظ على ديمومة الحياة ضد الهجمات الشرشة الذي نتعرضها واناشد دولة الحكومة نوري المالكي ايقاف هذه الاعمال وان نتعاون في مسيرة العراق وان نبني حضارة جديدة .وشكرا لكاتب المقالة وعاشت ايدك

كنزبرا ستار جبار حلو
رئيس طائفة الصابئة المندائيين بالعراق والعالم


4 - الكل يعرف من المسؤل
عامر الحداد / ناشط بحقوق الانسان ( 2009 / 12 / 11 - 00:03 )
السيد كاتب المقال المحترم
اقول ان من مسؤل عن الذي حدث ويحدث وسيحدث هو العراقين بصوره خاصه ولا احد اخر
لانهم ناس قررو الاستمرار بوجود الغشاوه على عيونهم بانتخابهم هؤلاء الجهله من افراد الحكومه وتهميش الناس النخبه من ابناء الشعب والذين دفعو عمرهم ثمن غربه حقيقيه لامن ذهب لمصلحه ما في دوله وبقى من اجل ملذاتها .اقول الذي حصل حصل وعلى جميع مثقفي العراق ان ياخذو بايدي اخوانهم في داخل العراق وافهامهم من يفيدهم بل انتخابات القادمه .
رحم الله شهداء الانفجارات وكل شهداءنا الابرار
شفى الله جرحانا
لعن الله قاتلين اهلنا في كل يوم ومن كل منبر

اخر الافلام

.. كنائس دير الأحمر في بعلبك تأوي النازحين من الحرب في لبنان


.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف




.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان


.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي




.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا