الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2009 / 12 / 10
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


سنح الحوار المتمدن لآلاف الأصوات الشعبية الرافضة والغاضبة من التنفس في فضائه التنوير، والتعبير عن آرائها ومواقفها حيال جميع القضايا الساخنة على ساحة هذه المنطقة المسكونة بالخرافات والغيبيات والأساطير.

ولقد أتاح الحوار عبر هامش ومساحة النقد الواسعة للكتاب بتقديم رؤية مغايرة تماماً عن الرؤى العربية التقليدية المتحالفة تاريخياً مع السلفية الدينية، واحتكرت الرأي والتصور والمفهوم والتعبير. فلا يمكن بعد اليوم إسكات الأصوات، والتحكم بطبقة ونغمة الكلام.

هناك الكثير من الأحداث الهامة التي تمر في حياتنا بشكل عام والتي ينبغي مواكبتها، وتغطيتها، وتقديم الآراء المختلفة، بشرطها اللاتقليدي، بشأنها، وهذا ما تفتقر له معظم المواقع العربية الرسمية والإليكترونية، إذ وبرغم الفضاء العنكبوتي فهناك، من لا زال يضع القيود، والرقابة، ويتحفظ هنا، ويحذف من هناك، من دون إدراك لما آل إليه واقع النشر وإيصال الرأي المعلومة، والتي ستصل، وتعبر الحجب والتشفير مهما بلغت، وتطورت أساليب الزجر، والمنع، والتعتيم والإخفاء.

كسر احتكار الرأي، (احتكار الرأي هذا الميزة التاريخية التي قامت بهه المؤسسات الإعلامية العربية الرسمية عبر تاريخها الأسود)، هو أهم ما قام به الحوار المتمدن خلال مسيرته التي امتدت اليوم لثماني سنوات خلت. وقد كان القارئ العربي المتعطش للحقيقة، وللرأي الآخر، مجبراً دائماً، على الاكتفاء بوجهات النظر الرسمية التقليدية المشوهة التضليلية التي لا تساهم في زيادة وعيه، أو مخزونه المعرفي بقدر ما تساهم في تجهيله، والإمعان في تضليله، وتنويمه وتخديره لأن كل هذا يضمن بقاءها واستمرارها، واستمرار الآلهة المخلدين، وتأبيد علاقة العبيد بالأسياد.

فسابقاً، وقبل الحوار المتمدن، كنا جميعاً نستمع للمسؤولين العرب، ونقرأ صحفهم، وننصت إلى منظريهم، ونتابع تلفزتهم، ورموزهم وأبواقهم الأبدية، ونكتفي بالتعاويذ من الشياطين الرجيمة، ونحوقل، ونستغفر لنا ولهم، ونتمتم ونكتم الغيظ، بسبب انعدام القدرة على إيصال تلك الحشرجات المكبوتة وإخراجها من الصدور العامرة بـ"الحقد الطبقي"، والتي تكتنز لاءات الرفض من دون القدرة على البوح بها.

ولنا أن تصور الحياة اليوم من دون هذا الموقع الرائد، مع تلك القضايا اللاهبة، ومن دون مقدرة على مواكبتها، والحديث عنها، وتشريحها، وتقديمها بشفافية بعيدة عن مغالطات ومخادعات الإعلام الرسمي وثقافة الضاد الكئيبة التي كانت تاريخياً ضد العقل، وفي عداء مستحكم مع أي قدر من الحرية والانفتاح. أعتقد أن الأمر سيكون أكثر من كابوس، فلا يوجد اليوم أي موقع عربي آخر يضاهي الحوار المتمدن، ولولا الحوار المتمدن لما سمعنا، وتعرفنا على آراء وأفكار ووجهات كانت في حكم الغيب والتابو والمقدس الذي لا يجب الاقتراب منه من قبل طبقة "العوام".

إنه عصر الحوار المتمدن، عصر التعبير والانفتاح وحرية التعبير والكلام، الذي يقول وداعاً إلى أيام السلف وأيام زمان أيام حكواتية مولانا السلطان. فهل هناك من لا زال يتوهم أنه ما زال يعيش تلك الأيام، ويحاول تجاهل وعدم إدراك تلك الحقيقة المؤلمة والصادمة، ونكابرة الانصياع التام لهذه المتغيرات التي تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصدق
النيل نجاشي ( 2009 / 12 / 10 - 11:50 )
نحن نعرف الحوار المتمدن بفضائله ومآخذه ونعرف الكتاب الذين يحابون من يختلفون مع مباديء الحوار المتمدن ، ويلعبون علي حبال الكلمة الحرة قفزا من يمين ليسار لوسط وبالعكس .. بينما حدد الحوار المتمدن موقعه في اليسار فقط
تحياتي وتمنياتي الطيبة لكل متمدن حق ولكل محاور صادق


2 - أوقفوا الحجب عن الحوار المتمدن في سورية
غيلان الحديثي ( 2009 / 12 / 10 - 15:19 )
ايها الاعرابي الممانع في قلب عاصمة الجمود والتجدي .. نضال لا غبار على ما قلت .. لكني استحلفك بما تملك ان تخبر اوصياءك في سورية الاسد ان يكفوا عن حجب الحوار المتمدن في سورية
استغرب كيف انك تستطيع فتح موقع الحوار وانت في سورية فقد كنت قبل شهر في زيارة لدولة ال الاسد فلم استطع الدخول الى موقع الحوار المتمدن والتفاعل معه بسبب الحجب المبرمج
لا ادري يا سي نضال كيف تدخل وتكتب ما تكتب سواء اختلفنا او اتفقنا معك بالرأي ، ام ان الاجهزة الامنية والرقابية تفتح موقع الحوار المتمدن خصيصا لك وحدك دون سواك؟؟؟؟؟؟
فيـــــــــا نيـــــــالك
كل عام والحوار المتمدن بألف ألف خير


3 - صديقي نضال
عاطف الكيلاني ( 2009 / 12 / 10 - 15:39 )
اشاركك الرأي يا رفيقي وكم كان تأثير هذا الموقع ( المتمدن فعلا ) على اصحاب الفكر الحر في الأردن مثلا ... فتحية صادقة لكل من يقف وراء هذا النجاح , الذي هو بالتالي نجاح للفكر الذي يمثله الحوار المتمدن
تحياتي نضال


4 - صديقي نضال
عاطف الكيلاني ( 2009 / 12 / 10 - 15:40 )
اشاركك الرأي يا رفيقي وكم كان تأثير هذا الموقع ( المتمدن فعلا ) على اصحاب الفكر الحر في الأردن مثلا ... فتحية صادقة لكل من يقف وراء هذا النجاح , الذي هو بالتالي نجاح للفكر الذي يمثله الحوار المتمدن
تحياتي نضال


5 - اتهامات جاهزة
كردي سوري ( 2009 / 12 / 11 - 17:09 )
يفترض بمن يكون ضحية للاستبداد ان يكون ديمقراطيا ومنفتحا على الاخر مهما كان ذلك الآخر
شخصيا قد اختلف كثيرا مع بعض اطروحات نضال نعيسة او اكثرها ولكني لا اشك ابدا في وطنيته
من انا حتى اوزع الوطنية على الآخرين
يعرف الجميع ان هناك عشرات المواقع المجانية التي تسطيع من خلالها الدخول الى كل المواقع المحجبة في سورية ولا يحتاج الى دعم جهاز امني
اخترام الرأي الآخر ليس مجرد كلام ننطق به ، بل حين نحترم الراي الذي نخافه ونجله ونستمع اليه خاشعين
تحية للحوار المتمدن فقط


6 - مشاركة مغربية
سفيان ( 2009 / 12 / 12 - 09:51 )
أرى أن الحوار المتمدن وبدون شك أسلوب حداثي يفتح شحية الفكر ويشرح الصدر لمن هم وجدوا صعوبة في تفجير طاقاتهم وردود فعلهم تجاه القضايا التي يعيشها العالم العربي اليوم وأرى أن السيد نضال المحترم نسي دور السلف في تحرير الفكر أمثال ابن خلدون وابن تيمية وابن رشد وغيرهم ليأتي اليوم ويتحدث عن رؤية جديدة للفكر بعيد عن ماذكرهم بالسلفية الدينية والرؤى العربية التقليدية ونسي أنهم هم أساتذتنا الكبار الذين شرفو الفكر الاسلامي والعربي وهم السند والحجة على الفكر الحر الذي يتشدق به استاذنا المحترم وتحية .

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا