الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر

مالوم ابو رغيف

2009 / 12 / 10
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


الكاتب كالزارع والفكرة كالبذرة إن توفق زارعها في اختيار حقلها موقعا وتربة، نمت وترعرعت وازدهرت وأعطت محصولا وفيرا، وألا تغربت وانزوت وذبلت وأهملت وضاعت في زخم ازدحام الطحالب والأعشاب الضارة. كذلك هي أفكار التحرر والانعتاق من قماقم الدين والتعصب القومي والانغلاق الطائفي لا احد يعبا لها إن نشرت في مكان غير مناسب، ستبدو يتيمة لطيمة، ستكون مثل ضيف بلا دعوة منزوية في ذيل الديوان وليس متصدرة مقدمته. وقد تستغل بشكل يختلف عما أراده الكاتب، قد تُستغل لتكون موطئ قدم لشن حملة ظلامية ضد الحرية والعلمانية وضد الفكر التنويري ويكون ضررها ربما أكثر من نفعها. على عكس إن هي زُرعت في حقل التمدن، حيث فكرة تسند فكرة ورأي يتكاتف مع رأي والاختلاف لا ينكص سير القافلة إنما يعطيها دفع إلى الأمام.
الساهرون على الحوار المتمدن هيئوا الحقل وعزقوا التربية وأعطوا الحرية لزراع الفكر في إن ينبتوا أفكارهم في حقول المعرفة المختلفة، سياسية وأدب وفن وفلسفة وشعر وفكر،فتربة الحوار المتمدن صالحة لكل بذور الفكر وليس هناك من حواجز وليس من ممنوعات إلا حاجزا واحدا إن لا يساء إلى احترام الإنسان وان لا تستغل الحرية الفكرية للتجريح الشخصي.
في حقل الحوار المتمدن للكل حرية الزراعة وللكل حرية اختيار النوع، ولن يطول موسم الحصاد، فالمحصول تعلو بيادره، شاهقة عملاقة، عدد لا يحصى من الأفكار والآراء والاستنتاجات والبحوث و مئات القراء والزائرين، تؤثر وتتأثر، تحكم وتقيم وتنتقد، تُغني وتطور، تفيد وتستفيد، عملية متشابكة مترابطة من جدلية العلاقة بين الموقع والكاتب والقارئ والمعلق والفكر.
على عتبة الحوار المتمدن نودع الاغتراب، ننزع معاطفه ونلقي بحقائبه التي رافقنا حتى في أوطاننا، فليس من رقيب يرافق الخطى ويسجل علينا شعورنا الإنساني كخطايا، وليس من خوف يخرس الفم ويوقف القلب وليس من مطرقة تحطم اليد والقلم. الكل في حقل الحوار المتمدن زملاء وأصدقاء، ليس من غربة ولا من اغتراب، فالكلمات طيور والأفكار براعم وزهور.
في حقوله الفكرية المتنوعة يعترينا شعور بأننا في حدائق بيوتنا المزدهرة المتوهجة المشرقة، فتأخذنا غمطة الفرحة بان لنا أيضا جزء من مساهمة في هذا الوهج الفكري المتألق دائما.
للساهرين على إن يبقى الحوار المتمدن فردوسا للفكر والمعرفة، إن تبقى أجوائه نيرة مشرقة منعشة، لكتابه الزملاء والأصدقاء والقراء الذين هم شريان نجاحه وتطوره، لأدبائه وشعراءه ومريديه تحية حب وتهنئة قلب في ذكرى انبثاقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصف مثالي لموقع الحوار المتمدن
مايسترو ( 2009 / 12 / 11 - 09:10 )
لقد أجدت يا أستاذ مالوم في وصف حال الحوار المتمدن وكينونته، فلك الشكر الكبير ونحن بانتظار إحدى مقالاتك الناقدة واللاسعة للأحوال التي وصلنا إليها، فقد تأخرت هذه المرة في إتحافنا بإحدى روائعك التي نستمتع في قراءتها، فعد إلينا في أقرب فرصة ممكنة أيها المبدع.

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس