الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستمناء آخر

جلال نعيم

2004 / 6 / 16
الادب والفن


الى عبدالهادي سعدون
المُنتحَل دائما ..ً



ربما في ليلة اخر
هنا او هناك
او ربما في بغداد .. نلتقي
برودة الغرفة الهادئة ، ترفع حرارة الجسد ،
جسدي ، ربما ، او جسدك ، او جسد الفراش الذي سننأى عنه في حمأة الذاكرة
الذاكرة الملتصقة بدفء الشفتين
لن امسك يدك
وساقاوم عبير انفاسك للحظات ممتدة كأبد آخر
أبد" بتنا نفقه معناه من كثرة المعاشرة"
- وهل هنالك ابد اطول من فراق ؟
سأدنو منك
اشعل سيكارة وامنحك اولى انفاسها
منفضة السكائر جدار يمتد ليؤكد مسافة اللقاء
يرسم حدوده
ويحدد فضاء لقاءنا
هكذا انت دائما ، معك تكتسب الاشياء رموزها الخاصة ، وترتدي دلالات لا سابق لها
اقول لقلبي إبدأ
تقولين لصوتك ان يرتعد
ولشفتك السفلى ان ترتجف
احدثك عن اشياء لا علاقة لها بنا اللحظة
تستعذبين ذلك
مثلي
نحن في صلب الاشياء اذن
يلتف واحدنا على الآخر
بحمٌى الذاكرة
ربما ذاكرة الفضاء الابيض
او ذاكرة احتشاد الاشياء باللامسميات المتراكمة

هكذا احاول استيعابك ، مرة اخرى ،
نفسا نفسا بانتظار الصهيل ..

أُقلٌب اشيائي حرفا حرفا بحثا عن التفاتة او معنى

اقلٌب صمتي
او قسوة هذياني كي اصل اطراف سرير رتبته ايد غريبة
تجلسين ، على طرف منه، خجلة،
اكثر هولا من فراغ مستحيل ..


كنت تتحدثين بانطلاق ،وما كنت تتظاهرين ، محاولة تجاوز وطأة الوقت / اللحظة / او ربما هي الأبد ايضا ..
بينما كنت اٌنصت لالتماعة ومضت منتصف الرغبة
أٌوشك ان اتنفٌس ،
والدفق يتخافق في رأسي ،
رأسي المثقل ، ماذا تفعل كلٌ هذه الحشود
فيه ؟

أفرٌ مرٌة اٌخرى
أذهب الى الثلاجة ،أحضر قنينتي "أمستل"
بينما يغط انفي بين نهديكِ ،
ألمّهما براحتي يديّ ،
وأعبُّ القاً مُدوّخاً ،
أجسّهما بدفء أصابعي ..
أقول : _ بردت ..!
وأُشير ُ ألى البيرة ، على الطاولة ،
تجيبين بنظرة
ونصمت ،،


شيء ما تغيّر
(لو قلت لك ربما لقلت : أشياء !! )
" كم تخيفني هذي ألأشياء 00
أقول لنفسي : ربما
وتردّين بمثلها بالألمانية أو بالتركيّة أو الإسبانية
تردّين بمثلها بواحدة من هذي الأشياء 00


أشتهيكِ
اتريدين أن أقولها لكِ
مرّةً أُخرى بينما لهاثي
يغوص
عميقا
بين حلميكِ ِ
قلت لكِ ، على الماسنجر ، مرّة :
مشكلتنا إنهم أكثر دقّة ،
أكثر حسماً ،
وربما أكثر بلادة !
أعني: أكثر تقنيناً ، وأكثر يقيناً أيضاً .. !
أعني: يصبّون الأشياء والمشاعر في قوالب باهتة ،
وينتهون منها:
أن نلتقي أو أن نفترق
أن نمارس " الحبّ " ألآن ، أو بعد ساعة ، أو غداً ..
أو ربمّا نتفق على موعد ولو بعد سنين 00!
ننام الآن ونصحوا وبعدها لنفترق 00
ليس مهمّاً 00 أو ربما لافرق
عملها ، تتناسل : EVER وهنا تعمل ال


WHENEVER
WHATEVER
WHOEVER
HOWEVER…ETC
بينما كل ما نريده نحن هو
FOREVER ال
ربما لهذا بتركون لنا " دكتاتوريّاتنا "
وينفردون ب "ديموقراطيّتهم"
بينما نشترك بنسف ايّ فضاء آخر 00


ألم أقُل لكِ " أنّ ألإستمناء قدرنا "
وهو " عكّاز سعاداتنا العرجاء " !؟
ردّد يومها الماسنجر ضحكتك :
" ههههههههههههههه 000 "
لكنّي كنتُ حزينا ، وما كنت " مُنكّتاً " :
" أليست الديموقراطية ، هي ألأخرى ، إستمناء
على الحرّية ؟! "


ها انتِ ذي
تستلقين على صدرك ،
اداعب رقبتك بشفتي
ومستنشقاً مرتفعات عطركِ
أهيم احتراقاً
أو هكذا أتوهّم
( ما سمعت لكِ أنيناً مثل هذا من قبل ! )

هاهو ذا دمي يخفق نعومة حضورك،
أعبُّ البيرة وترتشفين شيئا منها ،
ونضحك محتفلين علّنا نبدد
غيوما التفّت ، عميقا ،في رؤوسنا 00
يوم كنتِ تتأبطين ذراعي اليمنى ونطوف الشوارع
( أكانت شوارع بغداد تلك ؟
ربما 00
ما كان يهمّنا
" بغداد " باتت تكتسب دلالات أٌخرى 00
" اخرى " 00 اتعني الحرب ؟ أم هو الحنين ؟
أميركي ، شاب وأبيض مثل فراغ داكن ، يسألني :
فأقول " من العراق "
تستفزّه الإجابة : " من الفالوجة ؟ "
" إشجابك ولك على الفالوجة "
أضحك بصمت ولا أُجيب 00)
كنّا صديقين ، مجرّد صديقين ، او هكذا اردنا ، او ربما هكذا تعاهدنا بصمت ، وكانت لي حماقات هنا وهناك ، اشعر بالكفاية منها - على قلّتها ، الا انني لسبب ما ماكنت اشتهيك ، ربما هو الخجل ، او الشعور اللاحق بفوات الأوان ، مَن يدري 00 هي اشياء ربما تحدث 00 كنت أٌحدثكِ عن " حماقاتي" وتضحكين ويلامس زندي طيف حلمتكِ اليسرى فأشعر بالدوّار ، تضيق سماواتي ، وترتجف أرضي وذراعي وآلهتي وصوتي 00 أيّ غباء يعقد أجنحتي 00 أيّ موت 00
ما كنت أجرؤ ، أو ، ربما ، ما كنت أريد 00 وكان ذلك غباء آخر ألآن بتُّ أتحسّس عمقه وأعرف مدياته ، بينما اسند ظهري على الطاوله ، وأستنشق هواء الغرفة المُعبأ بأنفاسك 00
ماذا لو عانقت شفتي حلمتكِ اليسرى ألان
ماذا لو غارت اصابعي اسفل تنوّرتكِ ألان بصمت ، بتوجّس ،
بلهفةٍ للإكتشاف ،
سأمنح نفسي حقّا منحتِه لغيري ،
سأتأمل إرتعاشة شفتيكِ
عيناكِ وهما تغوصانِ في غيبة ما ،
في حلمٍ كم وددتُ معرفة ابعاده وجذوره ،
ستتمادى شفتي في النزول اليكِ سلّمة ،
سلّمة ،
علّها تصل اليكِ ،
هكذا أترنّمكِ حرفاً حرفاً ،
وأقول :إشتقتُ إليكِ وانا احمل حقائبك في المطار
إشتقتُ لكِ وسيّارتي تخترق الزحام ( هل كان زحام لوس أنجلس ذاك ؟ )
اشتقتُ وأنأ اقبّل أصابعكِ ، وأنا أبتاع البيرة ، وأنا اعود للسيارة وأجدكِ متوردة فيها ، إشتقتُ وأنا أدير المفتاح ، مفتاح الغرفة التي هي غرفتنا ألآن ، حيث لا شيء غير صوتكِ وأنفاسكِ يسوّران عالمي المجروح بالفقدان ،
( إذا لم تأخذني
بكلّيتي
فسأُعتبر مفقودة في هذا العالم )*
هكذا تتحوّل ألأشياء ، بحضوركِ ، الى واقع مدهش :
قناني البيرة ، أزرار قميصكِ ، دخان سجائركِ ،
وذاكرتنا الصغيرة المُتربة 00
ألآن فقط يفقد الزمان أبعاده
يمسي حاضراً فقط
وهو كل ما نريد 00
طاقته الوحيدة المتفرّدة ، ولا شيء غيرها


ولكن للذاكرة شهوتها ، هي ألأُخرى ،
فكم إفتقدتها ، هذه ألأصابع ، أصابعكِ ،
( ربما بإمكاني تقبيلها ألآن ؟ 00 هكذا ببساطة !! )
بينما كانت بعيدة عنّي ، حدّ الجوع ، حدّ ألإنسحاق ، يوم تلقفني جند إستخبارات الفيلق الثالث على أطراف كركوك ، وبينما غابت اصواتهم في لُبّ العتمة ، ولم يتبقّ لي غير صرخات محسن علي الملسوعة بالكهرباء ، وبينما كنت مُلقى ً كعصفور دهمه البرد في عراء ، تذكرت أصابعكِ 00 وما كنتِ هناك 00
بعدها بعام تقريباً ، وبعد ثلاثة أشهر من إطلاق سراحي ، إلتقينا ثانيةً ، كنتُ خائفاً ومتشككأ ، ولولا إلحاح أحد ألأصدقاء ووصفه للهفة دموعكِ لما حضرت، كنتُ خائفاً ، على نفسي وعليكِ ، وعلى الدنيا بأكملها ، كنتُ مُشبّعاً بفائض القمع 00 كنتُ أحدٌ ما رسمه صنع الله إبراهيم في " تلك ألرائحة" أكثر منّي ، أضحك بقلق وأصفن بإنفعال ،وأقول لنفسي " مالذي ترجوه منّي هذه المخبولة ؟!! "
كنتِ المخبولة ، وما كنتُ أكثر من " ميرسول " كامو في ظهيرةٍ جزائرية 00
بعدها بأشهر تتالت الخطوات ورائي ، وتشابكت العيون مُتخذةً منّي نقطة الصفر ، وما عدت أكثر من صفرٍ إزائي ، وهكذا لجأت ،حتى بلا حقيبة ، الى " سليمانيّة " عام 1996 ، ورحتُ أنفخ في فم إلإذاعة : " حزبي كومونيستي كريكاري عيراقا "
بينما تردد رفيقتي الكرديّة " حكومتي بعسّ " طوال النهار ، وأسمعها "بعص " بإذني التي فقأتها الصفعات 00
ثمّ جاء "ماراثون " ألأكراد الثالث (هل عليّ ان أنزف لكِ كلّ ذلك ؟ )
وودّعتنا "السليمانيّة " بقذائف مدفعيّة الثالوث القومي :

صدّام

ألبارزاني+ الطالباني

شعبٌ من الحفات ، نتسلّق جبال كردستان ، " تلحقنا القذائف " . قلت لرفاقي مرّة ، وقد ناطح الجبل السماوات :
_ أُششش 00 لا توقظوه 00 فالله أسفلنا 00 نائم !!
علّق أحدهم 00 أجبته بضحكة وأنا لا أدري إن كانِ قد سخر منّي ، أم منه ، أم منّا جميعاً ، 00 أقصد من كل شيء !
وبعد ثلاثة أيّام ، كانت " سيران بند " إيران ، حيث لم تكن خطب "ألسادة " وحدها غير صالحة للإستهلاك البشري ، وإنما لحقتها علب الطعام والماء والافرشة وكل ما يمت ّ للجماهير المسلمة بصلة 00
ثمّ بغداد مرّة اُخرى 00 يوم كانت مظلّة يتسرطن فيها الرعب 00
بعدها عمّان طبعاً حيث " لاغلبة ولا خرا 00"
مروراً ب" أريزونا " حيث " ألأفاعي ليست أكثر قابليّة على التكيّف منّا 00"
وصولاً الى " لوس أنجلس " :
Thank you Bush
أو
Fuck you Bush
ولا ثالث لنا أو لهما 000


أليس إستعادة هذه الدروب
إستمناء آخر ؟

000000000000
00000000000000
كلّ هذا وأنا اكتب لكِ أحياناً
ألرسالة التي أبعثها إلى عنوانكِ في بيروت
تجيبين عليها من " أمستردام "،
والرسالة التي أثسجلها لكِ على هاتف في النمسا،
تجيبين عليها من " مدريد " أو من " برلين " 00
لا يهم 00
فألآن عرفت بأن المدن كالنساء 00 لاتمحو الواحدة ألأخرى
وإنما تنمو معها ، او إلى جانبها ، أو ، ربما ، فيها ،
و إذا ما كان " ألأسد مجموعة حملان مهضومة " فأن الذاكرة هي ألأخرى كذلك00 حيث تكونين أنتِ وزوجتي وتلك المرأة وأخرى 00 وأخرى 00 وحيث بغداد والسليمانية وعمّان وووو 00
واقع ترتقيه القصيدة ولا يملك انفلاتا منها ،
وصمتُ يستحضر أشياءه
دون قمع او مبررات 00
ها أنذا ، اعبُ كأساً من بيرتكِ المُفضلة
وأحلم
بما كان يجدر بنا عمله ،
تحت
خوذة
سماءٍ
ما 00

جلال نعيم
لوس أنجلس
26 / 6/2003









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان