الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زعيم خلية -الجهاد- يستغيث بالرئيس مبارك متسائلا.. هل عقوبة فعل الخير الإعدام دون محاكمة؟

عماد فواز

2009 / 12 / 11
أوراق كتبت في وعن السجن


الدكتور أحمد عبد العزيز عبد المتجلي عبد الهادي "32 سنة ويعمل مدير إدارة الصيدلة بجنوب سيناء وأمين صندوق نقابة الصيدلية" ومقيم بجنوب سيناء ويزور والديه في قرية الحيارية مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية بين الحين والآخر، أعتقلته مباحث أمن الدولة أكثر من مرة ووجهت له اتهامات بالإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وتم نقله إلى جنوب سيناء كنوع من التكدير، وفي يوم 25 أكتوبر الماضي ألقت قوة من مباحث أمن الدولة القبض عليه وآصطحبته إلى الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة في مدينة نصر، وتم التحقيق معه في إتهام جديد لم يخطر على باله إطلاقا وهو الإنضمام إلى خليه جديدة تابعة لتنظيم الجهاد، وهناك وجد احد جيرانه شاب في مثل سنه وقيل له أنه شريكه في التنظيم وانه قد تم القبض عليه يوم 22 أكتوبر – قبله بثلاثة أيام – وأنه هو الذي أرشد عنه بآعتباره زعيم الخلية -، وفي يوم 4 نوفمبر الماضي تم القبض على 19 شاب من نفس قرية الدكتور أحمد – زعيم التنظيم – ومن قرى مجاورة وثلاثة من محافظة الشرقية ووجهت لهم نفس التهمة وهي الإنضمام لخلية تخريبية إرهابية هدفها قلب نظام الحكم واغتيال شخصيات سياسية وقيادية في الدولة.

بعد حوالي 40 يوم من التحقيقات والتعذيب ومحاولة انتزاع اعترافات، قرر الدكتور أحمد كتابة رسالة إلى الرئيس مبارك يشرح له طبيعة موقفة وموقف من معه، وبالفعل حصل أحمد على ورقة وقلم – وهي ممنوعات داخل السجن – وتمكن من كتابة الرسالة، وقام بتسريبها عن طريق أحد مصادره الذين تعرف عليهم في السجن وطلب منه توصيلها لأحد أقاربه والذي بدورة قام بتوصيلها إلي لننشرها لعلمه بأن مثل هذه النوعية من الرسائل أو القضايا عموما ليس لها مكان في الصحف القومية أو المستقلة.

وانا بدوري أنشر رسالة الدكتور "احمد " الموجهه للرئيس مبارك ربما يقرأها ويرى ما يراه تجاهه وربما يتحقق امل أحمد في أن يأمر الرئيس مبارك بمحاكمة هؤلاء الشبان أمام قاضي مدني طبيعي بعيدا عن المحاكم العسكرية أو محاكم أمن الدولة والتي في الغالب لا يتم فيها تحقيق العدالة في إجراءات التقاضي أو تمكين الدفاع من ممارسة واجبه تجاه موكليه والدليل على ذلك عدم اطلاع هيئة الدفاع على أوراق التحقيقات حتى الأن، بل وعدم تحويل المتهمين إلى النيابة حتى الأن، وربما يتم تحويلهم بعد خمس أو عشر سنوات.

يقول الدكتور أحمد في رسالته: صاحب المعالي الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية، تحية طيبة وبعد، أكتب لمعالكم من أسري بمقر الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بمدينة نصر "تقريبا"، حيث يتم التحقيق معي بتهمة الإنضمام لتنظيم إرهابي وتكوين خلية إرهابية لضرب المنشآت الحكومية الحساسة وآستهداف شخصيات سياسية وقيادية في الدولة، بتمويل ذاتي من أموال التبرعات لبناء المساجد التي نجمعها من القرية!، وطبقا لما جاء في محضر التحقيق ليس كل الأموال التي جمعناها من المواطنين بحجة بناء مسجد تم انفاقها على تمويل الجماعة بل جزء منها!!.

وقالت أيضا مباحث أمن الدولة في جملة الإتهامات الموجهه إلينا انها ضبطت أسلحة ومتفجرات وأوراق تحمل بيانات حول التنظيم الارهابي وضبطت اجهزة بحوزتنا – ولم تشير لنوع او طبيعة هذه الأجهزة - و مخططات ورسومات كروكية لتنفيذ مخططاتنا، مشيرة إلى أننا نتخذ من مسجد في المنصورة مكانا للقائنا، واننا نجمع الزكاة ونوزعها على الفقراء ونستخدم جزء من هذه المبالغ في الانفاق على الخلية!، كما تم ضبط مواد كيماوية بمعمل كيمائي يستخدم لانتاج المفرقعات من مواد محلية الصنع كانت مخبأه في مسجد "الحصين الاسلامى" التابع لجمعية انصار السنة المحمدية والمشهرة برقم 585 لسنة 2009.

هذه يا معالي الرئيس جملة الإتهامات الموجهه إلينا، ولي عليها تعقيب ولكم الحكم في النهاية، أولا أنا مقيم منذ أكثر من عامين بجنوب سيناء وذهبت إلى قريتي خلال هذه الفتره حوالي ثلاثة مرات، وأطول مرة قضيتها في القرية كانت أسبوع، فهل يعقل أنني زعيم تنظيم لم أرى أعضاؤه إلا ثلاثة مرات خلال عامين؟ وثانيا هل يعقل أن شاب في بداية الثلاثين ينتمي لجماعة الإخوان – طبقا لتحريات مباحث أمن الدولة – وتم إعتقالي ثلاثة مرات ثم أحول إنتمائي ومعتقداتي وأفكاري إلى تنظيم الجهاد بالرغم من الإختلاف الكلى الذي تعلمه معاليك بين التنظيمين؟، وثالثا هل يعقل أن شخص مثلي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لمدة ستة أعوام ثم أسست جماعة جديدة " مسلحة" وأكون بهذا القدر من السذاجة لكي أجعل من مسجد مشهر وخاضع للرقابة وتابع لأنصار السنه " وهي جماعة سلمية تجيز الدولة نشاطها" مقراً لآجتماعات الجماعة ومخرنا للسلاح؟! وهو مسجد مفتوح ويتردد عليه عشرات بل ومئات المصليين يوميا؟، ورابعا يامعالي الرئيس جميع أعضاء التنظيم وطبقا للتحريات وشهادة أهل القرية لم يسبق لهم أن آلتقوا ببعضهم من قبل إطلاقا وذلك موثق ومثبت من خلال جوازات السفر ودفاتر الحضور والإنصراف في العمل، بالنسبة لي في جنوب سيناء وبالنسبة لمجموعة من الشباب المتهمة معي في القضية يعملون في الزقازيق ولم يذهبوا إطلاقا إلى جنوب سيناء أو حتى المنصورة أو محافظة الدقهلية بالكامل وبالتالي لم نلتقى من قبل، فكيف أسسنا هذا التنظيم؟.

وأخيرا أنا يا سيادة الرئيس كنت طالبا مجتهدا في مراحل الدراسة المختلفة وبعدها تخرجت في كلية الصيدلة وحبي لفعل الخير وانتمائي لجماعة أنصار السنة وجمعي للتبرعات لإنفاقها على أوجه الخير بالإضافة إلى أنني ملتحي عرضتني للمساءلة القانونية، مرة بزعم أنني أنتمي لجماعة الإخوان ومرة لأنني أنتمي لتنظيم الجهاد بل وزعيم التنظيم، أنا يا سيادة الرئيس حرمت من الإستقرار الأسري ونفيت أنا وأسرتي "زوجتى وأبنائي الرضع" وحرمت من أن افتح صيدلية خاصة لي مثل باقي زملائي ثم اتهمت بالخيانة والعمالة والإرهاب، لماذا؟ لأني فعلت الخير؟ وهل يكره أحد فعل الخير؟ وهل السيدة الفاضلة سوزان مبارك المحبة للخير يمكن أن يحاسبها القانون على إحسانها والخير الذي تفعله للمرأة والطفل؟.

ياسيادة الرئيس نحن مجموعة من الشبان ملتزمون بفروض الدين الإسلامي وسنن نبيه، ولم نحمل سلاحا قط "بشهادة أهل القرية" ولم نلجأ للعنف إطلاقا، بل ولم نتشاجر أبدا مع أحد، وكل غايتنا هي حصد الحسنات في الدنيا وفعل الخير، كما يفعل شباب الحزب الوطني في كل المراكز والقرى والمحافظات، ونتبع جمعية مشهره ومرخصة وغير محظورة وهي جمعية أنصار السنة، وعملنا في النور والأموال التي نجمعها لها سندات تحصيل مرقمة ومثبته ويتم مراجعتها شهريا وتخضع للإشراف الحكومي.

هذه يا سيادة الرئيس جريمتنا الحقيقة " فعل الخير، والإلتزام الديني والأخلاقي" فهل نستحق ان نأسر وأن نعذب ببشاعة، لدرجة اننا نعلق من شعرنا ومن أرجلنا ونجلد يوميا ويتم هتك عرضنا بشكل بشع وغير أخلاقي ويتم كهربتنا في أماكن حساسة جدا في أجسادنا "الجهاز التناسلي" وحبسنا عرايا تماما كل خمسة شبان في غرفة مترين في مترين ويتم سكب الماء البارد علينا لدرجة أننا في خلال 40 يوم أصيب بعضنا بالإلتهاب الرئوي والبعض بأمراض الكلى نتيجة شرب البول من شدة العطش ومنع الماء عنا وبعضنا أصيب بالإلتهابات الكبدية "بي و سي" وامراض ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وتمزق الأربطة في القدمين واليدين وغيرها من الأمراض التي لم تتحمل أجسادنا مقاومتها ومقاومة التعذيب في آن واحد، وبناء عليه كتبت رسالتي هذه أتوسل إلى معاليكم أن ترحمونا من حكم الإعدام الذي صدر ضدنا لمجرد أننا إرتكبنا جريمة "فعل الخير" فأغيثنا يا سيادة الرئيس نحن أبناءك ولم نطمع أبدا في كرسي الرئاسة ولا في أي الكراسي لكي يسكننا وزير الداخلية دون حكم قضائي عادل الكراسي المتحركة.

ولمعاليكم وافر التقدير والإحترام، مقدمه لسيادتكم، طبيب صيدلي أحمد عبد العزيز عبد المتجلي عبد الهادي، مدير إدارة الصيدلة بجنوب سيناء، وأمين صندوق نقابة الصيادلة، والمعتقل بمقر الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بمدينة نصر "تقريبا".

هذه كانت رسالة زعيم خلية الجهاد التي تم الإعلان عن إلقاء القبض عليها في أول نوفمبر الماضي، والتي قالت وزارة الداخلية أنهم إرهابيين، ونحن من واجبنا أن نقدم هذه الرسالة إلى الرئيس مبارك بصفته رئيسا للجمهورية ومسئول مسئولية كامله عننا كمواطنين، مطالبين سيادته أن يوضح لنا جميعا حقيقة هؤلاء الشبان، وهل هم مجرمون أم هم ضحايا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا