الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس امرأة بريئة – 3 –

غريب عسقلاني

2009 / 12 / 11
الادب والفن


" الى ريما.. التي يعذبها صقيع الفقد.."

1- سيد اللعبة

يشاغبان الوقت على وجه الحاسوب.. دعته لرشفة قهوة من فنجانها... رشف وقال:
- لذيذة قهوتك..طعمها بخور الصباح!!
غردت على لحن الصباح.. صارت القبلة عصفورة تبحث عن رشفة شوق.. قالت:
- خذ رشفتك الأخيرة!
أغمض عينيه على خدر ولعق قاع الفنجان..
الذي لا يعرفه هو أن ظله افترش حديقة النرجس في صدرها, لأن سيد اللعبة كان لهما بالمرصاد, وربما عمدا قطع الإرسال..

2- صريع..

سألت الصبية عرافة الحي عن معني القبل!!
رفعت العرافة رمش الصبية, حدقت خلف بياض العين.. رأت فتى صريعا.. قالت:
- ماذا فعل؟
- قطف وردة خدي.. سرى فيه عبقي و..
ناحت العرافة:
- ويلي على فتى قطف وردتها.. نام خلف بياض العين. فقتل.
وما زلت الصبية تسأل عن معنى القتل بالقبل..


3- نوم محايد

الوقت يزحف نحو آخر ذيول الليل..
وقفت عند حافة الماء.. سطح البحيرة رجراج يلمع مثل مرآة زئبق مراوغ.. قال:
- اختاري سيدتي الأميرة
- أعبر بي إلى الضفة الأخرى..
قفز عاريا إلى الماء ,صار قاربا ومضى يشق الماء, وقبل أن يصلا الى الضفة الأخرى, صحت على طفلها يتشبث بثديها يبحث عن شبع.. فيما كان زوجها غارقا في نوم محايد تقف على شفتيه ابتسامة هازئة..
لثمت وجه الطفل, فضحك..
وبكت؟؟

4- سر الحرير

كانت دودة القز تتدلل على ورق التوت, تغزل شرنقة من خيوط الحرير.. خلتها حواء قبل أن تهبط على الأرض..
بم كانت حواء تداري عورتها يا ترى, بورقة التوت أم برحيق شراب التوت؟؟ وهل عَلمت حواء دودة القز سر العشق أم سر الحرير!!
قيل..
عندما توسدت حواء ذراع آدم أرهفت السمع لنبض لهاثه سألت:
- ما الذي اسمع يا ترى
قال آدم:
- انه نبض لهاثي يزحف نحو حدائقك الغنية
- الله خلق العشق في جميع المخلوقات
فجأة ظهرت على الأرض دودة تسعى.. حملها آدم.. وضعها على شجرة التوت أكلت الدودة أوراق التوت, وأخذ تصنع شرنقتها استعدادا للصيام..
فجأة خرجت من الشرنقة فراشة قبلت فم حواء وهبطت عل شفتي آدم..


5- المرايا

اليوم نادتني المرايا.. دخلت الحمام قبل أن يتنفس الفجر..كانت رغبتي بالماء الدافئ والصابون عارمة.. كنت جائعة أبحث عن شبع غريب.. دعكت جلدي بليفة خشنة وبقسوة, وكأني أُقشر جلدي من عرق وروائح لا تخصني..
الماء حنون رائق يغمر جسدي يأخذ خبائثه ويغور في البالوعة.. خيل لي أنني أُدع آثامي وخطايا عمري..
خرجت من الماء وقفت وسط الحمام بين مرآتين.. لأول مرة أكون مع ظهري وجها لوجه.. ذعرتُ من بعض احمرار على جانبي ردفيَّ وخصري, وكأن شيئا ما هرشني طويلا حتى أدماني.. ضحكتُ فتغبشت الصورة ساخرة.. أخذني الغضب فعنفتها قائلة:
- لِمَ تسخرين مني!!
قالت الصورة بتحدٍ:
- لأنكِ لست أنا..
- من أنتِ
واستدرت الى المرآة المقابلة فصار ظهري على المرآة الأولى, كان مثل لوح رخام بلوري مشوب بحمرة رائقة.. قبلتني..وخرجتُ إلى حجرتي.. كان هو يغط في نوم عميق.. ويصدر شخيرا قاتلا.. أطفأت النور حتى لا يراني امرأة أخرى غير التي كنتها قبل دخول الحمام.. فيفترسني
لذت بالعتمة يقرعني صوت أمي يأتي من بعيد
- اصبري يا ابنتي ..صار بينكم أولاد, " وظل راجل ولا ظل حيط "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان