الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارية القبطية ولزوم البهوية !

فيليب عطية

2009 / 12 / 11
كتابات ساخرة


لعبت الانثي دورا بارزا في تاريخ الامم والشعوب ، وفي العلاقات بين مختلف الاجناس والاقوام فقد كان اختطاف هيلين سببا لتلك الحرب الضروس بين أثينا وطروادة التي ابدع هوميروس وصفها في الالياذة ، اما اليهود فقد سلكوا طريقا آخر اذ اتوا بسارة زوجة ابراهيم بدر البدور وخفة الشحرور لايملك من يراها الا أن يقع في هواها ،ولأن ابراهيم هنا يهودي ابن يهودي فقد قال لها وقد اضطرته المجاعة للنزول الي مصر للشحاذة :اسمعي يا امرأة ..اذا سألك احد عني قولي انني اخوك لئلا يقتلونني لو علموا اني زوجك ! ويقع فرعون ابو ريالة!! في الفخ فيتزوجها ، ولكن ..في ليلة الدخلة وقبل ان تتم الشغلة ، يضرب يهوه الجبار مصر كلها بوباء الطاعون ، فيعلم فرعون أنه اخطأ ويتوب وينوب ويطلب الاستغفار من الاله المغوار !
فماذا عن العرب ؟ نعلم أنه بمجئ البعثة المحمدية وضعوا الحجاب بينهم وبين اسلافهم حيث كانت الانثي تأتي علي صليل السيوف ووقع سنابك الخيل .. تلك كانت أيام الجاهلية ، اما الآن فيجب علي الانثي أن تأتي علي محفة وحولها البشاير حافة ، وهكذا أتت مارية القبطية !
من بين بعثات النبي الي كل الملوك والولاة علي الشعوب المحيطة بالجزيرة لا يستجيب الا صاحب مصر الذي ضم كتاب النبي الي صدره ، وترقرق الدمع في عينيه وهو يقول : كم كنت اود ان اشهدك يارسول الله ، وقد تحقق حلمي ، اما ما فعله الوالي الغضنفر فهو ابعد مايكون عن الزفرات والعبرات ، اذ يتضح من سياق القصة الملفقة انه تاجر جواري محنك ، وسيرسل الي الرسول لاجارية واحدة بل جاريتين ، ومعهما العسل والمسك وصرة من النقود الذهبية ، وحمار ، وخصي سموه مأبور علي وزن فرفور وبنفس المعني تقريبا الذي لن نصرح به حرصا علي الآداب العامة ، وسوف يلعب كل طرف من الاطراف في تلك الهدية الثمينة دوره المرسوم ، ولكن يحق لنا هنا أن نتوقف قليلا لنتسائل : حقا كان تبادل الاموال والجواري شائعا بين ملوك تلك الفترة ، لكن هذا لم يكن يتم الا بين قوي معروفة قوتها علي وجه الدقة ، وكانت تتم غالبا كحل للازمات ، فهل كانت الجزيرة العربية في تلك الفترة من القوة التي تؤهلها لعلاقات من ذلك النوع مع البلدان المجاورة ؟ كان الرسول في ذلك الوقت اي العام السابع من الهجرة خارجا لتوه من صلح الحديبية ، ولم يكن الامر قد استقام له تماما في ربوع الجزيرة ، ولم يكن أحدا من المؤرخين المعاصرين لتلك الفترة يدري شيئا عما يدور ، والدليل علي ذلك اننا لانجد كلمة واحدة لا عن الرسول ولاحروب الرسول في كتابات اي من المؤرخين اابيزنطيين او الفرس او الشوام او القبط او الاحباش ، وكل ما كتب في تاريخ السيرة كتب بعد قرن من حدوثها وعلينا أن نأخذ بما كتبوه !
المهم .. وصلت مارية القبطية الي الرسول ، وهنا تبدأ اولي الخلافات التي مازالت مشتعلة حتي اليوم .. هل اتخذها رسول الله كزوجة ام كجارية ؟ ولماذا لم تحمل لقب ام المؤمنين ؟ واذا كانت مارية القبطية مصرية فعلا فلماذا اصبحت نسيا منسيا في مصر نفسها اللهم الا من عدة مدارس تحمل اسمها في المنيا مسقط رأسها ؟
ولم تسلم مارية القبطية من حديث افك ربطها بعلاقة جنسية مع مأبور فيصدر امر بقتله ، وفي اللحظة الاخيرة يتضح انه مجبوب بلا عضو ولاخروب
بعد عشر سنوات من تلك الوقائع كان بدو الصحراء يدقون قلاع الاسكندرية ولم يظهر لنا مقوقس ولا مقرطس فقد تقرطس شعب بأكمله !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا