الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق..أما بوابة للديمقراطية..أوللجحيم...!

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إن العراق اليوم ساحة لمعركة لجبهتين متضادتين ؛جبهة مع نجاح التجربة الديمقراطية وجبهة مع إسقاط هذه التجربة خوفا من تبعات نجاحها وهي تجربة تستخدم في معركتها أسلحة عديدة وأساليب متعددة وتصرف وتسفح مليارات الدولارات لإفشالها من الجبهة المضادة ومليارات من الجبهة الحريصة على نجاحها كرد فعل لفعل الجبهة المضادة لها وتقدم تضحيات جسيمة في الأرواح الغالية العراقية وتسفك دماء على يد مجرمي العصر البشعين، لذا العراق بعد انتهاء هذه المعركة أما أن تكون بوابة لديمقراطيات المنطقة لاحقا أو تكون بوابة للجحيم في حالة فشل هذه التجربة وكل الاحتمالات واردة ، أسمح لي أستاذ شاكر النابلسي أن أحاورك من خلال مقالكم المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ25-7-2009(هل أخطأنا في دعمنا للعراق الجديد؟!)فأقول؛يبدو إن صباح التاسع من نيسان 2003 لم يكن لوحده يكفي أن يكون نهاية تاريخ وبداية تاريخ جديد أو نهاية عهد وبداية عهد ومنظر الإطاحة بتمثال الطاغية وتحطيمه في ساحة الفردوس أيضا هو الآخر لم يكن يكفي أن يكون بداية لعهد جديد.
إن الأشخاص مهما طال بهم المطاف في نهاية الأمر هم راحلون ،تشاركني الرأي بأن رحيل الديكتاتور لوحده لا يكفي ؛أنت وأنا ومعنا الآخرون تحمسنا حماسا شديدا لان نرى عراق جديد من خلال نهج ومنهج وسلوك جديد؛يبدو إن الزلزال الذي ضرب التمثال لم يضرب العراق بنفس القوة فلو ضرب العراق لغير سلوكيات الأمس ولامتد أثره إلى باقي دول العالم العربي .
لم تخطيء في دعمك للعراق الجديد والمطلوب منك ومن غيرك من الشرفاء المزيد من الدعم وقدرنا أن نكون جنود في هذه المعركة الشريفة لوضع حجر الأساس للديمقراطية في هذه المنطقة البائسة من العالم ؛فأنت والآخرون ونحن أمام امتحان عسير لاقتلاع جذور الديكتاتورية الممتد عبر آلاف السنين في هذه المنطقة ؛قدرنا أن نكون مع العراق لتتحول إلى بوابة للديمقراطية أو التخلي عنها لتتحول إلى بوابة للجحيم.
إن هذه التجربة زرعت في أرض ملغومة بالدكتاتوريات ؛في منطقة شرها أكثر من خيرها بسبب الأفكار التي عنكب فيها لذا الإيمان بقدرة الشعب العراقي بكافة مكوناته في قيادة المعركة لا يكفي والقضية ليست قضية الشعب العراقي لوحده وإنما هي قضية المنطقة والعالم بأسره وكما تقول(كنا نظن –إن المسبحة سوف تكثر-على البقية الباقية من الأنظمة الدكتاتورية العربية)وغير العربية(وبأن الحملة على العراق ،هي للإطاحة بكل الدكتاتوريات العربية وليس بالدكتاتورية العراقية فقط ،نعم كل الدكتاتوريات في المنطقة لربما في العالم أجمعت على محاربة هذه التجربة الفتية وكذلك موالين للعهد البائد في الداخل وكأن- المسبحة- لا تقبل أن تكون أحد خرزها –تلمع كونه من ذهب-يريدونها-أصحاب الشيطان-سواد في سواد مدى الدهر .
*إن التراث الديكتاتوري أستاذ شاكر الذي تتحدث عنه ليس فقط تراث العراق منذ آلاف السنين وحتى 2003 وإنما هي تراث المنطقة برمتها وفي مقدمتها العراق ،إن أولى الدكتاتوريات ظهرت فيها كان على سبيل المثال سرجون الأكدي يلقب نفسه بملك الجهات الأربعة وكذالك شهدت مصر الدكتاتوريات –الفراعنة-وإيران ،ملوك فرس-الأكاسرة-،وتركيا من خلال خلفاء بني عثمان-الدولة العثمانية التي حكمت المنطقة لأكثر من أربعة قرون.
*كان الكثيرون في العراق لا يرغبون تبديل دكتاتور بآخر عكس رغبة البعض في الداخل وساسة المنطقة الذين كانوا يريدون دكتاتور جديد لا يطال بمخالبه إلا الشعب .
*مطلوب من دول الجوار وبطلب دولي صارم عدم التدخل في شؤون العراق ومحاولة الجماهير عزل القوى العراقية التي تعمل بأجندات خارجية.
*جهات عراقية كانت تحارب الفدرالية في الوقت التي تعمل بنفس طائفي مناطقي وبكائها على الوحدة العراقية بدموع-التماسيح-أنما هو دعوات يراد منها عودة الدكتاتورية والمركزية المقيتة.
*سعت وما زالت أطراف خارجية لتمرير فكرة بأن الديمقراطية تجلب الكوارث على الشعوب وتعمل بمعية الآخرين تأزيم الوضع الأمني بشتى الوسائل الدنيئة.
ما حصل في إيران سنة 1979من أحداث لا يمكن أن يقارن مع ما حصل في العراق ويحصل بعد 2003 من أحداث كان يمكن ربما أن يقارن مع أحداث 1991 –الانتفاضة- لو قدر لها النجاح فهناك فرق بين موقفك النبيل بالوقوف مع العراق بعد2003 وهو واجب إنساني مسئول وبين موقف الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل فوكو فهو وقف مع ثورة أما أنت فوقفت مع عملية سياسية يراد لها أن تكون ديمقراطية فهنا لا يوجد احتمالات انحراف كما تحصل في الثورات أما في الحالة العراقية هناك احتمالين ؛الفشل أو النجاح فلا يوجد من يستطيع أن يسرق التغير إلا إذا أستلم الضوء الأخضر من أمريكا.
فموقفك ومواقف من يصطف مع العراق مبني على:
*دعم مسار ديمقراطي نريد له النجاح.
*المساهمة ولو بقدر في مساعدة الشعوب في التحرر من الدكتاتورية.
*المساهمة في تحطيم(دبابات صدام)فدبابات شاه إيران تحطمت في شوارع طهران أما دبابات صدام بعضها تحطمت سنة 1991 وبعضها تحطمت سنة2003 والبعض الآخر لابد أن تتحطم على أيدي كتاب من أمثالك لان هذه -الدبابات –عبارة عن نهج ومنهج وسلوكيات الأمس.
إذا العالم شاء أن يجعل من العراق بوابة للديمقراطية في منطقة مليئة بالدكتاتوريات عليه أن يقف مع الشعب العراقي فهذه التجربة ليست في أوربا جغرافيا كي تجد النور بيسر فالأنظمة الدكتاتورية في أوربا الشرقية حين تحولت إلى الديمقراطية وجد نفسها محتضنة في بيئة تسهل عملية التحول بعكس البيئة التي فيها هذه التجربة لذا الانتصار هنا له طعم العسل وطعم العلقم للأنظمة التي تتصور بأنها ستظل تضحك على الذقون .
أستاذ شاكر النابلسي لم تخطأ حين وقفت مع العراق لأن العراق في منازلة شرسة تحتاج إلى جهودكم ومضاعفتها وإلى جهود أمثالكم لأن هذه المعركة لو أنتصر فيها قوى الخير نكون قد عدلنا مسار قرون من الظلم والجهل و(خليفة تخلف خليفة)وأن كان جاهلا تمام الجهل بأمور الدولة فالمؤسسات والسلطات والدولة برمتها يراد لها أن تقاد بتوجيهات (السديدة لخير خلف لخير سلف)ويا محلى النصر بعون الله طالما الخليفة بعد كل معركة على قيد الحياة (من عمرنا على عمره!)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكان بلدات لبنانية تتعرض للقصف الإسرائيلي يروون شهادتهم | #م


.. أمريكا ترسل 14 ألف قنبلة زنة ألفي رطل لإسرائيل منذ السابع من




.. هل ستتجه إيران لجولة انتخابية ثانية؟


.. شركة بيانات: مشاهدات مناظرة بايدن وترمب أقل من المتوقع بكثير




.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس