الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارات القوميين

بودريس درهمان

2009 / 12 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



القوميون أين ما كانوا يفضلون دائما تصنيف أنفسهم بواسطة رابطة الدم، أما غيرهم فإنهم يفضلون رابطة الأفكار و رغم أن الفكر القومي هو الآخر نظام للأفكار إلا انه لم يستطع قط عبر التاريخ فرض هيمنته ووجوده على الآخرين إلا بواسطة الخدعة أو الحرب. نظام أفكار القوميين هو نظام دموي على طول. لنأخذ كمثال على ذلك النظام القومي الجرماني المعروف بالنازية. هذا النظام لم يصنعه هتلر، بل هتلر نفسه ليس إلا صنيعة لهذا النظام و مثله مثل موسوليني، ميلوزوفيتش، صدام حسين و آخرون..
تاريخيا ظهور هتلر على الساحة السياسية يعود إلى سنة 1936أما نظام الأفكار للقوميين الجرمان فيعود إلى سنة 1918 خلال هذه السنة عرف النظام الجمهوري الألماني ظهور منظمات تدافع عن الألمان أينما كانوا. كانت هذه المنظمات هي النواة الأساسية للفكر القومي الجرماني
بعد مدة من الزمن من نضال هذه الجمعيات القومية، بدأ تصنيف الألمان إلى ثلاثة أصناف:
1. ألمان جمهورية ويمار
2. ألمان جمهورية الرايش
3. و ألمان المهجر
ألمان المهجر تم تصنيفهم إلى نوعين: ألمان بالدم و ألمان بالجوار. خبراء التصنيف و الايدولوجيا الجرمان آنذاك لم يكتفوا بهذه التصنيفات بل بحثوا بعيدا عن أنواع أخرى من الألمان لتقوية العصمة الجرمانية لقد وجدوا أنواعا أخرى من الألمان سواء بالعلاقة الدموية أو بالعلاقة اللغوية. هكذا وجدوا الدول الاسكندنافية: الدانمارك السويد و النورفيج. بل و أضافوا إلى كل هؤلاء بلاد الأراضي المنخفضة، بلاد الفلاندر البلجيكية و الفلاندر الفرنسية. كل هاته البلدان تم تصنيفها ضمن مناطق العنصر الجرماني..
القوميون هم دائما هكذا. يخلقون التصنيفات الوهمية التي تحتويهم.. على مستوى المخيال؛ فيندفعون في اتجاه عاصفة تاريخية قوية لكي يحققوا ذلك. حدث هذا للقوميين الجرمان، و حدث للقوميين السلاف و هاهو يتهيأ لكي يأخذ مكانته الرفيعة ضمن أرواح و أحاسيس العرب، بل وحتى الصحراويين كذلك....
خسارة ما يسمى بالعرب حاليا هي خسارة قومية و نفس الشيء بالنسبة حتى بالنسبة للقوميين الأمازيغ. خيالات و أوهام الفكر القومي قوية جدا لدرجة أنها قد تأتي على كل شيء على التاريخ والجغرافية كذلك.
القوميون العرب هم من ساهموا في إذكاء حماس و نعرات القوميات الأخرى. هم من ساهموا في إذكاء حماس و نعرات القومية الكردية، هم من ساهموا في إذكاء حماس ونعرات القومية الفارسية وهاهم بأخطائهم التاريخية يذكون حماس وعواطف القوميين الأمازيغ.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي