الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأيام الدامية في العراق

حاكم كريم عطية

2009 / 12 / 11
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يبدو أن مسلسل القتل في العراق يتواصل بهذا القدر أو ذاك، رغم تفاؤل الحكومة وبعض الكتل والأحزاب السياسية ،فقبل أيام طلعت علينا المكاتب الأعلامية للأحزاب والكتل السياسية، لتبشر العراقيين بأنخفاض مستوى اعداد المغدورين ،نتيجة العمليات الأرهابية ،وعمليلت التصفية التحاصصية ،وأسكات أصوات المنتقدين لهذا الطرف أو ذاك .. جهات سياسية !! كتل دينية!! وزراء!! مسؤولين أمنيين !! عصابات منفلتة!! مجرمين محترفي القتل بالقطعة!! والعدو التقليدي تحالف البعثيين وفلول القاعدة !! مندسي دول الجوار!! الكل يعمل دون كلل في قتل العراقيين وترويعهم، بطرق بشعة وطرق مستحدثة لم تعرف بشاعتها المجتمعات البشرية في كل ما مر بها من أزمات وحروب داخلية ، وتحت ذرائع شتى لا تبتعد من شعار المقاومة الشريفة!!! كثيرا فالقتل لم يطأ مجرمي الأحتلال ورموزهم بل ما زال مستمرا في معاقبة الناس الأبرياء ، جموع فقراء العراقيين، نساءا، وأطفالا، ورجالا، وكهول، قتل بالجملة مستمر على طول أيام السنوات العجاف الماضية، وتعدت أيام الأسبوع التي لم يعد المواطن يأبه بها أو يعير أهمية لها ،حين يخرج من بيته حاملا حياته على راحتيه ،أبتغاءا للقمة العيش لأطفاله وعائلته ،هذه الجموع التي لا يمكن لها ألا أن تعمل يوميا لتوفير لقمة العيش، على عكس من يقضي أيامه في دول الجوار، وراتبه يدخل في حساباته البنكية، ويعيش في فلل عمان وسوريا ومصر وأيران وغيرها من أماكن الترف الغنية، يتاجر بدماء العراقيين، ويرسم الخطة تلو الخطة، بدعم كامل من دول الجوار الأمينة والحريصة على مستقبل الشعب العراقي!!! أما سكنة الحي الأخضر كما يقولون فقد أثبتت الأيام أن عزلتهم هذه عن معاناة العراقيين قد كبدت العراقيين الكثير من الدماء نعم مسلسل القتل لن يتوقف وأسبابه لن تنضب ما دامت ظروف أستمراره أكثر تشعبا من ظروف أستتباب البلد ، ومسلسل القتل هذا يعتاش عليه الكثيرين وتذرف دموع التماسيح يوميا من قنوات ومراكز أعلامية كثيرة ومتعددة ومنها ما يطبق المثل الشهير (( يقتل القتيل ويمشي في جنازته) لقد حدث الكثير وتكشف الكثير من خلال أحداث الأيام الدامية في عراقنا الحبيب ، ولم نقف على المجرم الحقيقي ،ومن يقف وراءه ،وراح الجميع يلوم الجميع ويدفع عنه مسؤولية القتل المجاني للعراقيين ، بل وذهب الجميع لجلسة البرلمان العراقي ليوم الخميس لأستجواب المسؤوليين الأمنيين ولنرى جلسة خاصة برئيس الوزراء !!! لأعطائه الفرصة دون مقاطعة!! ليدلي بما لديه، ويعيد نفس الأسطوانة دائما وليبدأ المداحين ووعاظ السلاطين بالثناء والمديح لأستنتاجاته وتحليله وتشخيصه مواطن الخلل والجحور التي ينفذ منها المجرمين و الأرهابيين، ولتطلع علينا البرلمانية سميرة الموسوي كشاهد أثبات لتعيد علينا الديباجة المعروفة والتي لم تأتي بشيء جديد سوى تقديم فروض الولاء لصاحب نعمتها !!! .
وهكذا مسلسل المداحين ووعاظ السلاطين يتكرر بلباس مختلف ولكن الجوهر واحد في صناعة الدكتاتورية وأنظمتها نحن في مرحلة صنع دكتاتورية تحل محل الدكتاتورية التي جثمت على صدور العراقيين ولكم في ما تشهده الساحة العراقية من تجاذبات سوف تسرع في هذا المولود البغيض ولن نرجع ألى المربع الأول ولكن سنعود لزمن ذاق من طعمه الجميع قتلا وتشريدا ومقابر جماعية وأنفال وأقبية وسجون فلا تغرنكم قشور الديمقراطية وديباجة دستور ناقص وضع فوق الرفوف تذكره الكتل السياسية حين تشاء وترغب في محاسبة الاخر .
أن مسلسل القتل نتاج وله أسبابه وتقف وراءه جهات كثيرة مستفيدة ،لن تقف بوجهها الحلول الأنية ومسؤولي المحاصصة ، أنه مسلسل يجب أن يرتقي السياسيين لمواجهته وتحمل المسؤولية، أو كما أشار عليهم العراقيين نساءا ورجالا، أن أتركوا العراق لمن يتحمل المسؤولية بشرف للتصدي للمجرمين القتلة، وأيقاف مسلسل الدم هذا، فلا عيب في الأعتذار عن المسؤولية، بل العيب هو الأصرار على أهدار الدم العراقي ، وهو دين سيحاسبكم التأريخ عليه وأذا لم يوقفكم التأريخ ويستصرخ ضمائركم ،فأن برقبتكم دماء الأبرياء ستحاكمكم بأسم الدين والعقيدة والطائفة والقومية والأنسانية ،ويراقب عملكم العراقيين وهم الناخبين وأصحاب النعمة التي أنتم فيها، والأنتخابات على الأبواب، ألا أذا قرر العراقيين أن يلدغوا من نفس الجحر مرتين!!!!!!!!!!!!!!

حاكم كريم عطية
لندن في 11/12/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة