الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واين صوت المحرمات

جواد وادي

2009 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ها هو المد الديني بصيغته المتخلفة اخذ يزحف شيئا فشيئا داخل الجسد العراقي وبطريقة تتحدى قيم ومشاعر وقناعات الناس من مختلف الشرائح والانتماءات وكأن بي أجد ثلة من المعممين الذين أوصلتهم الأقدار إلى الظهور وسلمتهم مهمة رسم مصير الناس وحشرهم في علبة النزوع الديني المتخلف والكارثي ليس بصورته المتسامحة بل بشكله المتعصب والبعيد عن قيم العراقيين، هذه الثلة بدأت تفصح عن نواياها وتخرج علينا بين الفينة والأخرى بتدابير من شانها أن تنسف كل شئ في العراق وما يحتكم عليه من قيم وحضارة وتاريخ بات في كف عفاريت المعممين ممن كانوا بالأمس ضحايا القمع البعثي وملاحقاته التي طالتهم حتى في منافيهم، ليتحولوا الى أدوات تنفيذ قمع اخطر من النظام الصدامي مستخدمين وسائل الدولة العراقية من أموال وإعلام ومؤسسات ثقافية وتربوية وغيرها لتمرير مفاهيمهم التي يقينا ستكون وبالا على العراقيين ومستقبلهم ورهن الأجيال في قمقم الدين غير المتسامح بصيغته الطائفية المقيتة.
لا يمر يوم إلا وتصل لأسماعنا أو نقرا تدابير جديد تصفع ما يتحقق في العراق من انفتاح على الحياة الجديدة بعد أن خرج من شرنقة الاستبداد والانعتاق من ربقة الطغيان لآفاق أرحب في بناء المجتمع والإنسان بعد أن تعرضا إلى تشويه وخراب ودمار من طرف أشرس نظام قمعي كوني ليطل علينا معممون لا كما ألفناهم من وعي وطيبة وحب للعراق واحترام للنسيج العراقي وفسيفسائه بل بمخلوقات مشحونة بحقد وتخلف وفهم متعصب وقيم ما سمعنا بها من قبل لتخرج علينا بفتاوى وتشريعات جديدة تحيل المجتمع والناس بمختلف انتماءاتهم إلي أتباع ما عليهم إلا الرضوخ إلى ما يرونه المناسب للمجتمع العراقي ضاربين عرض الحائط تاريخ وقيم وحضارة وفكر العراق بطوائفه وأشكاله المجتمعية التي هي في حقيقتها صيغ جميلة ومتماسكة للتعايش والتسامح والمحبة والانتماء الحقيقي للعراق إنما المعممون بتدابيرهم هذه ينوون الى تفتت العراق وتغليب طائفة على كل الطوائف والتكوينات العراقية الأخرى بطريقة وقحة وغبية ودون الانتباه إلى خطورة ما يقومون به من أفعال في غاية التخلف بصيغ استبداد جديدة إن لم يكونوا فعلا مدفوعين بأهداف لأطراف تعادي العراق والوقوف ضد تحرير العراقيين من الفكر الشمولي الفاسد.
ها هي الدولة العراقية تترك هؤلاء يعيثون بالقيم العراقية وبأجندات مخطط لها دون أن تتدخل إذ بدا يدق ناقوس الخطر ليهدد حياة الناس واستهدافهم بقناعاتهم وتبدأ أفكار هؤلاء التخريبية بالزحف في تفاصيل حياة العراقي الذي ما برأت جراحه من الخدوش البعثية الخطيرة.
فها هم ينصبون محرمين للنساء اللائي اقتحمن حصن الرجال لمعترك سياسي يحسب للمرأة في تحررها من الظلم والحيف الذي لاحقها طيلة السنوات السابقة ليأتي المعممون لإذلالهن من خلال تنصيب أوصياء عليهن لحشرهن تحت الوصاية الذكورية في حلهن وترحالهن حتى وان كان المحرمون من المقربين إليهن.
المصيبة أن النساء العراقيات سيما ممن شملتهن الوصاية المحرمية لم يتحركن ولم نسمع أصواتهن الاحتجاجية وكأنهن موافقات على تلك الإجراءات المهينة.
إنها دعوة لكل منظمات المجتمع المدني الفاعلة في المجتمع العراقي داخله وخارجه من اجل الوقوف بوجه هذا المد الخبيث قبل أن يستشري في كل الاتجاهات ليصبح سرطانات خبيثة يقضي على كل شئ.
ولنا عودة في فتاوى كارثية جديدة مماثلة وصلت لأسماعنا توا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟