الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال منذ الأزل ... بساطة في الماضي وإبداعات في الحاضر

سعاد الفضلي

2009 / 12 / 11
الادب والفن



الجمال منذ الأزل ... بساطة في الماضي وإبداعات في الحاضر
ما الجديد الذي يمكن تناوله في مسألة الجمال؟
كان وما زال الجمال سرا ملفتا للنظر ،نرى الجمال فيبهرنا وترتاح إليه عيوننا ،يرسم البهجة على شفاهنا ولا نذهب بعيدا إذا قلنا بان الله جميل يحب الجمال .
من المستحيل إعطاء تعريف للجمال في بضع كلمات تكون وافية كن جميلا ترى الوجود جميلا ... اي اننا لكي نرى شخصا جميلا يجب أن نراه بعين الرضا والجمال حتى إن كان غير ذلك عند البعض . فالجمال مرتبط بالحب لإنك عندما تحب شخص فأنت تراه جميلا بل أجمل الناس. يعتبر الجمال من القيم التي يسعى إليها البشر على اختلاف ألوانهم ومجتمعاتهم وفي مختلف العصور .. وجمال الإنسان في وجهه وجسمه وثيابه وفي أخلاقه وأفكاره وسلوكه وفي صوته وحديثه وغير ذلك .. ويبدو أنه لا يمكن أن تستمر الحياة دون جمال من نوع ما ..
والجمال مفهوم نسبي وغير نهائي ولا يسهل قياسه علمياً .. ويختلف تعريف الجمال ومواصفاته بين الناس ولا يمكن الاتفاق عليه نظراً لاختلاف تكوينهم وتجاربهم وأذواقهم وأفكارهم .. إلا أن المجتمع بظروفه وتكوينه وقيمه الخاصة وميوله ورغباته يمكن له أن يحدد ملامح للجمال .
وإذا أخذنا موضوع جمال المرأة نجد أن مقوماته ومواصفاته تتغير على مر العصور والظروف .. الجسم المكتنز كان نموذجاً عاماً مطلوباً في القرون الوسطى في الغرب ، وكان مصممو الأزياء والفنانون يبالغون في أحجام بعض أجزاء جسم المرأة على اعتبار أن ذلك جميلاً. وأما اليوم فإن التأكيد يجري في الغرب على " النحافة " ونحول الجسم والحقيقة أن التزين والتجمل والبحث عن الجمال أمر فطري لا عيب فيه .. والتأكيد على أهمية المظهر وضرورة الاهتمام به وإخفاء عيوبه وإظهار جماله موجود عند كل الشعوب .. وهناك أساليب متنوعة تهدف لتأكيد الجمال وأناقة المظهر وصحة الجسم والمحافظة على حسن الشكل الخارجي للإنسان وأيضاً السعي نحو جمال دائم ومتجدد .
وتتنوع مظاهر تجميل الجسم والوجه.. ومنها استعمال الخلطات والأعشاب والوشم والرسم على اليدين والقدمين والساقين.
وتتطور نظرة الإنسان عن جسده منذ الطفولة ويزداد الاهتمام والقلق حول شكل الجسد في مرحلة المراهقة حيث تحدث تغيرات جسمية وفيزيولوجية هامة تساهم في تكوين صورة الجسد ونظرة الإنسان لنفسه وهويته الجنسية المستقبلية . وتتشكل صورة الإنسان عن نفسه وتترسخ فيما بعد في مرحلة الشباب .. نسبياً .. وفي مرحلة اقتراب الكهولة والشيخوخة يزداد القلق ثانية بسبب التغيرات الجسمية الحتمية المرافقة للتقدم بالعمر .
وهناك فرق بين البحث عن الجمال والتزين المقبول وبين الإفراط في المظاهر البراقة على حساب المحتوى ويتميز العصر الحديث أيضاً بأنه " عصر الصورة " وفيه إعلاء للمظهر والجسد والجمال .. وقد ازداد الاهتمام بالجمال والتجميل مع تقدم العلوم والطب ، وتوسع نطاق جراحة التجميل ليشمل حالات عديدة تبحث عن تعديل في الوجه أو الجسم .. بعد أن كانت جراحة التجميل مقتصرة على علاج التشوهات الناتجة عن الحوادث والتشوهات. كما تطورت صناعة التجميل ومنتجاتها وأسواقها بدءاً من صالونات الحلاقة ( الكوافير ) إلى مواد التجميل ( الماكياج ) وإلى الأعشاب والخلطات الدوائية والطبية .. وإلى النوادي الرياضية وأجهزة الرشاقة وتخفيف الوزن . وفي المجال الطبي امتد التجميل إلى طب الجلد والعناية بالبشرة واستخدام الليزر وغيره .
كما أن تحسين وتعديل الشكل الجمالي للوجه مثلاً له فوائد عديدة على صحة المرء النفسية والتي نحن بأمس الحاجة اليها في عصر نا الحالي والتجميل في الوقت الحالي له جوانبه الطبية الهامة .. وله جوانب جمالية وشكلية اجتماعية ترتبط بالموضة والسوق والتأثر بالآخرين .. والاعتبارات النفسية تتدخل في الجانبين معاً .. والاهتمام بالتجميل والجمال عند المرأة وعند الرجل فطرة وغريزة ترتبط بحب الذات والتنافس وترتبط بالجاذبية ولابد من التأكيد على أهمية المحافظة على الجمال والمظهر وأن نصونهما .. وأن نهتم بأجسادنا صحة وشكلاً اهتماماً طبيعياً وضرورياً .. وأن نسعد بما لدينا من صحة وجمال .
ولابد من الاهتمام بقبول الجسد وتنميته من خلال الرياضة والطعام الصحي بدءاً من الطفولة واستمراراً في مختلف مراحل الحياة .
ولابد من التعاون بين فروع الطب المختلفة ولاسيما الجراحة التجميلية والطب النفسي إجراء أية عملية جراحية تجميلية لها .. لأن علاجها النفسي هو الصحيح في حالات اضطراب سوء شكل الجسم أو توهم التشوه الجسمي . ويمكن للاستشارة النفسية أن تفيد كثيراً من المرضى الذين يرغبون بإجراء جراحة تجميلية معينة حيث يساعد ذلك على تخفيف القلق الداخلي وتقبل الذات وتعديل النظرة إليها قبل وبعد إجراء الجراحة .. وأخيراً .. لابد من الواقعية في التعامل مع العصر بأفراحه ومشكلاته ، ولابد من تقبل الذات وتقديرها دون غرور مفرط أو يأس قاطع .
د.سعاد الفضلي
كندا في 2009-12-11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب