الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاطي الاعلام العراقي الرسمي مع اعمال العنف

نجاح العلي

2009 / 12 / 11
الصحافة والاعلام


تم تكليفي من قبل احدى المنظمات التابعة للامم المتحدة بمراقبة اداء بعض وسائل الاعلام العراقية ومن بينها قناة العراقية الفضائية التابعة الى شبكة الاعلام العراقي وهي اداريا تابعة للحكومة رغم انها عند تاسيسها اريد لها ان تكون مستقلة ماليا واداريا، الا ان هذا لم يحصل مع الاسف الشديد.
خلال مراقبتي لهذه القناة مطلع العام الحالي وحتى كتابة هذه المادة لاحظت شيئا غريبا وغير مبرر وليس منطقيا اذ وجدت ان هذه القناة في اوقات ما يمكن ان نطلق عليها (الذروة الاعلامية) اي اوقات الازمات والحوادث الجلل كالعمليات الارهابية الكبيرة التي يشهدها العراق او الايام الدامية (الاربعاء والاحد والثلاثاء) تحرص جميع القنوات المحلية والعالمية ان تغطي هذه الاحداث وتحقق سبقا صحفيا وتكون على تماس مباشر مع اهتمامات الناس وبالتالي تحقيق الجماهيرية وجذب المشاهد اليها، لكن الذي حصل ان قناة العراقية اثناء حدوث تفجيرات الاحد الدامي يوم 25/10/2009 والتي راح ضحيتها أكثر من 130 شهيداً ونحو 600 جريح ورغم تسمر المشاهدين امام شاشات التلفاز لمعرفة اخر الاخبار وتفاصيل الحادثة الا ان قناة العراقية طلت علينا بمباراة بكرة القدم مسجلة واظهرت خبرا عاجلا مضمونه (خروج مئات الجرحى من المستشفيات العراقية) ولم تعط اي احصائية عن عدد القتلى او الجرحى حتى لو كانت احصائيات قليلة العدد.. مما اضطر المشاهد العراقي الى التوجه الى قنوات اخرى بعضها محلية وعربية مثل الجزيرة والعربية والبي بي سي والسي ان ان التي نقلت مشاهد مباشرة من موقع الحدث بل ان بعض القنوات الفضائية المحلية ذات الامكانات المادية والفنية والتقنية البسيطة نقلت لنا لقطات مباشرة من موقع الحدث.
وتكرر المشهد نفسه مع تفجيرات الثلاثاء الدامي يوم 8/12/2009 الذي راح ضحيته 132 شهيدا واصابة اكثر من 450 اخرين.. فخلال متابعتي الى قناة العراقية بعد العاشرة صباحا (وقت حدوث التفجيرات) انها اعادت برنامجا بثته في يوم سابق عن اقرار قانون الانتخابات وقدمت برنامجا عن المرور وبرنامجا تراثيا اخر، في حين ان القنوات الفضائية العراقية والعالمية شرعت في تقديم اخبار عاجلة عن الحادث واستضافة الشخصيات السياسية والمحللين فضلا عن تقديم لقطات مباشرة او مسجلة من موقع الاحداث.. اما قناة العراقية فكان الامر لا يعنيها مما افقدها مهنيتها وحياديتها فضلا عن خسارتها لجمهور كبير من المشاهدين الذي توجه الى قنوات اخرى تتهمها الحكومة العراقية بانها غير حيادية وغير مهنية وتستغل هذه الاحداث لتشويه سمعة الحكومة.. اذا كان الامر كذلك فكان حري بالحكومة ان تبادر الى لوم قناة العراقية بعدم تغطيتها هذه الاحداث الجلل التي مرت شأنها شان بقية الفضائيات اذ كان بامكانها ان تظهر صورا ومشاهد دون تعليق.. وتترك الامر للمشاهد لستنتج ويحلل ما يراه.. حتى لا يبدي بعض السياسيين والتنفذين في الحكومة امتعاضه من القائمين على قناة العراقية الذين بامكان تغييرهم وتعيين غيرهم بجرة قلم من بعض المسؤولين عكس القنوات الفضائية العالمية مثل السي ان ان الامريكية والبي بي سي البريطانية ووكالة فرانس بريس الفرنسية التي ياتي القائمون عليها بالانتخاب من قبل كادرها او ان يكون الاختيار مناصفة بين الكادر والممول وبذلك يكون رؤساء هذه المؤسسات الاعلامية يتميزون بالحيادية والمهنية حرصا على منصبهم وحرصا على سمعتهم وتاريخهم لانهم يعرفون ان هناك مراقبين لاعمالهم وليس كرؤساء مؤسساتنا الاعلامية التي يتبوأ مناصب قيادتها اناس اغلبهم ليس لهم لا ناقة ولا جمل في الاعلام وانا اعرفهم شخصيا، بل جاءت بهم الى هذه المواقع العلاقات الشخصية وبذلك يكون الاداء الاعلامي ضعيفا ومتواضعا رغم التخصيصات المالية الكبيرة، ويكون جل همهم ارضاء السياسيين حفاظا على كراسيهم فلا غرابة ان نجد انه حالما يتغير السياسيون تتغير وجوه القيادات الاعلامية في شبكة الاعلام العراقي.. انا قريب من هذا الوسط الاعلامي ولدينا كفاءات اعلامية متمكنة ومبدعة استثمرتها جيدا بعض الفضائيات العربية والعالمية وحصل الاعلاميون العراقيون على جوائز عالمية لكنهم كما ذكرت اغلبهم يعمل في مؤسسات اجنبية، لذلك ووفق هذه المؤشرات انفة الذكر فان الاعلام العراقي لا ينهض وينجح ويصبح فاعلا ومؤثرا على الاقل محليا ومن ثم عربيا واقليميا وعالميا ان لم تكن هناك قيادات اعلامية كفوءة ومهنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟