الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق الحلم ....الى اين؟

حسين صادق

2009 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


محير امر هذا الوطن الجريح لاتفارقه المأساة والجروح منذ القدم .ولكنه رغم الخطوب لن ينتهي اذ كلما تشتد المحن وقال المتصيدون بان شعلة العراق قد خبت وقد انتهى امره يقف شامخا كقمم الجبال
عندما نتامل في تاريخ هذا الجريح نستشف ادمانه على التغيير كا هو شعبه مدمن على السياسة المثقف منهم والبسيط الفلاح والمتعلم. بشعرهم واحجياتهم ونقدهم ومشاكساتهم
لم تسد فيه سياسة واحدة او فكر واحد او دين واحد
بلد يمتاز بالعنف والعنف المضاد منذ الحجاج الى السفاح الى البويهي الى العثماني الى العفلقي الى التكفيري وحتى من قبل ذلك فان امبراطورياته شيدت بسفك الدماء وحروب لم تنتهي وكأن العراق ساحة لتصفية الحسابات ومنطقة صراع دائم بين خصمين لايمكن لهما المصالحة
التاسع من نيسان .حلم العراقيون كثيرا بذلك اليوم الذي يتخلصون فيه من طغمة الاجرام البعثي التي حكمت بالحديد والنار
حلم باستنشاق نسيم الحرية ولينعم بليلة هانئة لم تكتمل حتى صحى على صوت المفخخات والانتحاريين و الضغط من اجل الحرب الشاملة لاستنزاف جميع القوى بلا استثناء وبدا وكان الجميع مشترك بهذه المنازلة الدموية التي لم يكن فيها رابح وخاسر بل الجميع خاسر
تهجير هنا وهجرة هناك وكل يتهم الاخر بالطائفية وافتخر بعضهم بتلك الطائفية واستجدى الاخر عواطف دول الاقليم واشتدت المواجهة واصبحت كل طائفة تنسى او تتناسى بان لها هوية وطنية جمعتها معا في احد الايام
التئمت الجراح وانهزمت فلول الظلام بصحوة فارس اطال السبات حتى سبيت عياله وسلبت امواله وخربت ارضه وبدأت تعلوا اصوات المبعدين عن اللعب وظهرت اول بادرة لدولة قانون في العراق فرض للقانون هنا وصولات هناك للحد من السراق وعصابات الاجرام المنظم. ليتنفس العراقيون الصعداء وتطل بغداد بحلة زرقاء بعد ان صبغت ضفاف دجلة بدم قاني .
أما آن للعراقي بان يكف عن الحلم بايام تخلوا من الدماء والشهداء ام ان اكثرهم يسير على مبدأ الزعيم بقوله الشهداء يدخلون الجنة ام ننافس الجزائر على لقب المليون شهيد واسرهم بالقول لقد حصلنا على القب ودخلنا عالم غينيس للارقام الخيالية بحفظنا لعبارة (كي لاننسى) التي طبعت بمقلة العين وحفرت على الجباه
أما آن للعراقيين بالعمل لإخراج وطنهم من مستنقع الدم
أما آن للعراقيين ان يعوا بان العراق لن يخطوا للامام مادامت المحاصصة والتقسيم على مبدأ الطائفية وتغييب النخب والكفائات
أما آن للعراق بالخلاص من كركوك والكرد والمشكلة التي لم تنتهي منذ قيام الدولة العراقية الحديثة ولن تنتهي الا بالانفصال
أما آن لنا بان نكف عن التشكيك بالاخر وتسقيطه واتهامه بمحاولة دنيئة لحماية الذات
أما آن لنا بان نتخلص من ظاهرة التسلح والتسليح (مرات احس بس انه مو من منتسبي الدفاع والداخلية)
أما آن للقانون بان يطبق على الجميع بدون استثناء وتمتد يد القانون لتحاسب الجاني والمقصر أي كان
أما آن لثقافة الإخاء والتسامح بان تسود وفق هوية وطنية نفخر بالانتماء لها كعراقيين
أما آن للمسئولين بان يخجلوا ويقدموا استقالاتهم أو يجبروا كما فعل نيكسون اثر فضيحة ووتر غريت إذ كم من فضيحة مالية ومهنية وأخلاقية مرت دون حساب قضائي ولا محاسبة للنفس وكان الأمر لايعنيهم ولا يخشون عقاب الله الذي اقسموا بكلامه على الوفاء والنزاهة.
أنا متأكد بان أسلافي كانوا يحلمون بعراق كهذا ولا أتمنى لأحفادي بان يحلموا بتوفر الأمان والكهرباء وارتفاع مستوى الرافدين ووصول الحصة التموينية بكامل مفرداتها بل أن يحلموا بالتطور والتفوق
}ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذنهم بما كانوا يكسبون{ قرآن مجيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش