الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ودول الجوار ما لها وما عليها

عبدالله مشختى

2009 / 12 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


ان علاقات العراق مع دول الجوار شهدت خلال السنوات الست الماضية العديد من المنعطفات والازمات والمشاكل التى اثرت وبشكل كبير على مجمل العلاقات المستقبلية .رغم الجهود التى بذلت ولاتزال تبذل من قبل الحكومة العراقية والادارة الامريكية من اجل حمل دور الجوار العراقي على اقامة افضل العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية واحترام سيادتها الوطنية الا انها لازالت تسير في منعطفات خطيرة وهي تزداد تأزما يوما بعد .ان هذه الدول التى اصبحت تنظر كل منها الى العراق نظرتها الخاصة حيال الاوضاع السائدة فى البلد كل حسب مصالحها التى ترى من خلالها تنفيذ اجنداتها وحفظ مصالحها دون النظر وحتى التفكير بمصالح 30 مليون انسان يعيشون على ارض العراق .بل انهم متفقون فى النظر الى العراق وكانها البقرة الحلوبة التى تحاول كل منها بطريقتها الخاصة ان تحصل على نصيبها دون ان تقدم مقابلا للعراق.
هذه الدول جميعها وكل دولة حسب نسبتها كانت ولاتزال تتدخل في الشأن العراقي كل حسب طريقته وشكله للتأثير على العراق وابقاء الاوضاع متازمة وغير مستقرة ولتكون العراق بحاجة مستمرة لهم في احياجاتها الاساسية منها التدخل في الاطار السياسى بتحريك قوى واحزاب عراقية لاثارة العراقيل والمشاكل بوجه العملية السياسية ،واخرى تدعم المجموعات الارهابية من العفلقيين والصداميين والقاعدة بكل التسهيلات اللازمة من اجل اثارة الفتن والنعرات الطائفية وذبح الارواح العراقية البريئة وسفك دماء العراقيين التى هي رخيصة في نظرهم .و تقدم اموالا ودعم معنوى لقوى الارهاب كلما حقق العراقيون خطوة نحو الافضل باتجاه ترسيخ الديمقراطية التى اصبحت العدوة الاولى والرئيسية لكل دول المنطقة او الجوار العراقي .لما يحمله هذا النهج من مخاطر على عروش وكراسى حكم دكتاتوريات هذه الدول .
فسوريا التي تأوي الارهابيين من البعث المنحل وايران التى ترسل فرقها ومجموعاتها المدعومة من انصارها وتوابعها من بعض القوى العراقية لتخريب البلد، والسعودية التي لاتنفك وتعلن عن مواقفها السلبية الدائمة من النهج الديمقراطى في العراق وسلطتها ودعم مجموعات مناهضةللعراق وكذا دول خليجية والاردن التي تحصل من العراق على ما تريده من النفط وباسعار رمزية وهى الاخرى التي تكون متحفظة وسلبية ضمنا من النظام السائد فى العراق وهي الدولة الخجولة التي تكن الود الظاهري للعراق .
ان الجارة تركيا والتي سبقت قبل اشهر وعقدت 47 اتفاقية مع العراق لتمتيت وتطوير العلاقات العراقية التركية بكل جوانبها لازالت تتنصل من الايفاء بوعودها في اطلاق المزيد من المياه الى نهري دجلة والفرات والتي اثرت انخفاض مستوياتها على الشعب العراقي بسبب التغييرات المناخية التي طرأت على العراق من جراء انحسار الامطار والتى ادت الى تعرض العراق الى موجة جفاف قاتلة .وكذلك السلطات الايرانية التى حولت مجاري انهار سيروان و الكارون والكرخة لايذاء العراق وشعبه رغم الوعود التي قطعها المسؤولين هناك بمعالجتها .
ان دول الجوار العراقي كل منها تنطلق من حساباتها الخاصة في التعامل مع العراق انهم يرون عراقا ضعيفا وغنيا وقد حزم شعبه امره بانتهاج الديمقراطية طريقا ومنهجا وسلوكا له، بدلا من النظام الشمولي الدكتاتوري القائم على اختناق الحريات وكم الافواه وتجويعه وسوق الالاف من ابنائه الى ساحات الاعدام والقبور الجماعية بدون جرم سوى لكونهم لم يرضوا بجرائم وانتهاكات النظام البائد ، ان هذا التحول يمثل الخطر الاكبر لانظمة الدول المجاورة للعراق في زحزحة كراسي حكامهم والضغط عليهم باتباع النهج الديمقراطي والمطالبة بالمزيد من الحريات والمساوات والعدالة في دولهم مما ضاقهم ذرعا بهكذا نظام يقام على بعد كيلومترات منهم لابد وان تنتشر شظاياها وشراراتها الى دولهم ، لهذا فهم لن يألو جهدا في التضييق على النظام القائم في العراق واضعافه ومن القضاء عليه عن طريق مجموعات من اعوانهم عن طريق انقلابات عسكرية وهي طريقتهم المثلى في التسلط على رقاب شعوبهم باستخدام مجموعات عميلة لاجهزة مخابراتهم ويغدقون عليهم العطايا والاموال لدفعهم الى وسط العملية السياسية التي تجري في العراق املا منهم في تحقيق فوز وسيطرة هذه الفئات التي تدعي الوطنية زورا وبهتانا بل انهم في دواخلهم لا يرومون سوى السيطرة على السلطة وتكرار مذابح العقود الاربعة الماضية .
نعم يتحدثون عبر وسائل اعلامهم الشوفينية عن مذابح العراقيين ويتباكون عليهم ويذرفون دموع التماسيح لضحايا الارهاب من الشعب العراقي متهمين النظام القائم في العراق بالعمالة ،ولكنهم يتناسون بان جميع من ذبحوا وقتلوا وشردوا من اراضيهم ومدنهم عدا البعثيين الذين هربوا للخارج بعد سقوط النظام ،كانوا ضحايا مؤامراتهم وان اموالهم ورجالهم الذين كانوا يدربونهم في معسكرات خاصة والسلاح الذى كانوا يزودنهم بها والمجموعات الارهابية التي كانت تقتل وتفجر الاسواق والمدارس والستشفيات ودور العبادة كانت كلها تجري باوامر منهم وينفذها ازلامهم وعملائهم دون رحمة او تأنيب ضمير .والان يحملون النظام القائم في العراق تداعيات هذه المأساة والجرائم الغير الانسانية .
ان العراقيين تجرعوا المرارة وصبروا على الضيم والقهر الذي ولدته القوى الارهابية ولكنهم ابوا الا ان يواصلوا السير على درب الديمقراطية التي هي متلكئة الان ولكنها ستترسخ مستقبلا ،ولن تنال الانظمة التي تكن العداء للديمقراطية العراقية سوى الخذلان وان عملائهم في داخل العراق لن ينالوا ما خطط لهم هؤلاء الاعداء في عواصمهم .
ان الحكومة العراقية مطلوبة اليوم ان تعلن موقفها الرافض لكل الدول التى لاتحترم سيادتها ،وتحاول التدخل باي شكل من الاشكال في الشأن العراقي ، وان تصر بمطالبتها المنظمة الدولية بالضغط على هذه الدول لوقفها عند حدودها التي تقرها المعايير والاتفاقيات والمعاهدات الدولية فى شأن العلاقات الدولية .
على الحكومة العراقية ان تقف بجدية وبقوة ازاء قرار ايران انشاء مفاعل نووي قرب الحدود العراقية لانها ستخلق مشاكل بيئية كارثية لمستقبل المنطقة وخاصة محافظتى البصرة والعمارة ، وان تبادر الى اتخاذ اجراءات مناسبة مقابل تنصل الدولتين التركية والايرانية في الايفاء بالتزاماتهما وفق المعاهدات الدولية وخاصة معاهدات الانهار الدولية .كالتقليل من الحجم التجاري وخدمات النقل وغيرها من الضغوطات والتي ستؤدي بهذه الدول على اعادة النظر في اجراءاتها التعسفية حيال العراق .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟