الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين العنف والديمقراطية

كاظم الحسن

2009 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



من ينظر الى ابعد من العراق يرى ان الاجراس تقرع لمن يختار صناديق الاقتراع وان العنف وحمل السلاح لغرض اجندة الحزب الواحد والرأي الواحد قد اصبحت جزء من متحجرات الحرب الباردة او نسياً منسياً.
ولقد اثبت التاريخ السياسي المعاصر ان من لا يعمل تحت قبة البرلمان للوصول الى اهدافه السياسية او لا يؤمن بالحوار السلمي، فانه لا يعدو ان يكون عصابة او مافيا لا تنتسب الى عالم الاحزاب السياسية التي تؤمن بالتعددية والإختلاف والمعارضة.
وهذا الامر لا يصب في خانة الاحزاب السياسية التي تحمل السلاح ضد الدولة، بل قد يشمل الدولة ايضاً حين لا تلتزم بمبادئ القانون ونظام المؤسسات، ذلك ان عنف الدولة هو عبارة عن احتكار وسائل العنف المشروع لصالح المجتمع أي ان العنف هنا مكفول بالقضاء او المحاكم الشرعية ولا وجود لاي نوع من انواع القوة خارج القانون، لانها تتحول الى قوة غاشمة وتصبح من مترادفات العصابات او المافيات المنظمة للجريمة.
وحتى في الحروب مع تحفظنا عليها، ان لم يكن ثمة سبب اخلاقي للحروب يصبح المقاتل من قطاع الطرق، ونفس الشيء بالنسبة لرجل الشرطة حينما يفقد المبرر الاخلاقي لعمله.
فماذا تعني كلمة او مصطلح ما يسمى (المقاومة) غير الفوضى في مجتمعات لم تتجذر فيها المؤسسات وما زالت تكن العداء الى الحكومات بفعل الفجوة الهائة بين الدولة والمجتمع والتي اصبحت فيما بعد اثر غياب الدولة علاقة بين الزعيم والمجتمع مما قوض القانون والدستور وساهم في شرذمة وتفتيت كيان الدولة والمجتمع.
فبعد كل ما جرى في العراق من كوارث وازمات وحروب متى تعلم القوى التي تحمل السلاح ان السلطة السياسية ليست غنيمة يتم اقتسامها بين عشيرة او قبيلة او الحزب وتقدم المكارم والهبات والعطايا باسم الزعيم الى الحاشية والاتباع؟
ان فرض الهيمنة على المجتمع باسم أي معطى سياسي او ديني او عرقي مقدمة لحرب اهلية لان العراق بطبيعته متعدد ومتنوع ولا يمكن ان تكون له صحيحة واحدة.
ان المعارضة السياسية في نهاية المطاف وهي سبب من اسباب الاستقرار وتخفيف التوتر الاجتماعي والسياسي بل هي جزء من انظمة الحكم القائمة على التعددية ووسيلة من وسائل التعبير عن تلك التعددية السياسية.
يقول الكاتب السعودي تركي الحمد: انه يجب ان يكون واضحاً في الاذهان ان الفرق شاسع بين المعارضة سواء مصرح بها او غير مصرح وبين رفض الكيان السياسي جملة وتفصيلا فالاولى اختلاف في السياسة والثانية رفض للكيان وذلك مثل الفرق بين المظاهرة وبين اعمال الشغب حيث الاولى تعبير سلمي عن الرأي والثانية تدمير وافساد الرأي، ان البرلمانات والاحزاب والمنظمات غير الحكومية وغيرها من مؤسسات شرعنة الصراع السياسي هي اليوم تشبه ملاعب كرة القدم فهي مسرح الحرب لكنها حرب لعبة والعنف في هذه اللعبة غير محظور بشرط ان يبقى فكرياً مسالماً وحتى في هذا الحال فانه مقيد بالا يتعدى حدود ما هو لائق سياسياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي