الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد البرادعى

محمد عبد الفتاح السرورى

2009 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ضد البرادعى
عندما فاز الأديب الراحل نجيب محفوظ بجائزة نوبل أسعد هذا الخبر غالبية المصريين صحيح أنه كانت هناك بعض التحفظات من جانب التيار الديني إلا أن الجميع مؤيدين لمنحه الجائزة ومعارضين قد علموا بخبر فوره بها... وتكرر نفس الأمر مع الدكتور أحمد زويل الذي فاز هو الآخر بجائزة نوبل وأنتشر الخبر وذاع وأهتم الجميع بهذا الفوز الذي ناله مصري في تخصص علمي ... هذا غير الجائزة التى حصل عليها الرئيس الراحل أنور السادات والتى إختلف حولها الكثيريين أيضا .... ولكن الأمر إختلف تماما عند فاز الدكتور محمد البرادعي بجائزة نوبل... فلم يهتم غالبية المصريين بهذا الفوز المشبوه بل وأكاد أجزم أن الكثيرين حتى كتابة هذه السطور لا يعرفون أساسا أنه فاز بهذه الجائزة الدولية ذائعة الصيت ولا فى أى مجال فاز بها .... والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه لماذا لم يهتم ولم يفرح المصريون بفوز الدكتور محمد البرادعي بجائزة نوبل مثلما فرحوا وسعدوا و إختلفواحول فوز السادات و محفوظ وزويل بها.... لماذا لم يبدي غالبية المصريين على إختلاف توجهاتهم إهتماما بهذا الفوز...؟ والأجابة في تقديري (وتقديري فقط فأنني لا أزعم إنى على علم ببواطن الأمور)يرجع هذا الإنصراف العام عن الإهتمام بفوز البرادعي بجائزة نوبل إلى أن الحس الشعبي العام بل وأحاسيس وتقديرات بعض النخبة لم تشعر أن محمد البرادعى يستحق جائزة نوبل على عكس ما شعرت به تجاه فوز السادات و محفوظ وأحمد زويل بها حتى لو كان بعضهم يرفض منحهم الجائزة إلا أن الجميع مؤيدين ومعارضين لم يتفوه أحد منهم بما يفيد انهم لا يستحقونهاعلى الإطلاق بل إن الاعتراض كان منصبا فقط على أسباب هذا المنح وليس على شخوص الفائزين بها نجيب محفوظ يستحق جائزة نوبل وأحمد زويل يسحقها أيضا والسادات يستحقها فى نظر البعض ولكن محمد البرادعي لا ... ماذا قدم محمد البرادعي كي يعطوا له هذه الجائزة المرموقة.? ماذا فعل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يقيد حق (الجميع) في إمتلاك السلاح النووي ... إن المتتبع لتصريحات محمد البرادعي لا يجد إنصافا منه ولا عدلا... لا في القول ولا في الفعل لا يجد منه الا كل تحيز وإستكانة ونظرة أحادية لا تخطئها العين المجردة .... هذا الأسد الجسور على )إيران(لا يتفوه بكلمه واحدة ضد إسرائيل التي لا تخفي أنها تمتلك بالفعل أسلحة نووية ومفاعلات ذرية ... هكذا عيانا بيانا لا ظناً ولا إدعاءا... ورغم تحفظاتنا على إيران وعلى سياستها تجاه المنطقة العربية وما ترعاه أحيانا من جماعات وأحزاب وما تقوم به من تمويل لهذه الجماعات والأحزاب بما لا يخدم أحد إلا أعداء هذه المنطقة إلا إننا في هذا المقام تقف مع الحق ومع الحياد ... أنني وبصفة شخصية لا أؤيد إمتلاك إيران للأسلحة النووية و أرفض أيضا أن تمتلكها إسرائيل فإذا ما اتخذت الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقفا مناهضا لإمتلاك إحدى الدول هذا السلاح المدمر فيجب أن تقف نفس الموقف وبنفس القوة وبذات الإجراءات مع جميع الدول دون إستثناء وهذا لا يحدث لا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفة عامة ولا من مديرها بصفة خاصة.

قد يكون من المفهوم – وليس ضرورة أن يكون مقبول – أن تتخذ بعض الدول موقفا إزدواجيا من بعض القضايا الدولية المطروحة مراعاة لمصالحها ولكن إذا كان هذا مفهوما من بعض الدول ولكنه يصبح من غير المفهوم ولا المقبول أن يكون هذا موقف مؤسسة دولية المفترض فيها الحياة والنزاهة وهذا الحياد وهذه النزاعة مفتقدة تماما في سياسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها الهمام الذي يعد إبنا بارا للدول الغربية وسياستها تجاه المنطقة والتي تعد إيران وإسرائيل جزءا منها سواء شئنا أن أبينا.

الدكتور محمد البرادعي الذي يتحدث ليلا ونهارا عن النزاهة والشفافية هو أول من يفتقد لهذه النزاهة وهذه الشفافية ... وإلا فعلية أن يجهر بأراءه تجاه الامتلاك الفعلي لأسرائيل لاسلحة الدمار الشامل وكان من الواجب على الدكتور محمد البرادعي أن يصرح بموقفه من اسرائيل وهو لا يزال من أوج منصبة وذلك قبل أن يرحل أو يقترب من الرحيل عنه وهو لم يفعل ذلك – على حد علمي – حتى الآن وهذا موقف يحتاج منه إلى تفسير نتمنى أن يلقي به إلينا قريبا.

عقدت مصر اتفاقية للسلام مع إسرائيل وهناك سفير لمصر في اسرائيل وسفير لاسرائيل في مصر وكما ان هناك بعض العلاقات التجارية بينهما ورغم ذلك حافظت مصر على وجود مسافة بين الدولتين تمنع وجود العلاقات التامة بينهما لم تهرول مصر تجاه إسرائيل ولم تجعل منها دولة فوق القانون الدولي مثلما فعلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم يجرؤ أي مسئول فيها على توجيه لوم أو نقد لأسرائيل مما حدا بوزارة الخارجية المصرية أن يصدر منها تصريحات يفهم منها وجوب التعامل العادل مع جميع دول المنطقة بنفس المعايير فيما يتعلق بأحقية إمتلاك السلاح النووي.

أنني لا أحب ولا أرتاح للدكتور محمد البرادعي ولا إلى تصريحاته المليئة بالمرواغه ولا إلي سياسته المثقله بالإنحياز أحيانا وبالضعف أحايين ... أين محمد البرادعي من الدكتور بطرس غالي الذي بسبب شجاعته وحيادة تم إقصاؤه من تولى منصب الأمين العام المتحدة لمدة تالية فخسر بذلك المنصب الزائل وكسب نفسه وفاز بإحترام الناس العاديين وبتقدير دولته ودول أخرى ولا يزال يعيش حتى الآن مرفوع الهامة قرير العين.

لم يكن المطلوب من الدكتور البرادعي أن يرعي مصالح العرب في اثناء توليه منصبه ولكن كان كل المطلوب منه أن يكون محايدا وشجاعا ومصفا وهو لم يكن كذلك ... ولهذا لم يفرح المصريون بفوزه بجائزة نوبل بل إنهم حتى كما ذكرنا لم يعيروا خبر فوزه أي إهتمام لإنه بالفعل لا يستحقه عدلا وإنصافا فليس بينه وبين جموع الناس شئ اللهم إلا الحس العام والذي لم يخطئ في تقديره هذه المرة.
إنني أتعجب كل العجب وتأخذني الدهشة كل مأخذ حينما أتابع تصريحات الدكتور محمد البرادعي ولا أصدق أن هناك قوم لديهم أدنى احساس بالوطن أو أي مشاعر وطنية يجرأون على ترشيح الدكتور محمد البرادعي للرئاسة في مصر ....يا آلهي أليس لهؤلاء الناس عقل؟! ألا يوجد لديهم الحد الأدني من التمييز الذي يتيح لهم رؤية الأمور على حقيقتها ألا يوجد لديهم الحد الأدنى من الاستبصار الذي يجعلهم يرون ان الدكتور محمد البرادعي.
لا يصلح بأي حال ان يكون رئيسا لمصر؟!!
عندما يتحدث المصريون عن ترشيح عمرو موسى فهو حديث مفهوم ومقبول عندما يتحدث المصريون عن ترشيح احمد زويل حديث مفهوم ومقبول (رغم تحفظنا الشخصي على أهلية زويل لهذه المنصب)
وعندما رشح الدكتور أيمن نور نفسه للرئاسة فهو ترشيح أيضا مفهوم
الدكتور محمد البرادعي فشل فشلا ذريعا في إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا على إفتراض أنه كان المدير الفعلي لها ولم يستطيع أن يجعل منها وكالة محترمة تحظي بالاحترام من كافة الدول بل على العكس لقد أصبحت هذه الوكالة وكالة دولية سيئة السمعة لاهيبة ولا إحترام لها .... إذا كان هذا قد حدث مع مؤسسة دولية المفترض فيها الاستقلالية والحياد التام .... فماذا سيفعل الدكتور البرادعي إذا أصبح رئيسا لدولة مطالبة دائما بإعلان موقفها وإبداء إراءها ... الدكتور محمد البرادعي الذي لا يملك أحد أن يحاسبه على قرارته لأنه يتبوأ منصب مستقل ... ورغم هذا لم يراعي مقتضيات هذا الاستقلال ولم يراعى مصالح الانسانية رعاية كاملة بل رعاها رعاية ناقصة لصالح دول وسياسات بعينها
معروفة ومعلنه
إن أكثر ما يثير إستيائى فى هذا الموضوع هو ذلك الإستنكار العارم الذى يجابه به كل من يعلن رفضه لترشيح البرادعى لمنصب رئيس الجمهورية وكأن ليس من حق أحد أن يعترض ... عجبا ...إذا كان من حق أحد أن يؤيد فإعمالا لنفس الحق فمن حق الآخر من يعترض وهذا ما يستكثره علينا الكثيريين من رواد شبكة الانترنت على إختلاف مواقعها وتعدد إتجاهاتها وكأن الإعتراض على ترشيحه خيانة وطنية ..فسبحان مدبر العقول

وأعود في الختام إلى سؤالي المفتتح لعلى أجد عند أحد الاجابة عليه. لماذا لم يفرح المصريون ولم يهمتوا بفوز الدكتور محمد البرادعي بجائزة نوبل... أصر على هذا السؤال لأن في طرحه ما يغني عن كثرة الحديث وفيه من البيان ما يكفي لفهم المراد وكل لبيب بالاشارة يفهم... هذا إذا كانت هناك أساسا نيه ورغبه في الفهم ولله في خلقه شئون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راجع الحقيقة في مقال هويدا طه
الحارث السوري ( 2009 / 12 / 12 - 15:25 )
يبدو أن الكاتب من أصحاب الياقات المنشاة الرأسمالية الطفيلية التي يرعاها جمال مبارك الذي يجلم بالوراثة في نظام يدعي الجمهورية كذباً وبهتاناً كما حدث لنظام التوريث الفاشي الأسدي في سورية ... إن تعديل الدستور المصري والسوري بتحديد ولاية رئيس الجمهورية لدورة واحدة تشريعية فقط أو دورتين على الأكثر هومطلب شعبنا المضطهد في مصر وسورية وغيرها سواء ترشح السيد البرادعي أو عمرو موسى أو أية شخصية وطنية نظيفة اليد والضمير وهم كثر في مصر وسورية .. كفى شعوذات وعباجدو أوثان دمرت البلاد وأذلت العباد ...كفى تحية للمدافعين الصادقين عن الديمقراطية ....


2 - الرد على الحارث السورى
محمد عبد الفتاح السرورى ( 2009 / 12 / 13 - 06:22 )
لست من أصحاب الياقات البيضاء وجمال مبارك لا يرعانى وأنا لاأعرفه معرفة شخصية ولم التق به يوما .. وأنا أتفق مع الحارث السورى فى أنه يجب أن تكون مدة رئيس الجمهورية مرتين على الأكثر ولكن ما علاقة ذلك بإعتراضى على ترشيح البرادعى الاسباب التى سقتها ضد البرادعى فى المقال واضحة وأنت لم تجيب على سؤالى الأساسى لماذا لم يفرح أو حتى يهتم المصريون بفوز البرادعى بجائزة نوبل ؟ ..إعتراضى على البرادعى ليس معناه تأييدى لمبارك أو جمال ولكن إعتراضا على إسم مرشح من حقى أن أعترض عليه كما من حق غيرى أن يؤيده


3 - اوافق وبشده
طارق الهاشم ( 2009 / 12 / 13 - 20:50 )
المصيبه في ابناء العالم الثالث الذين يتسلمون مناصب من هذا النوع انهم يصبحون ملكيين اكثر من الملك-خواجات اكتر من الخواجه- وانصح الكاتب بمشاهدة =ليله سقوط بغداد = الذي يعبر صراحة عن المزاج الشعبي تجاه البرادعي- الذى سيكون اسوأ من نظام مبارك بأى حال فالرجل لم يتعلم قول لا ابدا في وجه الخواجه

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د