الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة 6

حميد غني جعفر

2009 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لتكف غرابين البعث عن النعيق (6)
بعد أحالة الجناة المشاركين في عملية الاغتيال الفاشلة ألى المحكمة العسكرية العليا الخاصة ، أعترف هولاء بعلاقاتهم مع الجمهورية العربية المتحدة ، وتكشفت الكثير من الاسرار عن دعم عبد الناصر المادي والعسكري للمتأمرين ، فأصدرت المحكمة حكم الأعدام على البعض منهم ، واحكاما مختلفة بالسجن على البعض الآخر .
لكن الزعيم قاسم تجاهل ألى حدا بعيد مسؤليته أزاء حماية الثورة والشعب والوطن ، وتصرف وكأن تخص حياته شخصيا ، وليس سيادة ومستقبل البلاد والشعب ، فألغى أحكام الاعدام وأكلق سراحهم وفق مقولته الشهيرة (عفا الله عما سلف ) وكان ذلك بمثابة المكافئة للمتأمرين وحافز لهم لتصعيد نشاطاتهم التأمرية ، كما تجاهل الزعيم قاسم ( رحمه الله ) نصائح وتحذيرات أخوانه من الضباط الاحرار شركاءه في الثورة وتحذيرات القوى التقدمية الديمقراطية المخلصة للثورة وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي العراقي ، فهو بالعكس من ذلك راح يشدد الخناق أكثر فأكثر على الشيوعيين والقوى الديمقراطية اليسارية ، الأمر الذي دفع الحزبان الوطني الديمقراطي ( كامل الجادرجي ) والوطني التقدمي ( محمد حديد ) الى أغلاق صحيفتيهما وتجميد نشاطهما السياسي أحتجاجا على سياسة القمع وتصفية الحريات .
وظل الحزب الشيوعي العراقي لوحده في ساحة النضال الوطني ( بعد أن أنتقل الى العمل السري ) يواصل نضالة منأجل الحريات الديمقراطية ، رغم سياسة القمع والتضييق من سلطة قاسم على الحزب .
والانكى من ذلك راح قاسم يشن حربا شوفينيه ضد الشعب الكردي وكان الحزب هو الوحيد الذي وقف بوجه الحرب الشوفينيه ، حيث جعلها الحلقة المركزية في نضاله اليومي بحيث لم يمر يوما دون تظاهرة أوفعالية جماهيرية أو تعليق اللافتات أو توزيع البيانات أو تقديم المذكرات التي تطالب كلها بوقف الحرب وحل المسئلة بالطرق السلمية ، ومن هنا صاغ الحزب شعاره التأريخي ( الديمقراطية للعراق – والحكم الذاتي لكردستان ) ، ومن أجل ذلك قدم تضحيات جسام .
فما الذي قدمه البعثيون والقوميون – هل وقفوا بوجه الحرب ؟ هل طالبوا بالديمقراطية ؟ ، أنهم لم يقدموا قطرة دما واحده من أجل قضية شعبهم أو من أجل الديمقراطية .
لقد مارس هولاء الاوغاد أبشع الاساليب الهمجية فالقمع والاعتداء على أي تظاهرة سلمية تطالب بحل المسئلة القومية الكردية بالطرق السلمية ، أنه يعتدون على جماهير المتظاهرين بالعصي والهراوات وقذف المتظاهرين بالحجارة والقناني الفارغة ( كما أسلفنا ) ، ولقد أستغل هولاء الاراذل سياسة قاسم بتصفية الحريات وقمعه للقوى الديمقراطية اليسارية وبالذات الشيوعيون بوجه خاص ألى جانب أنشغال الحزب الشيوعي بالنضال من اجل حل المسئلة الكردية حلا سلميا ديمقراطيا ، فكان هذا الأختلال في ميزان القوى لصالح القوى الرجعية محلية وعربية فكان التخطيط امريكيا والتنفيذ ناصريا بعثيا قوميا هولاء ومن لف لفهم من الاقطاعيين وكبار الملاكين الذين جعلوا من أنفسهم أداة طيعة لخدمة المخططات الأستعمارية بهدف الأنقضاض على الثورة ، وتصفية الحزب الشيوعي العراقي بمختلف الاساليب الخسيسة ، وأنتهاج طريق العصابات الارهابية ( عصابات المافيا الامريكيا ) أعتداءات وتخريب واغتيال للأنتقام من الشعب وقواه التقدمية الديمقراطية صانعة ثورة 14 تموز 1958 التحررية الجباره .
ومن هنا تجمعت كل قوى الشر الباغية ( محلية وعربية ) تحت اقذر شعار مخزي هو ( يااعداء الشيوعية أتحدوا ) فمن هم أعداء الشيوعية ياترى ؟ غير الاستعمار والعملاء والخونه .
ولم يكن هذا الشعار سرا على أحد بل رفعوه علانية بكل حقد وبلا حياء ، ويتذكر جيدا كل أبناء ذلك الجيل الذي عايش وعاصر أحداث الثورة وما بعدها ، أذ امتلأت كل شوارع بغداد والساحات وكل الاماكن العامة بما في ذلك المساجد بهذا الشعار المخزي ، هذا الى جانب اختلاق حالة الفوضى والبلبله ونشر الرعب والهلع في النفوس حتى داخل الحرم الجامعي والكليات والمعاهد والاعداديات بهدف شل الحياة الدراسية عموما ، هذا ماقام به مايسمى بالأتحاد الوطني لطلبة العراق وهو تنظيم بعثي عصاباتي .
وأصبح الحزب الشيوعي بين نارين ، نار القوى الرجعية وأعتداءاتها وحملات الأغتيالات الوواسعة لخيرة مناضليه ، ونار سلطة قاسم قمعا واعتقالات وتشريد لكن الحزب ورغم تلك الضروف العصيبة ظل لاثابتا في نضاله من أجل الديمقراطية ومدافعا عن الشعب الكردي ، لم يغفل الحزب لحضة واحدة عن تحركات ونشاطات القوى الرجعية وتأمرها على الثورة ، ففي مطلع كانون الثاني من عام 1963 أصدر الحزب الشيوعي التأريخي الذي يفضح فيه المؤامرة القذرة التي تخطط لها شركات النفط والدوائر الاستعمارية ، والمنفذين لها من القوى الرجعية بكل فصائلها بعثيون وعروبيون ( من دعاة القومية الزائفة ) واقطاعيون بدعم واسناد مادي وعسكري من مصر ( عبد الناصر ) كما فضح بالبيان بالاسماء الضباط المتأمرين والوحدات العسكرية المشاركة فيها ، ودعى سلطة قاسم لأتخاذ الاجراءات الحازمة والسريعة لردع المتأمرين ، من أجل حماية الثورة والاستقلال الوطني ، لكن الزعيم قاسم لم يكترث وتباطىء في أتخاذ الاجراءات الرادعة الامر الذي شجع المتأمرين على المضي في نشاطاتهم التأمرية ، والحزب الشيوعي هو الآخر ظل منشغلا بقضية وقف الحرب في كردستان وكانت آخر تظاهرة بهذا الشأن في 4 من شباط 1963 ونطلقت من ساحة المتحف ببغداد ( قبل أنقلاب شباط الاسود باربعة أيام
وبهدف اشغال السلطه واجهزتها الاستخباراتيه عن متابعتها لتحركات ونشاطات
المتأمرين،اعلن مايسمى (الاتحادالوطني لطلبه العراق البعثي العصابتي)
اضراباطلابياعاماعن الدراسه على كل المستويات لخلق الفوضى والبلبله في الوسط الطلابي وكان له انعكاسته السلبيه على الشارع بشكل عام ،واستمرهذا الاضراب لعده ايام تمهيدا اتنفيذالمأمره القذره في 8-شباط الاسودعام1963-

فكيف نفذ المتأمرون انقلابهم وبأي الاساليب والطرق؟
استخدم المتأمرون اساليب ماكره تنم عن الجبن – خداع وتضليل وكذب واغتيال-
ففي ليله الانقلاب 7-شباط، كان الحزب الشيوعي العراقي على علم بتنفيذالمؤامره وساعه الصفر- صباح الثامن من شباط (الجمعه)
وكان الحزب في تلك الليله في حاله تأهب حيث ابلغ فرق الطوارئ الحزبيه بحاله انذار قصوى, وانتشرت فرق اتطوارئ في الشوارع والساحات العامه في المناطق الهامه من بغدادليلا,وكان هذاالانتشار لفرق الطوارئ الشيوعيه ,قد ارعب المتأمرؤين وتوجوسوا الخيفه ولذا عمد المتأمرون الى اشاعه خبر – عن تأجيل التنفيذ- وكانت هذه المراوغه بقصدالتمويه، وعلى هذا انسحبت فرق الطوارئ من الشوارع والساحات في الساعه السابعه صباح اليوم التالي الثامن من شباط ، ثم عمد المتأمرون القتله الى اغتيال قائد القوه الجويه العراقيه – جلال الاوقاتي-
وقتلوه في داره . وبذلك اطمئن التأمرون بالخلاص من اخطر عنصر من عناصر المقاومه للانقلاب ، لأنهم كانوا يخشونه تماما لمعرفتهم به مناضل شيوعي جسور وهو قائد القوى الجويه العراقيه ، وكان اغتياله بمثابه ساعه الصفر بأعلان البيان الاول لنقلابهم الفاشي وكان ذلك في الساعه التاسعه من صباح يوم الجمعه الثامن من شباط عام1963 / ثم توجهت كتيبة من الدبابات من معسكر أبي غريب أثنان منها ألى وزارة الدفاع في باب المعظم وأثنان أخرى الى مبنى الأذاعة في الصالحية ، وهناك أصيب المتأمرون بالذهول وتوجسوا الخيفة من الحشود الجماهيرية الكبيرة ( بالآلاف ) وفي حالة من الغضب العارم وهي تهتف ( ماكو زعيم الا كريم ) وتطالب الزعيم قاسم بالسلاح . فما كان من المتأمرين الخونة ألا ... اللجوء ألى حيلة معاوية المعروفة حين رفع المصاحف بوجه ألامام علي بن ابي طالب فرفعوا سورة الزعيم قاسم علي الدبابات وهم يرددون مع الجماهير الغاضبة ( ماكو زعيم الا كريم ) ومطالبته بالسلاح ، واستغل المتأمرين يوم الجمعة لتنفيذ المؤامرة الان غالبية الضباط من قادة الفرق أو الوحدات العسكرية غير متواجدين في وحداتهم ومنهم الشهيد الاوقاتي .
هذه الضروف في عدم تواجد الضباط في وحداتهم أضافة ألى الاساليب الثعلبية الماكرة المشار لها ، من الخداع والتظليل والكذب والاغتيال أستطاع الانقلابيون الفاشست السيطرة على الموقف بعد أن وجهوا نيران دباباتهم ألى صدور أبناء الشعب الغاضب ( على المتأمرين ) والاعزل من السلاح وحصدوا المئات منهم في الصالحية وباب المعظم وبدأوا منذ اللحضات الاولى لأنقلابهم الدموي بأذاعة البيانات الكاذبة ( بقصد تثبيط عزيمة الجماهير عن المقاومة وبث روح اليأس في نفوسها ، فقد أعلنوا عن قتل الزعيم قاسم ومن معه من الضباط الشرفاء ، كما أعلنوا برقيات تأييد للأنقلاب من كبار الضباط وقادة الفرق والوحدات العسكرية .
والحقيقة فأن الزعيم قاسم لم يقتل في الساعات الاولى كما أعلنوا ، بل كان في وزارة الدفاع مع مجموعة من الضباط الاحرار يقاومون الأنقلابيين ، وفي مساء اليوم التالي اصبح الزعيم قاسم ومن معه من الضباط ( أمام أمر واقع ) فأعلنوا أستسلامهم ، وأقتيدو ألى مبنى الاذاعة وقتلوه البرابره هناك ، أما برقيات التأييد المزعومة فلم يرسل لهم أي من الضباط أو القادة برقية تأييد ، وهذا مايعترف به ويؤكده أحد اقطاب البعث –حينذاك – ( هاني الفكيكي ) في كتابه ( أوكار الهزيمة ) يقول الافكيكي بأن البرقيات كانت وهمية وكنت ( أي الفكيكي ) مع حازم جواد نقوم بصياغة هذه البرقيات الوهمية ولم نستلم أي برقية تأييد طيلة النهار ، ألا بعد الثانية عشر من منتصف الليل هذا مايقوله الفكيكي نفسه .
أي بعد استقرار الوضع لصالح الانقلابيين .
هكذا وبهذه الطرائق والأساليب الثعلبية الماكرة ، وبسفك دماء المئات من أبناء شعبنا الابرياء ، وفي يوم من أيام الاشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال على المسلمين وهو يوم الرابع عشر من شهر رمضان الفضيل ، فقد أستباحوا به دماء العراقيين كما أستباحوا كل المحرمات .... فكانت المجزرة الرهيبة التي يندى لها الجبين والتي سنتناولها بأيجاز في الحلقة القادمة .
بغية أطلاع الشبيبة من أبنائنا أجيال السبعينات والثمانينيات ، لكي تعي جيدا – زور وبهتان – كل ادعاءات هولاء ، بالاسلام والعروبة والوطنية وتتأكد من زيف تلك الأدعاءات وبأنهم بعيدون كل البعد عن الانسانية والقيم الاخلاقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغدر والوحشية ديدن البعث
ابو مودة ( 2009 / 12 / 13 - 05:10 )
هذا ديدن الجبناء الفاشست
البعث يعني الغدر
البعث كلمة تعني عدم الشرف
البعث تعني الخراب
القذارة (البعث) الجبن والانحطاط


ابتعد عن كلمة القذرة
لاشكرك ايها العراقي النجيب
ابو مودة

اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ