الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم

رزاق عبود

2009 / 12 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بصراحة ابن عبود
تتصاعد في الاونة الاخيرة الاعتداءات، والاغتيالات، والمضايقات ضد سكان العراق الاصليين، واحفاد بناة حضارته، وتاريخه القديم من الاشوريين، والكلدان، والسريان. وسنضطر لسهولة الحديث الى تسميتهم بالمسيحيين رغم ان الديانة المسيحية تشمل الارمن، وبعض العرب فبني تغلب، واغلب بني تميم كانوا مسيحيين قبل الغزو الاسلامي للعراق، كما تنتشر المسيحية بين اقليات، ومجاميع اخرى. ولكننا نقصد هنا بالمسيحيين تحديدا الاشوريين، والكلدان، والسريان والذين يتمركزون بالموصل وقراها خاصة.
فعمليات التصفية الجسدية، والتصفية العنصرية، والاستيطان، والتكريد الذي يقوم به جحوش القيادات القومية الكردية(ليس كل الاكراد) تشاركهم في ذلك فلول البعث، وبقايا القاعدة لاهداف سياسية بحتة من اجل زعزعة الاستقرار، واخلاء العراق، وخاصة وادي نينوى من سكنة العراق الاصليين ليتم بعد ذلك اعتبار كل الموصل ضمن "الاراضي المتنازع عليها"! في حين، ان التاريخ يشير، ويسجل انها ارضهم التاريخية، وانهم حافظوا على هويتها العراقية بدمائهم، وتضحياتهم، وصمودهم، ونضالهم خلال تاريخ الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين وقبلها.

المعروف ان قادة، ورجال دين الطوائف المسيحية تجاوبوا مثلا مع تحريم الاشتراك في انتخابات المجلس التاسيسي، الذي كان يراد له الموافقة على ابرام معاهدة 1922 مع بريطانيا. وورد تاريخيا(...ان مطارنة النصارى دعوا المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات "تمسكا بالجامعة الوطنية، وحفظا للمصالح المشتركة، وتاييدا للحقيقة الواضحة، واستبقاء للتآلف القديم والتوادد المستقيم" على حد ما جاء في بيان التحريم الذي الصق على ابواب الاديرة، كما الصقت فتاوي علماء المسلمين على ابواب المساجد والمراقد المقدسة) الحسني ـ تاريخ الوزارات ط 1 ص 142. عن حسن العلوي "الشيعة والدولة القومية في العراق" ص 340

ودفعوا منذ ذلك التاريخ ثمن عراقيتهم: التهميش، والتنكيل، والابعاد، بل المذابح، والمجازر المعروفة وتعرضوا للتمييز الصارخ، كما هو حالهم الان، فقد حارب ساطع الحصري المعروف بطائفيته، وعنصريته المسيحيين. وقد اعترف في مذكراته " وانا لم اتردد في الحكم بان تنفيذ هذه الخطة ـ انشاء دار للمعلمين في الحلة واخرى في الموصل ـ يعرض الوحدة الوطنية لخطرعظيم لانه كان من الطبيعي في تلك الظروف ان تكون الاكثرية الساحقة من طلاب دار المعلمين في الموصل من ابناء المسيحيين وفي الحلة من ابناء الجعفريين". ولقد كان لساطع الحصري، كما هو معروف، في الجانب الاداري، والتعليمي، والثقافي في العراق الملكي ما كان لنوري السعيد من نفوذ، وتاثير في الجانب السياسي. رغم ذلك فان المسيحيين كانوا من اوائل الصحفيين، والاطباء، والمهندسين، والمحامين، والمحاسبين في العراق. بل يمكن القول انه ان حافظت مدارس النجف القديمة على اللغة العربية هناك فان الاب انستاس الكرملي انقذ علوم العربية، ولغتها من الانقراض في العراق كله.

معروف ايضا دور المسيحيين من اساتذة مدرسة الحقوق في بداية العهد الملكي فمن خمسة عشر استاذا 9 مسلمون واربعة من المسيحيين ويهودي واحد. وهم يوسف العطا، حنا خياط،انطوان شماس،جبرائيل بنا. وهي نسب كبيرة قياسا الى عدد سكان العراق، ناهيك عن الفروع، والعلوم الاخرى التي نترك روايتها للمنصفين من اساتذتنا في تاريخ العراق. ونتمنى ان يتحفنا الاساتذة حامد الحمداني، سيار الجميل، وتيسيرالالوسي مثلا بمعلوماتهم الغزيرة عن مساهمات المسيحيين في تاريخ العراق الحديث في الاقل.
ولنورد فقط ما اورده المسيحي المستكرد "جرجيس فتح الله" في كتابه "العراق في عهد قاسم" لنثبت صحة ما جاء في عنوان المقال، ولكي لا ندعي في نفس الوقت اختراع العجلة من جديد. وهي من اختراع الاشوريين واخشى ان لا تكون براءة اختراعها قد سجلت باسم القيادات القومية الكردية من مسعود البرزاني، وبرهم صالح، وجلال الطالباني، وغيرهم ممن ينسقون، ويخططون لتقطيع اوصال العراق، والرقص على جثث ابنائه البررة من المسيحيين، وغيرهم، الذين يرفضون التكريد، او التخلي عن عراقيتهم.

"في العام 1745 او ما بعده بقليل حينما كانت جحافل الشاه (طهماسب) المعروف بنادر شاه تغذ السيرالى المدينة لتلقي عليها الحصار قام واليها الحاج حسين باشا الجليلي يستنجد بالسكان ويستنهض هممهم للدفاع عنها ولسبب ما كان من راي الوجهاء والعلماء والسكان ان يسلموها للغازي دون قتال. فما كان من حاكمها هذا الا ان ندب مقاتلي المسيحيين من القرى المجاورة فلبوا نداءه وتركوا قراهم (قرقوش(بغديدة)، برطلة، كرمليس....) ليملأوا اسوار المدينة بمواجهة اعظم ماكنة حربية جردها غاز في الشرق الاوسط منذ عهد السلطان مراد الرابع ونجحوا في صد هذا الفاتح الذي لم تصمد امامه تحكيمات عاصمة الهند المنيعة دلهي" ص 801

ان ابناء هذا التاريخ المجيد الذين دافعوا بعدها عن ثورة تموز، وقبلها عن العراق في ثورة العشرين، وانتفاضة اذار 1990 سوف لن يركعوا للسيف المسلط على رقابهم من جهات عديدة. ونامل من اهل الموصل، ان يذكروا هذا التاريخ المشرف لابناء مدينتهم وبلدهم من المسيحيين الشرفاء ويردوا لهم جميل بقاء المدينة عراقية منذ عهد اشور، بالوقوف سورا منيعا للدفاع عنهم بوجه تكالب الحاقدين عليهم، وعلى الموصل والعراق كله. فان تقاعسوا، حسب رواية التاريخ، يوماعن حماية مدينتهم بوجه الغازي الفارسي، فنامل ان يقفوا ضد من جلب الغازي الامريكي لارض الحضارات. واعلموا ان المسيحيين يدفعون الثمن القاسي فقط لتمسكهم بعراقيتهم، واعتزازهم بالوطن العراقي!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن نكـــــــد الدهــر
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 12 / 12 - 21:28 )
ان الذي لاينكره الا طبـــل مكابر ان زعماء الاحزاب الشيعية و السنية وزعماء الاكـراد توســــــــلوا زمنا طويلا بالامريكان لينقذوهم من ســــرطا ن صدام الذي كان ياكل قلوبهم فلما هب الامريكان وقطعوا خبــر صدام في ايام معدودات انتشــــر طاعون العمائــــــم انظر مافعلوا باضعف واكفا وانقى ابناء العراق المسيحيون الصابئة الازديـة لم يكن بينهم من توسل بالامريكان ليهشموا العراق هذا التهشيم الكبير . تحية مودة لكل قلم يقذف الحق في وجوه شــــــــياطين العصر المنافقين


2 - احق بالعراق، العراق كله، وليس الموصل فحسب
نديم عادل ( 2009 / 12 / 12 - 23:12 )
مسيحيو العراق وصابئته .....
يزيديو العراق وشبكه .....
تركمان العراق وارمنه ويهوده .....
هؤلاء ابناءٌ أُصلاء لوطنٍ عريق، يجب ان يقف العراق كله معهم إذا تعرضو لأذى من قوى
عنصرية متخلفه، او قوى شوفينيه غاشمه، لأنهم احق بالعراق، العراق كله، وليس الموصل فحسب من غيرهم .....
شكراً لك اخي رزاق على هذه الألتفاته الكريمه، واتمنى من الاخرين ان يحذوا حذوك في الدفاع عن احبتنا في هذا الوطن الذي يفخر،كالحديقة، التي تفخر بتنوع ازهارها....


3 - استاذ رزاق لم تصب الحقيقة مع الاسف
fadilrammo ( 2009 / 12 / 14 - 09:08 )
استاذي العزيز مع كل الاسف فانك برأيي لم تصب الحقيقة فقد اخطأت الهدف
من فجر كنائسنا في بغداد ومن حرمنا من مواصلة العيش هناك ؟ من الى الان يسمينا نصارى هذه الكلمة الغير مرغوبة لدينا ؟ من افرغ حي الاثوريين من اثورييه كافة مسيحييه ؟ من الاى الان يقول بانه لا توجد هوية قومية كلدانية او اشورية ؟ ومن الى الان يقول بان العراق بلد عربي ؟ من الاى الان يقول بان محافظة نينوى عربية ؟ اليست نينوى عاصمة الاشوريين ؟ انت تحدثت بكلمتين على المسبب الرئيسي و عشرين كلمة عن الاكراد ، بينما الاكراد وخصوصا الحزبين الرئيسيين قد تفهموا لمطاليبنا وفي كوردستان تم الاعتراف القومي اولا بوجودنا وبلغتنا ، في بداية عام 2003 بعد سقوط النظام السابق عقد مؤتمر لاهالي نينوى ، رفضوا حينها اي تمثيل وجودي تحت اسم الكلدواشوريين ، وقالوا لايوجد كلدواشوريين يوجد مسيحيين فقط ، هل تعرف لماذا قالوا ذلك حينها ؟ لانهم يعرفون ان نينوىلا هي كلدانية اشورية سريانية وليست شيء ثاني
مع تحياتي

اخر الافلام

.. انتقادات واسعة لأداء بايدن أمام ترامب في المناظرة الرئاسية


.. الأسد يبدي انفتاحه لتحسين العلاقات مع تركيا




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي: جنودنا مصممون وملتزمون بمهمة حماية


.. صحيفة لوموند: مفتاح السلام يكمن في مرحلة ما بعد نتنياهو




.. اللواء فايز الدويري يحلل العملية العسكرية الإسرائيلية في حي