الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى العراق.. ايضا؟!

ماجد محمد مصطفى

2009 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


دلالات الزيارات الرسمية بين الدول تختلف طبقا لطبيعة العلاقات بين الجانبين وظروف ومستجدات الساحة السياسية والدولية فضلا عن تناول القضايا الاكثر سخونة برؤى ومواقف مشتركة لاغبار عليها.. توضح افق توجهات الرئاسات وحكمتها واتزانها في التعاطي مع المتغيرات الجديدة دون المساس بالثوابت الاساسية منها السيادة الوطنية والامن والحدود والحرص على تمتين وتوطيد العلاقات بين الطرفين ضمن منشيتات لا تغفل انواع الاعلام معالجتها (بسملتها) في وجه القراء والمشاهدين والمعنيين كأهم الاخبار اهمية في عصر اضحت السياسة خافية بين السطور.. مودة او رياضة او ابراج فلكية مجرد هي ابراج على الورق فقط.. وما يدعو الى الحيرة والاستغراب ان زاويا وبرامج الابراج الفلكية لاتبحث تأثير النجوم والكواكب على طالع البلدان ومصائر شعوبها التي هي على كف العفريت او قرن الثور الدراج في الميثولوجات القديمة.

دلالات الزيارات الرسمية عديدة.. تتأمل الشعوب منها خيرا وتفسر وفق مستجدات البلد وتطوراته بخلاف الزيارات الرسمية الى الخارج والتي يستشف منها شعبيا الحاجات الرسمية الى النقاهة والاستجمام في الدول الاجنبية عدا حالات رئاسية خاصة ينفرد بهما رئيس الجمهورية وحنكته الدبلوماسية ووزير الخارجية في مهامه الدولية الملزمة..

وفق هذا السياق تعد الولايات المتحدة الامريكية اكثر البلدان تزاورا متابعة لمصالحها كقوة دولية تفرض نفسها على الساحة العالمية تدرك اهمية الزيارات الرسمية.

حملت حقيبة وزير الخارجية الامريكية في زيارته الى العراق كدأب ساسة امريكا بزياراتهم السريعة المباغتة ادانة التفجيرات الارهابية الاثمة والموقف الامريكي في قضية الديمقراطية في العراق والانتخابات القادمة فضلا عن جدولة الانسحاب ومراحله.. سبقه زيارة نائب الرئيس الامريكي وقبله عشرات الزيارات الهامة بعد انتهاء العزلة الدولية للعراق وعزلة النظام البائد في قلة تزاوره الاقليمي والدولي.. كما زار العراق الرئيس الايراني وقياداتها شأنهم الوفود العالية المستوى التركية لبحث المصالح الاقليمية والجيرة بين الجانبين اضافة الى الزيارات البرلمانية المشتركة تسبقها تعميمات رسمية بموعد وصول الضيف وبرنامج الزيارة ضمن بروتوكولات دبلوماسية متفقة عليها.. مع ملاحظة قلة زيارات الدول العربية الى العراق مقارنة بشعاراتها في الوحدة والعروبة والتضامن بين الدول العربية من المحيط الى الخليج ناهيك عن التمثيل الدبلوماسي الخجول.. والسعي بدلا عنه تعزيز وتطوير علاقاتها مع الدول الاوربية وامريكا بالخصوص.. على سبيل المثال الطلب من دول اجنبية العمل على تحسين العلاقات بينها وشقيقتها العربية!

العراق بطبيعته وثقله الاستراتيجي وثرواته وكرم ضيافته يبقى قبلة للزوار سياحة او فرضا دينيا او واجبا عربيا تجاه الشقيق المنكوب بالخسائر الجسيمة في الارواح والديون.. يجاوز مصالح العقود النفطية والشراكات الانية المحتدمة.. دولة تعمل على الانفتاح اكثر مع سائر الدول العالمية وبالاخص الاقليمية والعربية دون تدخل العراق وزر مشاكلها الداخلية وازماتها المستديمة.

كل الطرق الرسمية تؤدي الى العراق فبدونه تخل الموازنات والسياسات الاقليمية والدولية والعربية حتى لو كانت شعارات في عروبة جوفاء.. وفي المقابل ماذا اثمرت الزيارات الرسمية الى العراق شعبيا؟

الامن لم يستتب بعد .. وضحايا التفجيرات الارهابية الاليمة خير برهان.
السيادة الوطنية مازالت مرهونة النجاح الديمقراطي والاتفاقية الامنية المشتركة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية وحاسديها.
الحدود يتواصل قصفه بالطائرات والمدافع الايرانية والتركية لتنجم عنه خسائر بالارواح والممتلكات واخلاء القرى من ساكنيها في قضايا مازالت تفشل الدول الجارة معالجتها جذريا وبمنطقية داخل اسوارها.. عدا قطع المياه عن بلد الرافدين.
التدخلات السافرة في شؤون العراق مازالت تخلف المزيد من الخسائر والجفاء.
وعدا كل ذلك.. الى العراق ايضا حلا منطقيا لفهم التاريخ ونشوئه والحاضر وصناعته بتحدياته الحياتية القياسية والمستقبل لما يتجسد في مأقي الطفل العراقي ابتسامة تقول كنا ومازلنا وسنكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح