الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بن لادن عدو أوباما الرقم واحد

اديب طالب

2009 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تراجعت أخبار أسامة بن لادن، وأخبار منظمته الإرهابية "القاعدة"، في الإعلام العربي والدولي، الى الصفحات الداخلية، وأحياناً الى زاوية صغيرة منها، وكان أحدث ما قيل عنهما، ما نقلته وكالة رويترز "أعلن روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة لا تعرف أين يختبئ زعيم القاعدة أسامة بن لادن"، وأضاف "إنه الرمز لما تمثله القاعدة".
في رأينا ونأمل أن نكون قريبين من الصواب، أن أسامة بن لادن، أهم إرهابي، ظهر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بانتصار العالم الحر على النازية والفاشية والعسكريتاريا اليابانية، فضلاً عن انتصاره على الديكتاتورية الشيوعية، لحظة سقوط جدران برلين، إثر تهاوي الاتحاد السوفياتي، والدول الدائرة في فلكه. نعم بن لادن أهم إرهابي منذ عام 1989. وكل من نافسه على اللقب المذكور، حكاماً كانوا، أم قطّاع طرق وقتلة ولصوصا؛ لا أكثر من تلاميذ أو أشباه.
طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، تجري في دماغهم ودمائهم ونخاعهم، إيديولوجيا "القاعدة"، وكذلك يجري شبيهها في الإيرانيين المتشددين، وأتباعهم من الحوثيين وأضرابهم في أصقاع الأرض، حتى أرض "شافيز" وأرض الشباب المسلم في ضواحي مقاديشو وأسطح سفن القراصنة في الصومال الشقيق. وأنّ انتحاريي وقنابل بن لادن ما زالت تحصد مئات الأرواح في باكستان وأفغانستان وفي العراق واليمن والصومال العربي. هذا من دون أن ننسى الرعب المقيم في كل مطارات ومحطات القطارات والأنفاق والأسواق في العالم كله. أين أوباما من كل هذا الخراب والفوضى؟ أظن أنه في عين الإعصار!
بعد أن أسقط الغزو الأميركي للعراق نظام صدام وشنق الأخير؛ تتحمّل "القاعدة" وبن لادن مسؤولية ثلاثة أرباع الكوارث التي حلّت بالشعب العراقي وما تزال.
لا يزال نصف المسلمين على الأقل يمجدون "الشيخ" أسامة بن لادن، ويرون في بقائه حياً، رمز أمل في النصر على أميركا والصليبيين واليهود(!) رغم أن "الشيخ" لم يمس شعرة واحدة من رأس أي إسرائيلي، ومهما كان "الحمق" الأميركي كبيراً كما يدعي جهابذة كتابنا، فإن حقيقة كهذه لن تضيع عن أنظار "العدوان" الاستخباراتي الغربي.
إن فشل الرئيسين بوش وأوباما في اعتقال "الشيخ" يؤكده إعلان روبرت غيتس الأخير، وأن كلام مفكري "نظرية المؤامرة"، حول ترك بن لادن حراً بقرار أميركي متعمّد، بهدف تبرير حربهم على "الإسلام"؛ مجرد أوهام. ثمة مليار من البشر المتحضرين حكاماً وعواماً، ينظرون باستياء شديد لذلك الفشل المرير، ويعرفون أن "الشيخ" ملأ ويملأ أحلام الرئيسين المذكورين، بحيث ارتقى ويرقى الى رتبة الكوابيس. ويبقى "الشيخ" العدو الأول لأوباما حتى لحظة الإمساك به. إن سعي الرئيس باراك أوباما الحثيث للإمساك بـ"الشيخ"، سيسجل نقاطاً إيجابية لصالحه وصالح حزبه الديموقراطي في سباق التجديد الرئاسي المقبل، قبالة سلفه الرئيس بوش وحزبه الجمهوري المكلّلين بالفشل الذريع حيال القبض على قاتل ثلاثة آلاف أميركي في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر المشؤوم عام 2001. والآمر بتنفيذ العمليات التي قامت بها "القاعدة" في العالم بعد 11 أيلول/ سبتمبر، وبالذات التفجيرات الإرهابية في لندن ومدريد.
لم يستثن أوباما من رؤياه الشمولية الحوارية أي كائن في العالم، استثنى بن لادن فقط ولوحده!
() كاتب سوري










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو