الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى الثامنة لإنطلاق-الحوار المتمدن

محمد سيد رصاص

2009 / 12 / 14
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


أرشدني أحد الأصدقاء في عام2003،عندما كنت أول ماأحاول التعلم على الكومبيوتر والدخول إلى الإنترنت،إلى ضرورة الدخول إلى موقع"الحوار المتمدن":عندما اطلعت على الموقع شعرت بالغبطة لكونه منبراً يسارياً،في زمن الهزيمة المدوية التي عاناها اليسار العالمي بين عامي1989و1991وماولدَه ذلك الزلزال عربياً من ارتدادات ومظاهر مخزية لدى الكثيرين من الشيوعيين والماركسيين العرب لم نرى مثيلاً لها عند شيوعيي وماركسيي المناطق الأخرى من العالم،وأملت بأن يكون هذا المنبر مكاناً يمكن من خلاله تلمس الخارطة الجديدة لليسار العربي ،وبالذات الماركسي منه،وأن يكون محلاً لتفاعل يساريي العالم العربي،وأيضاَ مكاناً لمراجعة التجربة اليسارية العربية من أجل فتح مسارات جديدة لها،وخاصة للتيار الماركسي.
شخصياً،أنظر إلى تجربة"الحوار المتمدن"أساساً من خلال هذه الزاوية:هل الحصيلة كانت وفق المأمول ؟...هذا سؤال برسم الجميع ويمكن فتح محور نقاش جماعي على"الحوار المتمدن" من أجل الإجابة عليه........أنا،إذا أريد جوابي،لاأرى الحصيلة ايجابية في هذا المجال،مع أنه كان بالإمكان أن يكون العكس لوكان الموضوع ممنهجاً من قبل إدارة الموقع.
طبعاً،يمكن النظر إلى تجربة "الحوار المتمدن"من زوايا أخرى،غير ذلك،وهذا ماسأحاوله عبر هذه السطور،من حيث أن تجربة الصحافة الألكترونية،وفي المقدمة منها"الحوار المتمدن"،هي كشَاف عن واقع الإعلام العربي،وبالذات الصحافة العربية الورقية،وإلى حد"ما"الصحافة الألكترونية حيث تحولَت بعض المواقع الألكترونية ،ذات الأجور المدفوعة عن المقالات،إلى دكاكين خاصة إما لأشخاص معينين،أولتيار محدد هو التيار الليبرالي،حيث يتعاملون مع أي مقال يأتيهم وفق مواصفات معينة مثلما كان" الرفيق"جدانوف يتعامل في زمن ستالين مع النصوص وفقاً لمواصفات"الواقعية الإشتراكية".
في هذا المجال ،كانت تجربة"الحوار المتمدن"مختلفة،من حيث أنها مفرطة الحرية وكانت مجالاً واسعاً لكل الآراء ،ولأي شخص يريد أن يكتب لكي يجد فيها منبراً للنشر. هذا كان ايجابياً ومختلفاً عن واقع الصحافة الورقية العربية،حيث في الحالات الغالبة الأبواب موصدة أومحددة لمرور أشخاص معينين إلاماندر أوتتحكم بمعايير الكتابة العلاقات وليس المستوى وفي حالات أخرى اتجاه الكاتب،وهو مارأيناه كثيراً في السنوات القليلة الماضية التي أعقبت سقوط بغداد لماسيطر أشخاص من "الليبرالية الجديدة"على أقسام صفحات الرأي في العديد من الجرائد العربية الرئيسية،لنعود ونرى هذا الشيءالآن في بعض جرائد"الممانعة" ببيروت حيث تفضل بعض الجرائد عدم السماح لكتاب معارضين بالكتابة فيها لحسابات متعلقة بعلاقات مع أنظمة أونظام معين بعد أن كانت تطلبهم بشدة عندما كانوا مختلفين مع معارضين آخرين انجرفوا في خط الأمركة بين عامي2004و2008.
هذا أدى في حالات عديدة إلى ابراز مواهب كتابية عبر "الحوار المتمدن"لم يكن متاحاً المجال لها – ومازال- في العديد من الصحف العربية،وإلى تبيان أنه كما التعيينات في الأنظمة العربية لاتتحكم بها معايير الكفاءة والمستوى فإن هذا الواقع يشمل أيضاً نظام الكتابة في الغالبية العظمى من الصحافة العربية "غير الحكومية "،إلى درجة نجد أن معظم المقالات التي تنشر في الصحافة العربية لاتقول شيئاً أوأنها تتحول بسرعة إلى وضعية"الخبز البايت"بعد قليل من خروجه من"الفرن"،ويمكن تبيان هذا الواقع من خلال مقارنة مايترجم أحياناً من صحف عبرية مع العربية لقياس المستوى في الحالتين،وهوشيء يمثل مرآة ً ليس فقط للفكر السياسي ،وطريقة التعاطي مع السياسة،عند الإسرائيليين والعرب وإنما أيضاً للإجابة على سؤال يتعلق بحالة الهزيمة العربية أمام تلك الدولة.
في احدى سفراتي لبيروت‘قبل سنوات،قلت لأحد المسؤولين في احدى الصحف الكبرى هناك عن "صفحة الرأي والقضايا"،بأنه كان يعلمنا أستاذ أجنبي مادة اسمها "استيعاب النصوص"، عندما كنت في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب ،وقد علمنا هذا الأستاذ شيئاً مازال محفوراً في الذاكرة:قال ذلك الأستاذ بأن كل نص(فكري- نظري،أي فلسفي،أوفكري - سياسي ،أوسياسي)يقاس بالمعايير التالية:1- منهج التحليل المستخدم في معالجة الوقائع،التي تتحول عبر تدرج تطوري محدد لتصل إلى مرتبة الحقائق النظرية أوالسياسية،2-المعلومات المستخدمة،3-الأفكار المتولدة عن استخدام النهج التحليلي للمعلومات من أجل محاولة القبض المعرفي على الوقائع،والتي هي إماأن تكون أفكاراً جديدة أوشرحاً جديداً لأفكارقديمة،4- قدرة الأفكار المتولدِة عبر النص على القبض المعرفي على الوقائع الماضية أوالوقائع الراهنة - القائمة،5-القدرة،من خلال تحقيق ماسبق،على التنبؤ بالوقائع القادمة. ليضيف ذلك الأستاذ شارحاً بأن قيمة النص تتدرج من قمة استيفائه للشروط الستة نزولاً حتى الثالث حيث بدونه لايكون نصاً فكرياً وإنما ثقافياً يعرض بالشرح حالة معينة فكرية- نظرية،أوفكرية- سياسية،أوسياسية،أويلخص كتاباً أوآراء مفكرين في تلك المجالات
أجابني ذلك المسؤول،وهو المرحوم سعيد صعب الذي ظل لسنوات مسؤولاً عن "صفحة قضايا"في جريدة"السفير"حتى وفاته في عام2003،بأنه لوطبقنا هذه المعايير لكان قد تمَ منع 99%من كتابنا من الكتابة في صفحات القضايا والرأي،وفي الصفحات الفكرية،والثقافية.وفي هذا المجال تحضرني حادثة حصلت في عام 1999لماالتقيت ،بدمشق قبيل ذهابي لبيروت،بأحد الكتَاب"اللامعين"الآن،وسألني أن أستفسر من الأستاذ سعيد عن مصير مقالتين كان قد أرسلهما ل"السفير" قبل أشهر ولم ينشرا حتى ذلك اليوم.عندما طرحت الموضوع على الأستاذ سعيد،قام المرحوم بالبحث في درجه عن المقالتين وقال لي :اقرأهما،وعندما فرغت من ذلك قال لي:ماذا تلاحظ؟......قلت له:لن أجيب،وإنما أريد إجابتك،فقال:ألاتلاحظ أن المقالتين تخلوان من أية واقعة أومعلومة أوتاريخ أواسم،لتقوما بدلاً من ذلك بالتعامل مع السياسة وكأنها أفكار مجردة خارج الواقع و"في عالم عُلوي"،وكمالوأن السياسة حالة ثقافية يتم فيها معالجة الأفكار بالأفكار ل"يُحسم"الصراع السياسي من "خلال"ذلك.
رحم الله الأستاذ سعيد صعب.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنوان غير موفق
نجاح العلي ( 2009 / 12 / 13 - 22:01 )
اخترت عنوان الصحافة الالكترونية لمقالتك لكن موقع الحوار المتمدن هو موقع الكتروني وليس صحيفة الكترونية لانه موقع فكري متخصص اما الصحيفة الالكترونية فهي صحيفة منوعة
صحيح توجد اخبار وبعض الفنون لكنه يظل موقعا الكترونيا يغلب عليه الفكر على الاخبار والمنوعات والرياضة اما الفنون الصحفية فاغلبها مقالات وابحاث واراء ولا توجد تحقيقات وتقارير او لقاءات او قصص خبرية او اخبار


2 - عيني عليه تفوووو عليه
ممدوح علوان ( 2009 / 12 / 14 - 00:23 )
واضح أن الكاتب يريد أن يشتم أحداً ما لكنه كتب ذلك بغموض مريب وربما غير شجاع. كتابة سيد رصاص مثل قرط الحجر. ثم لماذا ياحوار يامكتمدن وضعتوا المقالة في رأس الصفحة ألأنه يمدحكم؟ هذه واحدة عليكم.


3 - مشروع سيد رصاص
حكمت العسلي ( 2009 / 12 / 14 - 11:23 )
مشروع سيد رصاص هو تحويل التيار الماركسي إلى مجرى آخر. ألا أبئس بهذا المشروع الإنحرافي الرجعي! خ


4 - كبير يا أستاذ محمد
منصور ( 2009 / 12 / 14 - 18:22 )
الاستاذ محمد سيد رصاص كنت دائماً ومازلت كبيراً بوعيك وبقراءتك السياسية وبثقافتك وكثر هم من يتمنون أن يسترشدوا بكتاباتك أيها الكبير. شكراً لك . وأغتنم الفرصة لأقول لمن يحاول رمي كلام غير مسؤول كتعليق على كتابتك بأنهم يفشلون في الارتقاء إلى مرتبة يفهون بها الاستاذ محمد سيد رصاص.

اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!