الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تغتال مرتين - ناجي العلي في ذكرى رحيلة

قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)

2009 / 12 / 13
الادب والفن


حين ترسم وطنا يغرق في بحر من علامات استفهام وشعب في المنافي والخيام وتكون ريشتك صوتهم المدوي فانك تعجل بقاتليك إن يطلقوا رصاصه واحدة من كاتم صوت من خائن ظل يحدق فيك مليا قبل إن تخر صريعا في ليل لندن مع لوحتك الاخيره من ودع من حنظله أولا أم ناجي العلي الذي ابتدع تلك الشخصية وأبقاه بعمر العشر سنوات مديرا ظهره للعالم لايريده إن يكبر إلا إن يعود لوطن محرر و يديه للخلف رمزا إلى رفض التطويع والتطبيع في زمن الذل والانكسارات
ناجي المولود في قرية الشجرة في فلسطين عام 1936 ذاق مرارة ألهجره من فلسطين عام 1948 ونزح مع عائلته باتجاه لبنان وسكن في مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا فدرس في مدارسها وعمل في البساتين مرارة الحياة والشعور بالذل ساهم في نشأة بواكير وعيه لقضية وطنه
سافر عام 1957 إلى السعودية للعمل واستثمر بعض أوقاته للرسم لكنه عاد إلى بيروت فدرس في الاكاديميه اللبنانية للرسم لكنه لم يكمل الدراسة بسبب مواقفه الوطنية فاستقبلته سجونها ومعتقلاتها ومعه حنظله لكنه أكمل دراسته للرسم في الكلية الجعفرية
عمل في صحف الطليعة الأدبية والسفير و السياسة الكويتية وجريده القبس
بزغ نجمه مع بروز المقاومة الفلسطينية وكان مكتشفه ريشته الرائعة الشهيد غسان كنفاني ...ناجي العلي الحاصل على جائزة أساهي كواحد من أفضل عشرة رسامين في العالم كانت لوحاته وهجا في ليل حالك الظلام ريشته سجلت أحلام ومشاعر شعب يعيش في المنافي والشتات وصورت بتعبير مباشر قسوة الحياة وثمن النزوح المر والنضال والعودة وتحرير كامل التراب فقد كان قد تنبأ بثوره وانتفاضه الحجارة
لوحاته الساخرة والمعبرة ضوءا في أيامنا السوداء تقض مضجع الذين يريدون للجماهير أن تبقى ترى وتسمع لكن عليها أن لاتسئل !! الم يقل عنه الشاعر محمود درويش( ذلك الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة والذي أصبح خبزنا اليومي )ومن المفارقات في الاجتياح الصهيوني لبيروت عام 1982 القي القبض عليه ولعدم التعرف على هويته أطلق سراحه ...
ومثل طائر الكركي المهاجر كان يتنقل من بلد إلى أخر مضطرا بعيدا عن بلد يحلم بالعودة إليه لكن طريق العودة مغلق دائما إمام الملتصقين بوطنهم بوجدانهم وروحهم وحتى ولو جاءوا على نعوش ملفوف عليه علم بلادهم
من سخريات القدر إن يظل فتى فلسطين يصارع الموت لأكثر من 38 يوما حتى تزف عائلته بشرى استشهاده مع الثواروالابطال لشعب فلسطين وأمته العربية لكن أين يدفن في قريته في فلسطين لكن فلسطين محتله؟ إذن ليوارى الثرى في مخيم عين الحلوة وعندما تكتمل الترتيبات لنقله تفاجأ عائلته بان لاضمانات إن لاتحصل مجزره هناك فتثار ألاف علامات الاستفهام !! ناجي ابن فلسطين لايرضى إن تتحول مراسيم جنازته إلى مجزرة فيدفن أخيرا
في مقابر لندن الاسلاميه ويوضع علم فلسطين فوق قبره

ويأتي الاغتيال الثاني حين يصنع النحات شربل فارس تمثالا لناجي العلي فارس الريشة المقاتلة وينصب في مدخل مخيم عبن الحلوة الذي شهد مرحه وعبثه وإحزانه وبدايات تعلم الرسم وميلاد حنظله
لكن التمثال يفجر ويسقط على الأرض ثم يسحل وينقل إلى مكان لايعرف لحد الان
البسطاء من فلسطين حين تزداد ضراوة الإحداث علبهم يتساءلون؟ لو ناجي العلي موجود ماذا سيرسم عن تلك الإحداث الم يرسم لوحات إمام احد المخيمات عندما أصبح القتال بين الاخوه ضرورات سلطويه... ماذا سيرسم عن دوله حماس ودوله فتح !! لكن لو امتد به العمر ورأى بغداد تستباح وتدخل جيوش المحتلين فاتنة الشرق ربما سيرسم حنظله الفلسطيني إلى جنب حنظله العراقي
ناجي العلي اغتيل مرتين والقاتل واحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا