الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكز صناعة الممنوعات العربية

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2009 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تزدهر الأمم بمدى تطور خدماتـها للشعوب ومقدار الحريات التي تتيحهـا

من هنا أرتأيت الدخول إلى موضوع الممنوعات التي تفرض علينـا من يوم ميلادنـا لليوم الآخير الذي نحياه في بلداننا العربية المقدسة من الخليج إلى المحيط ، تبدئ بعد الولادة مباشرة فأن كنت صبي (ولــَد )فعليك الأنصياع إلى الممنوعات التي تصاغ لك عشائريـاً وبدويـاً وذكورياً حيث تحشى أفكارك ويسمم عقلك بمجموعة أنظمة والقوانين جائـت من العشيرة والفخذ والصدر والعين نزولاً إلى بقية أجزاء الجسد ،من أجل البدء بتحديد مدى تخلف هذا الطفل، رجل المستقبل وكم من الرعونة والتصرفات الغبية سوف يقوم بهـا لحيـن إدراك الوعي الـذاتي وأتضاح الرؤية الحقيقية لوجوده كفرد في مجتمع واحد ، يصيبه مـا يصيب المجتمع ويتطور بقدر تطوره ، وعلهُ ينجح في الخلاص من التعقيدات التي وضعت أمامه في الحياة أما أن يقع في مستنقع الأمراض المزمنة كمرض الأزدواجية الشخصية وأمراض أجتماعية متأصلة بالمجتمعات البدوية والعشائرية .

أما إن كان المولود بنت فالممنوعات مضاعفة عشرات المرات والحياة تصبح غير مطاقة منذ أول كلمة تنطقهـا وتتعلمهـا كلمة ( عـيـب آني بنت ) ، وكل يوم تكبر فية تزداد فيه الممنوعات إلى ان تصبح حياتـهـا جحيـم لا تطاق ،حيث تتمنى في بعض الأحيان الموت ، وكأنهُ حدث خطأ في ولادتهـا بأعتبارهـا ستكون جالبة عار وهي مصيدة للعثرات وتلويث سمعة العائلة وكل ذلك لا يتم إلا بوجودهـا ، فمنذ تلك اللحظة تشعر البنت بأنهـا غير سوية وغير متساوية مع الصبي وأنـها مصدر الثلوث والوساخة في العائلة فتبدئ رحلة البحث عن مكامن الخطـأ في نفسـهـا وجسدها ومـا هو العيب الذي تسببهُ للآخريين ، وتتدرج الممنوعات مع أول خطوة خارج حدود نطاق المنزل وتكثر وتكبرالعقـد بشكل مضطرد كلمـا تقربت من شرايين وأوردة المدينة ومحطاتـهـا ومؤسساتـها حتـى تصل إلى الدائرة المقدسة والتي لا يمكنـك نقدهـا أو حتى النظر إليـها لأنك قد ولــّدت في أحـداهـا وزرع الخوف في دمك وتقبل عقلك ذاك الواقع المظـلم الذي سحـب البساط من تحتك في أول لحظة فـَتحت عيناك لعـالم القهر والعذاب الذي بالصدفة تكونت فيه وأبصرت النور هنـاك ، وهو العالم العربي الشرق أوسطي ، البدوي العشائري المتخلف والمليئ بكل العقد والخزعبلات والخرافات والتعقيدات التي تعرقل مسيرتك من اليوم الأول الذي تبدأ المعلومات المعرفية تتوالى إلى خزائنك وتتراكم المعلومات التي عليـها سوف تستنـد في قادم الأيام من حياتك ، يعني بأنك قد أفسـَت منذو البدء وحـُطـت من حريتك وقـيدت عملية التفكير و الأبداع وبهذا سوف تنشغل نصف العمر الأول في معالجة ومحاربة مـا زرع فيك من أمراض متنوعة وبكتيريـا ضارة كثيرة ، والبعض مـنـا لا يستطيع أن مـحاربـهتا ومعالجــتهـا لوحده ، فيصبح هو أيضـاً الحامل لتلك الجراثيم والمكروبات والمتخلفات وينشغل العمر كله بـهـا ، يورثـهـا بالضرورة لأبنائهُ وبناته .... فبهـذا لا تتقدم شعوبـنـا ولا تقبل التطور والحرية لآنهـا حقنت بمصل الخنوع والخضوع والخوف والعيب وكل أنواع الممنوعات . وأليكم بعض من الممنوعات التي حكمت الأنسان المسكين الذي عاش ومات في بلاد أسموهـا بالعربية وأولهـا ممنوع أستخدام كلمة لا



ممنوع التظاهر ممنوع الرفض ممنوع المعارضة ممنوع التجمع أكثرمن أثنين ممنوع الصدق ممنوع الشرب ممنوع المرور في شارع فية يسكن مسؤول حكومي ممنوع تعليق على المسؤوليين في الدولة ممنوع المعارضة ممنوع تأسيس الأحزاب إلا أن يكون لصاحبة السلطة الحاكمة ممنوع التعبير عن الرأي ممنوع السفرممنوع السهر، ممنوع الأبتكار ممنوع التنوع ممنوع الشعورالطويلة ... ممنوع الحلاقة ممنوع الأخصاب ممنوع الأنجاب ممنوع الحب والتقبيل ممنوع المراسلة ممنوع التعارف ممنوع التصوير ممنوع الكمبيوتر ممنوع الأنترنيت ممنوع الموبايل ، ممنوع الموسيقى ممنوع الغناء ممنوع الضحك ممنوع النظر ممنوع البكاء ممنوع التعليم ممنوع التحضر ممنوع ظهور شعرالنساء ممنوع ظهورالصدور والبطون والصـّرر والاصابع ، ممنوع لبس القصير ممنوع أرتداء البنطلون أو التنورة ، ممنوع السباحة و ممنوع لبس ( ابوالخيط ) ، ممنوع الكلام والأعتصام ممنوع قيادة السيارات ، ممنوع المطالبة بالحقوق ممنوع أنتقاد المسؤل ممنوع السباحة عـكس التيار ، ممنوع الأختلاط ممنوع قول الصدق والمصارحة ممنوع التحدي ممنوع التسامح ممنوع التكاتف ممنوع التصافح ممنوع الغفران .هذا غيض من فيض من الممنوعات الكثيرة الآخرى إلتي لا مجال لذكرهـا وتعدادهـا جميـعاً وإالتي أبتليت بهـا الشعوب العربية المغضوب عليـهـا بحكام يعتقدـون بأنهم مـا كانوا ليحكمـوا لولا مشيئة الله ومن دونـهم كان الضياع ، فكيف نريد أن تتعافى مجتمعتـنـا وتتقدم وهي مدفونة بحكم الممنوعـات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هي المرأة ؟
هندال سالم ( 2009 / 12 / 14 - 21:44 )
في الإسلام نوعان من النساء حرائر وأماة وفتوى لبعض رجال الدين للتميز بينهما
فعليك ألإنتبا ياعزيزي نبيل.؟

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت