الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرار الصعب في الوقت الصعب

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2009 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية




يدور ألان علي الساحة الفلسطينية حديث ونقاش وجدل في حركة فتح وفي الشارع الفلسطيني حول إعلان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بعدم الترشح مجددا للانتخابات الرئاسية القادمة، وحيث يدور النقاش ألان حول الشخصية القادمة , ويأتي هذا القرار الصعب في ظروف فلسطينية حرجة ، وبالغة التعقيد , وفي ظل تراجع الإدارة الأمريكية ( إدارة الرئيس اوباما ) عن وعودها التي التزمت بها إلي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) , بالضغط علي حكومة نتنياهو وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل الحديث عن العودة إلي المفاوضات , إضافة إلى أن هذا الإعلان يأتي في ظل الانقسام الفلسطيني القائم والمستمر والمهدد لمصالح وأهداف الشعب الفلسطيني الوطنية .

ومما يزيد الواقع الفلسطيني تعقيدا، هو أن حركة حماس لا زالت تعمل على تعميق الانقسام الفلسطيني , الذي يتجلى في موقف حماس الرافض للتوقيع علي الوثيقة المصرية لإنهاء هذا الانقسام , وحيث أن الانقسام الفلسطيني بات واضحا أنه يصب ويخدم إطراف إقليمية وإسرائيلية غير متوافقة , وحيث إن فكرة الهدنة الطويلة التي طرحتها حركة حماس عبر أكثر من وسيط أجنبي علي إسرائيل , والتي تشترط فيها عدم الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر , و في مقابل إنهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة , الأمر الذي لم يتحقق لها , ويأتي في هذا السياق سعي حماس مرة ثانية إلي تحقيق نفس الهدف وأهداف أخرى عبر صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل , تلبية لحاجتها إلي تعزيز وجودها في غزة وضمان إبقاءه تمهيدا لبناء نموذج حكم جديد للإخوان المسلمين في غزة .

على خلفية هذا الموقف المتشابك والمرتبك لحماس على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي ، يمكننا تقدير مدى الصعوبة التي تواجه حركة حماس في اتخاذ قرارات منفردة في جميع القضايا المطروحة , الأمر الذي يصب بالتأكيد في أزمة استمرار الانقسام الفلسطيني والسؤال الآن ، هل بالإمكان القول أن حماس قادرة على تأبيد حالة الانقسام الفلسطيني خدمة لأجندتها الخاصة ؟
الحقيقة ، أن مقدرة حماس في هذا المضمار محدودة بالاعتبارات التالية :
1- عدم استقلالية القرار، إذ بات معلوما للكثيرين جملة الارتباطات الإقليمية التي ألزمت بها نفسها .
2- فشلها في طرح برنامج سياسي معلن وواضح ، نظرا للعديد من التناقضات الداخلية .
3- الفشل في إقناع الطرف الإسرائيلي والدولي بنواياها، وخاصة فيما يتعلق بالهدنة طويلة الأمد ، والدولة المؤقتة .
بالتالي فإن حماس تقع في وضع لا تحسد عليه, ما بين أطراف في داخلها تريد أن تحافظ علي مصالحها وعلى علاقاتها الإقليمية , وأطراف تحلم بأن تبني لها مجدا في غزة , عن طريق الهدنة أو عن طريق صفقة التبادل القادمة, والبعض الضعيف الذي يرى ضرورة إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية كرافعة للعمل الوطني الفلسطيني بكامله .
ملاحظة : مع بالغ التقدير والاحترام للسيد الرئيس (أبو مازن) ، فإن ذهابه أو استمراره لا يقلل من أهمية الدور الذي يلعبه هذا القائد، ولكن إذا ذهب لا يعني انتهاء رحلة النضال الفلسطيني الموصلة إلى تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة