الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!

علي عرمش شوكت

2009 / 12 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يبدو على النخبة الحاكمة اي تغيير في تصرفها الخارج عن النص الدستوري رغم ما يحصل من خراب ودمار من جراء ذلك ، دون ان تخشى اي رقيب او حسيب ، هذا بات طبعاً مقترناً بها ، كما انه قد غدا نهجاً ثابتاً لديها ، ويتجلى ذلك في صنعها لازمة تلو اخرى ، والهدف من ذلك تمرير مخططاتها الخاصة غير المبررة قانونياً ، طبعاً ان ذلك يستوي على موقد الصراعات والمحاصصات البينية المسعورة ، اما جرافة الاستقصاء والمصادرة لحقوق الاخرين قد وصل تدميرها الى ثنايا الدستور ذاته ، ناهيك عن الديمقراطية التي حوّلتها واستخدمتها كحجاب ساتر لتجاوزاتها المستنكرة .
فالازمة التي تتجدد بين الفينة والفينة ، الغاية منها صنع سبب لاعادة تقاسم المغانم بين الكتل المتنفذة ، اذ من دونها تبقى الاشتباكات السياسية قائمة ، ويبقى اختلال في توازن القوى بين الاطراف المتحاصصة ، يميل لصالح من هو اكثر جسارة واقوى سنداً خارجياً ، وهذا ما يؤجج سخونة الصراعات التي غالباً ما تكون بواجهات بعيدة كل البعد عن حقيقتها ، حيث يشهرها البعض كونها دفاعاً عن مظلومية طائفة ، والاخر يدعي كونها استرداداً لحقوق تأريخية سبق وان اغتصبت ، والثالث للتمسك بحقوق مكتسبة منذ تشكيل الدولة العراقية ، بهذه العناوين تستر المنافع غير المشروعة ، و كذلك الحفاظ على مواقع النفوذ واختلاس المال العام .
اما وان كانت الازمة نتيجة لا مناص منها كأفراز منطقي لتشكيلة الحكم القائمة في العراق، فهي في ترابط جدلي مع جعلها سبباً لغرض اعادة انتشار الكتل المتسلطة في مواقع السلطة ، فهي ايضاً يراد لها ان تكون هدفاً لاسقاط العملية السياسية ، بيد ان هذا الهدف الخطير ، الذي تسعى قوى الارهاب الى تحقيقه بكل الوسائل وفي المقدمة منها اعمال العنف الدموية ، في هذا الوقت تكرس اوساط العملية السياسية او بالاحرى النخبة الحاكمة جل اهتمامها لصراعاتها الداخلية ، الامر الذي يوفر الفرصة السانحة للعمليات الارهابية الغادرة .
الازمة هدف بحد ذاته تسعى من اجله قوى الارهاب ، ومافيا الفساد المالي والاداري والسياسي ، وبعض اطراف الكتل المتنفذة بغية ادامة سلطتها وتوسيع نفوذها ، هذا وناهيك عن الدوائر الاقليمية المتربصة بالوضع السياسي الديمقراطي في العراق ، والتي يتجلى ابرز مظاهر سعيها في اشتداد الخلافات التناحرية بل والعدائية بين اركان الحكم ، تعبيراً عن صراع اجندات خارجية ، مما اوصل الامور الى عدم رؤية اي ملمح يعبر عن المصالح الوطنية العامة ، كما تجردت الصراعات الحامية الجارية عن هموم الشعب العراقي وحالة الافتراس التي يتعرض لها الوطن من قبل الدول المجاورة ، وراحت تتمحور حول الحصص والمنافع الحزبية الضيقة
وفي صميم هذا الوضع المزري نجد المسؤول وعضو البرلمان تحديداً غير قلقين حول بقائهم في مناصبهم او عدمه ، لكونهم ضمانين الاستمرار بها طالما ظلت ذات القوانين والانظمة المرعية في تقاسم مواقع النفوذ في قمة السلطة التي تقطع طريق الوصول اليها بشتى الوسائل وبخاصة على القوى النزيهة ، وكان من اتعس تلك الاساليب ، قانون الانتخابات وتعديلاته غير الدستورية الاخيرة ، مما يدعو بالحاح للفت الانتباه اليه ، و ان لا نرمي باللائمة كاملة على الحكّام وعلى القوى الاقليمية والدولية في تدهور الاوضاع العامة العراقية ، انما اللوم الاعظم يقع على عاتق الجماهير التي تقبل بسلب حقوقها وتعريض وطنها الى الضياع ، وتنتخب جهات لا هم لها سوى البحث عن المغانم والثراء على حساب المصالح الوطنية ،و محتمية بالبراقع الاثنية والطائفية المقيتة . ان يوم الحساب هو يوم الانتخابات التي سيؤكد فيه كل مواطنة ومواطن حقيقة حرصه على مصير العراق واهله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى