الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصاية الأيس كريم

بهيجة حسين

2004 / 6 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يشرق وجهه دائما بابتسامة هادئة، رصينة ، تفيض بنورها علي صوته الذي ينساب رقراقا خفيضا واضحا ومحددا0

يشرق وجهه دائما بطمأنينة الجالس في روضة من رياض الجنة، المالك بين يديه كل أسباب الثقة في أن ما بين أيديه وأيدينا نعم لا تحصي ولا تعد، وأن التفاؤل بالمستقبل المفروش بالورود والرياحين والتصدير والصناعة من الإبرة للصاروخ هو قدرنا ولا مجال ولا معني للتفكير في غيره أو حتي احتمالات أخري0

يشرق وجهه وتملأ الدنيا كلها ابتسامته الهادئة المتفائلة الواثقة ، ولم لا وهو وزير صناعتنا الدكتور علي الصعيدي الذي يرفعنا في أحاديثه التليفزيونية شأنه في ذلك شأن رئيسه أستاذ الجامعة د0 عاطف عبيد إلي سماوات المكن الداير في المصانع، وإلي سيور السحب التي تنطلق عليها مصنوعات بلادنا بلا توقف، ولا منافسة من المصنع إلي أسواق العالم، تضرب وتدمر كل من يتجاوز حدوده أو يمتلك جرأة الوقوف أمامها0 ومن قلب المصانع إلي أيادينا نحن المواطنين نشتري إنتاج بلدنا ونستهلك وننعم ونسعد بلا حدود0

يحملنا معه علي أجنحة ابتسامته التي تملأ صورته المنشورة مع تصريحاته علي صفحات الصحف، وننعم ونهنأ ونطمئن علي مستقبل أولادنا وبلادنا مصر المحروسة، مصر أم الدنيا0

ولكننا بشر نموت في النكد ولا نفرق كثيرا بين الأوهام والأحلام، والتصريحات الرسمية ، والابتسامات الإعلامية، فالواقع من الألف إلي الياء نحن الذين نعيشه، وندفع ثمن انهياره، ولكن أن يصل انهيار الصناعة في مصر إلي درجة أن تنشر الصحف إعلانا عن استيراد «عصيان» بلاستيك أو خشب من الصين لزوم وضعها في قطعة الجيلاتي أو ما يعرفه أولادنا بـ «الاستيك» ماذا نقول مع مثل هذا الخبر أو الإعلان سوي «يا نهار أسود هي حصلت»؟

نعم سوف نقول «يا نهار أسود» للمرة المليون ، بعد أن أغرقت صناعات بلاد الدنيا بلادنا، أغرقت بلادنا وانقلبنا عليها، ليس لأن تلك البلاد تتأمر علي صناعتنا العريقة، وتسعي لضربها، ولكن لأنها صناعات جيدة بما لا يقارن بما تنتجه مصانعنا، وأقل سعر أيضا بما لا يقارن بأسعار ماتنتجه مصانعنا مع رداءته، ونشتري المستورد أو المهرب رغم الحسرة التي تملأ قلوبنا علي صناعتنا وما وصلت إليه0

نعرف ويعرف السادة المسئولون المبتسمون بابتسامات تسد عين الشمس، ولا نعرف من أي منطقة ترتسم علي وجوههم، نعرف ويعرفون أن البلد لم تعد بها صناعة و لا زراعة ولا تجارة، ولم تعد بلدا أصلا، هم يعرفون وهذه هي سياساتهم، ولكن البلد ليست بلدهم، إنها بلدنا، وبها من العقول والكفاءات والخبرات والرجال القادرين علي حكم وإدارة الدنيا كلها، ونعرف أنهم يقدمون للسادة المسئولين عن إدارة هذا البلد كل جهدهم الذي يصبح مجرد أوراق تلقي علي الأرفف ليأكلها التراب ومعه الفئران0

كيف تتحول هذه الجهود العلمية إلي فعل وحركة؟ كيف يحملون رؤاهم إلي الشعب المصري ليكون هو الحكم بين الحكام وبينهم؟ كيف ينقذون هذا البلد من الدمار، وهم قادرون؟ كيف يتكاتفون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب والشرفاء عموما دفاعا عن مستقبل وكرامة هذا الوطن، الذي ضاعت كرامته في ظل سياسات الصفر، والتي لن تحملها ابتسامات السادة الإعلانية، ولا أرقامهم ومشاريعهم الوهمية، ولا كذبهم الفاضح ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف